"شجرة لا يسقط ورقها".. نص خطبة الجمعة اليوم

خطبة الجمعة
إيمان رزق
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم، الموافق 22 أغسطس 2025، و28 صفر 1447، تحت عنوان: “إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها”.
خطبة الجمعة
وأكدت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن خمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية.
نص خطبة الجمعة
وجاء نص خطبة الجمعة اليوم، كما يلي:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، نحمدك اللهم حمد الشاكرين، ونسألك اللهم الهدى والرضا والعفاف والغنى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه وخليله، صاحب الخلق العظيم، النبي المصطفى الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن سيرة الجناب المعظم صلوات ربي وسلامه عليه منهج رشد يقتدى، ونبراس نور يهتدى، فلقد كان صلى الله عليه وسلم معلـما للأفهام، مربيا للأنام، فتح الباب أمام عقول أصحابه للاجتهاد والتفكير المبدع؛ لتتحول إلى معارج رحبة للإبداع والارتقاء.
أيها المكرمون، أرأيتم كيف استخدم الجناب الأنور صلى الله عليه وسلم أسلوب جلسات العصف الذهني؛ ليخرج العقل منها أكثر إبداعا، وأحد تفكيرا، وأعمق تحليلا، وأشد تمييزا للحق من الباطل، لا يسلم لما هو سائد، وهذا هو جوهر التفكير النقدي، فهذا هو صلوات ربي وسلامه عليه يقول يوما لأصحابه الكرام رضي الله عنهم: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟» فوقع الناس في شجر البـوادي المتناثر، ووقع في نفـس عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنها النخلة ذات الثمر، فقالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: «هي النخلة»؛ لتكون الإجابة مقرونة بهذا التشبيه العظيم الذي يبرز المسلم الحق في صورة النخلة في دوام نفعه واجتهاد سعيه، فلا يتوقف خيره ولا يسقط ورقه، بل يبقى شامخا مثمرا راسخا على الحق والإيمان والاستقامة.
أيتها الأمة المرحومة، تأملوا كيف شجع النبي صلى الله عليه وسلم الإبداع والتفكير النقدي، وتمثلوا هذا المشهد المبهر حين أرسل صلوات ربي وسلامه عليه معاذا رضي الله عنه إلى اليمن، فسأله: «بم تحكم؟ فقال: بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو، ففرح النبي صلوات ربي وسلامه عليه بذلك أيما فرح، وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله»، إنها فرحة عظيمة حين رأى نبي العلم والفكر أحد أصحابه وهو يبدع في شرح طريقة التفكير القويم والنظر العليم.
أيها الناس، إن التفكير يعيد الإنسان إلى رشده، ويرده عن غيه، تأملوا كيف تعامل الجناب المعظم بلغة الحوار الهادئ والتفكير المتزن مع شاب طغت الشهوة على عقله فمنعته التفكير، يأتي النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليقول له عجبا: يا نبي الله أتأذن لي في الزنا؟ فما زال النبي صلى الله عليه وسلم يستثير فكره وغيرته وإنسانيته، «أتحبه لأمك؟ أتحبه لابنتك؟ أتحبه لأختك؟ وهو يقول في كل واحدة: لا، جعلني الله فداك، وهو صلى الله عليه وسلم يقول: كذلك الناس لا يحبونه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال: «اللهم طهر قلبه واغفر ذنبه وحصن فرجه»، فعاد الشاب إلى رشده.
أيها الكرام، اغرسوا في نفوس أولادكم أن لغة الحوار الهادئ، والتفكير المنضبط، والدعوة الصادقة، تنتج خطاب الرحمة الذي يبني الإنسان، ويصنع الحضارة، علموهم أن ديننا الحنيف دين فكر ومعرفة ونقد وتحليل، أن الشخصية الواعية إنما تنمو إذا سقيت بماء العلم والهداية، لا الجهالة والضلالة، اجعلوهم يقرأون هذه الآيات بروح جديدة ونفوس واعية {أفلا تتفكرون}، {أفلا يتفكرون}،{أفلا تعقلون}، {أفلا يعقلون}،{أفلا يتدبرون}.
نص الخطبة الثانية
وجاء نص خطبة الجمعة الثانية، كما يلي:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فيا عباد الله، إن أرواحنا أمانة عظيمة، ومسؤولية جسيمة، عبر عنها البيان الإلهي في قوله سبحانه: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}، فهذه الآية ليست مجرد وصية، بل هي نداء كوني، يتردد صداه في أعماق كل نفس، يهمس في شغاف القلوب بأن حفظ النفس جوهر البقاء، وركيزة البناء، إنها دعوة لأن نكون أمناء على هذا الجسد، وأن نحفظه من كل ما يؤدي إلى إتلافه أو تعريضه للهلاك، سواء أكان ذلك بطريق الانتحار نتيجة الاكتئاب، أو الفشل، أو ضغوط الحياة، أم كان عن طريق القيادة المتهورة التي تزهق الأرواح على الطرقات.
أيها المكرم، هل أنت مستعد لحفظ نفسك وجسدك وعقلك وروحك؟ لقد رسم لنا الجناب المعظم صلى الله عليه وسلم خارطة طريق واضحة، بنور كلماته التي لا تخبو، حين قال: «لا ضرر ولا ضرار»، فهذه القاعدة الذهبية فلسفة حياة متكاملة، تضع حدا لكل ما يمكن أن يشوب نقاء الروح، أو يهلك الجسد، أو يفسد العقل من مخاطر محدقة، إلى سموم خفية تتسلل إلى صحتنا الجسدية والنفسية، مرورا بالإهمال الذي يفتك بمواهبنا وقدراتنا، فحفظ النفس يعني أن نكون يقظين، معتنين بصحتنا، وعقولنا، وأرواحنا.
فلنجعل أيها الكرام من حياتنا مشروعا خالدا بجمال الصون والعناية والاهتمام، ولنتعاهد أرواحنا بالصفاء، وأجسادنا بالصحة، وعقولنا بالنور، لنكن قصة نجاح ملهمة يتحدث عنها العالم، فنحظى برضا خالقنا وسعادة دنيانا وآخرتنا.
اللهم احفظ بلادنا من كل سوء
وابسط فيها بساط الرزق الوفير والبركة العظيمة

الأكثر قراءة
-
خالد منتصر يكشف تفاصيل الحالة الصحية لـ أنغام.. هل أصيبت بالسرطان؟
-
ننشر أسماء 18 مصابا ومتوفيين في حادث طريق مطروح
-
في بعض هواتف أندرويد.. تحديث غير معلن يغيّر واجهة المكالمات
-
بسبب حقن مغشوشة.. "إسراء" تصارع الموت قبل زفافها
-
ظهرت رسميًا.. نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة سوهاج الدور الثاني 2025
-
موعد صرف مرتبات أغسطس 2025.. أكثر من 13 ألف جنيه لهذه الفئات
-
ارتفاع المناطق المتضررة.. "إي آند" الأسوأ في جودة المكالمات خلال 3 أشهر
-
حقيقة أول رد لـ هدير عبد الرازق على فيديوهاتها مع أوتاكا

أخبار ذات صلة
سامح الحفني: مصر ملتزمة بتطبيق أعلى معايير السلامة في الطيران المدني
22 أغسطس 2025 12:01 م
سيارة تربك حركة المرور بنفق سعد زغلول في بنها
22 أغسطس 2025 11:54 ص
محافظ الجيزة: خطة عاجلة لتحديث مرافق المنطقة الصناعية بأبو رواش
22 أغسطس 2025 11:50 ص
جهاز عروسة كامل في دقائق.. استجابة فورية من محافظ أسيوط لأم معيلة
22 أغسطس 2025 11:46 ص
مدارس ومنطقة صناعية.. تفاصيل اجتماع رئيس الوزراء مع نظيره الياباني
22 أغسطس 2025 11:05 ص
نيابة عن السيسي.. مدبولي يشارك في الجلسة الختامية لقمة "تيكاد 9"
22 أغسطس 2025 10:58 ص
موعد إعلان النتيجة النهائية لانتخابات مجلس الشيوخ 2025
22 أغسطس 2025 10:15 ص
تنسيق المرحلة الثالثة 2025.. موعد البدء والكليات المتوقعة
22 أغسطس 2025 10:11 ص
أكثر الكلمات انتشاراً