الجمعة، 22 أغسطس 2025

10:09 م

سوريا تزيح غبار "آل الأسد" عن عملتها.. الليرة في حلة جديدة

استبدال الليرة السورية

استبدال الليرة السورية

تعتزم سوريا، إصدار أوراق نقدية جديدة وحذف صفرين من عملتها، في محاولة لاستعادة ثقة المواطنين في الليرة السورية التي فقدت قيمتها بشدة خلال السنوات الماضية، وفق ما أفادت به سبعة مصادر لوكالة رويترز.

وأبلغ البنك المركزي السوري، المصارف الخاصة في منتصف أغسطس الماضي بنيته إصدار العملة الجديدة عن طريق “حذف الأصفار” اعتبارا من ديسمبر المقبل، بحسب وثيقة اطلعت عليها رويترز. 

وتواجه الليرة السورية، انهيارًا حادًا منذ اندلاع الحرب عام 2011، حيث فقدت أكثر من 99% من قيمتها، وسعر الصرف حاليًا يصل إلى نحو 10000 ليرة مقابل الدولار مقارنة بـ50 ليرة قبل الحرب.

صعوبة التعاملات اليومية

أدى الانخفاض الحاد في قيمة الليرة إلى صعوبات كبيرة في المعاملات اليومية وتحويل الأموال، حيث تدفع الأسر غالبًا مقابل مشترياتها الأسبوعية بأكياس بلاستيكية تحتوي على نصف كيلو على الأقل من أوراق 5000 ليرة وهي أعلى فئة متداولة حاليًا.

وأوضح البنك المركزي، أنه في إطار خطة تحسين الاستقرار النقدي وتسهيل التعاملات، سيتم إصدار العملة الجديدة عبر إزالة صفرين من الليرة. 

وأبلغ خمسة مصرفيين ومصدر من البنك المركزي ومسؤول اقتصادي سوري، وكالة رويترز، بأن اجتماعات حول إعادة هيكلة العملة عُقدت برئاسة نائب حاكم البنك المركزي، مخليس النازر.

هل يمكن تغيير العملة السورية؟

قال الخبير المصرفي، الدكتور عز الدين حسانين، إن الدول التي تفكر في تغيير عملتها أمامها خياران رئيسيان، الخيار الأول يتمثل في تغيير شكل العملة فقط، بحيث تحتفظ الدولة بقيمتها دون أي تعديل، مع تعديل التصميم أو الصور المطبوعة عليها. 

وأضاف حسانين، أن هذا يعني، على سبيل المثال، أن الليرة السورية إذا كانت قيمتها 10000 مقابل الدولار، ستظل ثابتة لكن بمظهر جديد ومختلف.

أما الخيار الثاني، بحسب حسانين لـ"تليجراف مصر"، فهو إصدار عملة جديدة بالكامل، أي إحلال عملة جديدة تحل محل القديمة بشكل كامل، وهو خيار أكثر تعقيدًا ويتطلب تخطيطًا دقيقًا على مستوى السياسة النقدية والبنية التحتية المصرفية.

الليرة السورية تحمل صورة الرئيس المخلوع بشار الأسد

وأشار الخبير، إلى أن البنك المركزي عند اتخاذ قرار الإصدار الجديد عادةً يحدد فترة زمنية لسحب العملة القديمة من السوق، قد تمتد من شهر إلى سنة، بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية والإمكانات المتاحة لضمان انتقال سلس للمعاملات النقدية.

وأضاف حسانين، أن البنك المركزي يضع معايير صارمة لإصدار العملة وفق المقاييس الدولية لضمان جودتها، إلى جانب تحديد قيمتها مقارنة بالعملات الأجنبية، استنادًا إلى قوى العرض والطلب، وحالة السوق المحلي والعالمي، لضمان استقرار العملة والحفاظ على ثقة المواطنين والمستثمرين.

وبحسب "رويترز"، اتفقت سوريا مع شركة جوزناك الروسية على إنتاج الأوراق الجديدة، بعد زيارة وفد سوري رفيع لموسكو في أواخر يوليو، حيث سبق وأن طبعت جوزناك عملة سوريا في عهد الأسد لكنها لم تعلق على الأمر.

نقص السيولة بالليرة

وأثارت خطط إعادة الهيكلة، مخاوف بشأن نقص السيولة بالليرة، في بلد يفتقر إلى بنية تحتية كافية للمدفوعات الرقمية. وأشار ثلاثة مصرفيين إلى أن أحد دوافع خطة الإصدار هو السيطرة على نحو 40 تريليون ليرة متداولة خارج النظام المالي الرسمي.

ويحمل القرار رمزية سياسية، حيث يظهر وجه بشار الأسد على ورقة 2000 ليرة البنفسجية، بينما يظهر والده حافظ على ورقة 1000 ليرة الخضراء، في إشارة إلى انفصال واضح عن أكثر من خمسة عقود من حكم الأسرة.

وكشف تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، أن الوضع الإنساني في سوريا يواجه ضغطًا هائلًا، إذ يعيش حوالي 90% من السكان تحت خط الفقر.

وأشار التقرير، إلى أن نحو 16 مليون سوري بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، فيما يعاني 14 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بينهم 1.3 مليون في حالة حرجة تهدد حياتهم بشكل مباشر.

search