مصر العروبة وإمارات المحبة.. وحدة الروح والمصير
ليست العلاقة بين مصر والإمارات علاقة بين دولتين وحسب، بل هي أقرب ما تكون إلى “نص مكتوب في جينات الأمة العربية”. نصٌّ نسجته الجغرافيا، ووقّعته الأحداث الكبرى، وباركته العاطفة الشعبية الصادقة. من يقرأ هذه العلاقة يكتشف أنها ليست طارئة ولا عابرة، بل امتداد لخط تاريخي طويل من التفاعل والتكامل والتساند.
منذ أن بزغ فجر الاتحاد، أدرك الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن قوة الإمارات الوليدة لن تكتمل إلا بامتدادها إلى مصر؛ قلب الأمة وعقلها التاريخي. لم يكن ذلك خيارًا سياسيًا عابرًا، بل رؤية استراتيجية عميقة، فمصر بالنسبة للإمارات لم تكن مجرد دولة شقيقة، بل كانت الرافعة الحضارية والدرع العربي الذي يضمن التوازن والاستقرار. وفي المقابل، كانت مصر ترى في الإمارات نموذجًا للحكمة والرؤية الثاقبة، وشريكًا قادرًا على تحويل المحبة إلى إنجازات.
هذه العلاقة لم تُبنَ على لغة المصالح وحدها – وإن كانت المصالح قائمة ومشتركة – وإنما على لغة أسمى: لغة الأخوّة. فالمصري الذي جاء إلى الإمارات لم يأتِ مهاجرًا يبحث عن رزق فحسب، بل جاء مساهِمًا في بناء وطن جديد، بينما الإماراتي الذي فتح قلبه وبيته لأخيه المصري لم يفعل ذلك بمنطق الاستضافة، بل بمنطق الشراكة في الحلم والمصير.
اليوم، ونحن في عالم يزداد اضطرابًا، تبدو هذه العلاقة أكثر من مجرد رابط ثنائي؛ إنها رسالة للعالم العربي. رسالة تقول إن الوحدة ممكنة، إذا تأسست على الحب لا على الشعارات، وعلى الثقة لا على المزايدات. فمن رحم هذه العلاقة وُلد نموذج عربي متماسك، يواجه التحديات بإرادة مشتركة، ويصنع التنمية برؤية متكاملة.
إن “مصر العروبة” بما تملكه من تاريخ ممتد وحضارة متجذّرة، و”إمارات المحبة” بما تقدمه من رؤية مستقبلية وروح إنسانية، يجسدان معًا جدلية الزمان والمكان في أبهى صورها: مصر تمنح الثقل والعمق، والإمارات تمنح الرؤية والاندفاع إلى المستقبل. ومن هذا اللقاء يولد توازن نادر في العلاقات الدولية، حيث تمتزج الأصالة بالحداثة، ويُعاد تشكيل مفهوم القوة العربية.
وما يميز هذه العلاقة أنها ليست حكرًا على القادة أو النخب، بل هي علاقة تعيش في تفاصيل الناس: في المصري الذي يشعر أن الإمارات وطنه الثاني، وفي الإماراتي الذي ينظر إلى مصر باعتبارها بيته الكبير. إن هذا الوجدان الشعبي هو ما يمنح العلاقة قوتها وخلودها، لأنه يجعلها جزءًا من “الذاكرة الجمعية” للشعبين، لا مجرّد وثائق تُحفظ في الأرشيف.
إننا أمام حالة فريدة من الأخوّة السياسية والإنسانية، حالة تستحق أن تُدرَّس كنموذج للعلاقات الدولية القائمة على العاطفة الصادقة، والاستراتيجية الحكيمة، والتاريخ المشترك. وحين نقول “مصر العروبة وإمارات المحبة”، فإننا لا نصف واقعًا قائمًا فحسب، بل نرسم أفقًا لمستقبل عربي يتكئ على جناحين قويين، لا يطير إلا بهما معًا

الأكثر قراءة
-
ما معايير لجان حصر مناطق الإيجار القديم في تحديد القيمة الإيجارية؟
-
ضبط تشكيل عصابي مكون من 5 أشخاص في بورسعيد
-
هل المدارس اتأجلت؟.. التعليم توضح التفاصيل الكاملة
-
عائد يصل لـ17%.. تفاصيل شهادة الادخار الثلاثية من بنك القاهرة
-
وأنت في بيتك.. كيف تدفع فواتيرك من الهاتف المحمول؟
-
خبير مصرفي يقترح الاستعانة بـ"ملك فرعوني" لتعزيز موارد النقد الأجنبي
-
أسعار الدواجن والبيض اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025
-
أسعار الدرهم الاماراتي اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025
أكثر الكلمات انتشاراً