الخميس، 21 أغسطس 2025

10:54 م

ولاء ترامب أم الاستقلالية.. انقسام حول رئيس الفيدرالي المقبل

الفيدرالي الأمريكي - أرشيفية

الفيدرالي الأمريكي - أرشيفية

يخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعيين كبير مستشاريه الاقتصاديين، كيفن هاسيت، كرئيس مقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حسبما كشف استطلاع حديث أجرته شبكة CNBC ضمن نسخة جاكسون هول من "استطلاع الفيدرالي".

ومع ذلك، أظهرت نتائج الاستطلاع انقسامًا بشأن الشخصية التي يجب أن يختارها الرئيس، إذ جاء كيفن هاسيت في المركز الرابع فقط عند طرح السؤال على المشاركين.

ويشغل هاسيت حاليًا منصب مدير المجلس الاقتصادي الوطني، وتصدر القائمة عندما سُئل المشاركون عن "المرشح الأوفر حظًا" بين 11 اسمًا مطروحًا، وجاء بعده محافظ الفيدرالي كريستوفر والر، ثم المحافظ السابق كيفن وورش. 

لكن عند السؤال حول "من ينبغي أن يختاره الرئيس"، تصدر وورش الترتيب، تلاه والر، ثم الرئيس السابق للفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد، بينما جاءت نائبة رئيس الفيدرالي للإشراف ميشيل بومان في المركز الخامس بعد هاسيت.

ولاء ترامب مقابل استقلالية الفيدرالي

قال كبير استراتيجيي الأسواق العالمية في شركة Focus Partners Wealth، ريتشارد ستاينبرج، إن علاقة ترامب الوثيقة بهاسيت وأداؤه خلال فترة الجائحة يجعله مرشحًا قويًا، مضيفًا أن "ترامب يقدّر الولاء ويكافئه".

لكن آلن سيني من Decision Economics، عبّر عن قلقه من تآكل استقلالية الفيدرالي إذا تم تعيين هاسيت، موضحًا أن السياسة القائمة على إبقاء الفوائد منخفضة لأسباب سياسية تمثل خطورة كلية إذا نظر إليها السوق كنوع من استحواذ الإدارة على الفيدرالي.

انقسام حول استقلالية السياسة النقدية

وأظهر الاستطلاع، أن 41% من المشاركين يعتقدون أن الرئيس المقبل للفيدرالي سيدير السياسة النقدية باستقلالية عن البيت الأبيض، بينما قال 37% إنه سيفعل ذلك بتنسيق مع الإدارة، فيما لم يحسم 22% موقفهم.

ويأتي ذلك في ظل تاريخ طويل من ضغوط ترامب على الفيدرالي لخفض الفائدة، وتوجيهه انتقادات حادة للرئيس الحالي جيروم باول، الذي قاوم هذه الضغوط خشية تفاقم التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية.

توقعات بخفض الفائدة

وتوقع المشاركون في الاستطلاع أن يقوم الفيدرالي بخفضين في أسعار الفائدة خلال العام الحالي، أحدهما في سبتمبر والآخر في ديسمبر، رغم بقاء التضخم عند مستويات تفوق الهدف الرسمي. 

وتشير التقديرات إلى أن معدل التضخم السنوي لمؤشر أسعار المستهلك سيظل عند حدود 3% هذا العام، وينخفض إلى 2.9% في 2026، أي أعلى من الهدف البالغ 2% لفترة طويلة، كما يرى ثلثا المشاركين أن التأثيرات الكاملة للرسوم الجمركية على التضخم لم تظهر بعد.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة Richard Bernstein Advisors، ريتشارد بيرنشتاين، إن الفيدرالي عالق بين المطرقة والسندان.. ضغط سياسي لخفض الفائدة، مقابل استمرار الحوافز المالية وقوة مؤشرات التوظيف والتضخم.

وأشار إلى أن كلمة باول في مؤتمر جاكسون هول قد لا تأتي بالقدر من التيسير الذي تأمله الأسواق، إذ يتعين عليه التوفيق بين مخاطر التضخم وضغوط الإدارة.

ويتوقع نحو 70% من المشاركين أن يلتزم باول الحياد في تصريحاته، بينما يرجّح 14% أن يتجه إلى لهجة أكثر تيسيرًا، في حين يعتقد 14% آخرون أنه سيتجنب الخوض في السياسة النقدية أو التوقعات الاقتصادية.

جدل حول إصلاحات الفيدرالي

من المتوقع أن يتطرق باول إلى مراجعة استراتيجية الفيدرالي طويلة الأجل، بما في ذلك الجدل الدائر حول سياسة "استهداف متوسط التضخم"، التي تسمح للفيدرالي بالتسامح مع مستويات تضخم مرتفعة لفترة معينة تعويضًا عن فترات سابقة من التضخم المنخفض. 

ورغم أن 44% من المشاركين أيّدوا هذه السياسة، فإن نسبة مماثلة رأت ضرورة إلغائها، معتبرين أنها جعلت الفيدرالي أكثر تراخيًا خلال الجائحة.

أما بشأن "الرسم البياني النقطي" الذي يعرض توقعات مسؤولي الفيدرالي لأسعار الفائدة، فقد رأى 41% ضرورة إلغائه، مقابل 37% دعوا للإبقاء عليه كما هو، بينما اقترح 19% ربط هذه التوقعات بأسماء المسؤولين لزيادة الشفافية.

وفيما يتعلق بهدف التضخم البالغ 2%، انقسمت الآراء بين 52% يطالبون بالإبقاء عليه كما هو، و44% يدعون إلى استبداله بنطاق مرن يتراوح بين 1.4% و2.7%.

search