قصار لكن عظماء في الدوري المصري.. خيال ومهارة أكبر من القامة

كرة القدم لا تعترف إلا بالموهبة، ولطالما كسرت قاعدة "الطول والقوة البدنية" أسماء صنعت الفارق في الدوري المصري، وأثبتت أن المهارة قد تكون العنصر الأهم والأمتع في اللعبة.

فبينما ارتبطت كرة القدم كثيرًا بمعايير القوة البدنية، جاءت أسماء مميزة لتكسر القاعدة وتثبت أن الموهبة وحدها تكفي لصناعة اسم لا ينساه الجميع.

 من خالد الغندور قائد الزمالك، إلى "الحاوي" أيمن حفني، والعقل المفكر أحمد العجوز في الإسماعيلي، ووائل رياض "شيتوس" في الأهلي، ظل هؤلاء وغيرهم دليلًا على أن خيال القدم قد يكون أقوى من فارق الطول.

وتألق الجناح البرازيلي خوان دي بيزيرا مع الزمالك ليسجل أول أهدافه مع الأبيض خلال مواجهة مودرن سبورت، ليذكر الجماهير بقصار الكرة المصرية أصحاب المهارة.

وأشاد خالد الغندور بموهبة البرازيلي خوان دي بيزيرا عبر فيسبوك قائلا: “خوان ألفينا بيفكرني بلاعب اسمه خالد الغندور”.

وقال حازم إمام عبر أون سبورت: "أسلوب لعبه يذكرني بخالد الغندور عندما كان صغيرا، أتمنى فقط ألا يصله عرض في الميركاتو الشتوي، وهذه الأشياء الغريبة التي تحدث مع لاعبي الزمالك”. 

بندق

يُعتبر خالد الغندور "بندق" أحد أبرز الأمثلة في الكرة المصرية، كان أحد أبرز اللاعبين في تاريخ الزمالك، كما لعب بقميص منتخب مصر.

وامتاز بذكاء تكتيكي وقدرة على التحكم في إيقاع اللعب، وكان حضوره داخل الملعب أكبر بكثير من حجمه الجسدي، إذ كان مراوغا ممتازا للمدافعين.

حقق خالد الغندور مع الزمالك عدة بطولات خلال مسيرته الحافلة مع الفارس الأبيض، فاز بالدوري المصري الممتاز خمس مرات في أعوام 1991–92، 1992–93، 2000–2001، 2002–2003، و2003–2004.

وأحرز كأس مصر مرتين عامي 1999 و2002، كما توج بكأس السوبر المصري عامي 2001 و2002.

وعلى الصعيد القاري، فاز بدوري أبطال أفريقيا 3 مرات أعوام 1993، 1996، و2002، وكأس الكؤوس الأفريقية عام 2000، وكأس السوبر الأفريقي أعوام 1994، 1997، و2003.

كما أضاف إلى سجل بطولاته، لقب كأس العرب للأندية الأبطال وكأس السوبر السعودي المصري في عام 2003.

شارك مع المنتخب الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1992، وكان ضمن تشكيلة منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية عام 1994، ولعب ثلاث مباريات دولية مع المنتخب الأول.

"الحاوي"

موهبة استثنائية عرفها الجمهور بلمسات ساحرة ومهارات فنية نادرة، أيمن حفني كان نموذجًا للاعب "الخيال الكروي" الذي يفتقده الدوري المصري كثيرًا، صغر حجمه لم يمنعه من إرباك الدفاعات بلمسة، أو تمريرة، أو مراوغة، وتحول الحاوي لاسم محفور في ذاكرة الجمهور المصري.

بدأ مشواره الكروي في نادي البدرشين، قبل أن يتنقل بين عدة أندية في الدرجة الثانية والثالثةـ بعد ذلك، انضم إلى نادي وادي دجلة لمدة 6 أشهر، ليبدأ بعدها رحلته نحو الشهرة بعد انتقاله إلى نادي مصر للمقاصة، حيث شهد أول ظهور له في الدوري الممتاز.

لاحقاً، انتقل إلى فريق طلائع الجيش، ثم أعير إلى نادي أهلي طرابلس الليبي، وفي عام 2014، انضم إلى نادي الزمالك بعد عودته من الإعارة بعد تنافس قوي مع الغريم التقليدي الأهلي.

وحقق اللاعب خلال مسيرته مع الأندية عدة ألقاب محلية وقارية، أبرزها في الدوري المصري الممتاز، حيث تُوِّج باللقب 3 مرات في أعوام 2014–15، 2020–21، و2021–22.

كما أحرز كأس مصر 5 مرات في أعوام 2015، 2016، 2017–18، 2018–19، و2021، إضافة إلى تتويجه بكأس السوبر المصري مرة واحدة عام 2016، وكأس السوبر السعودي المصري عام 2018.

وعلى الصعيد القاري، توّج مع فريقه ببطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية موسم 2018–2019.

مارادونا الدراويش

أحمد العجوز واحد من أبرز لاعبي خط الوسط في جيله، امتاز بالرؤية الواسعة والقدرة على التحكم في رتم المباريات، واشتهر بمهاراته الفنية وإجادة صناعة اللعب صنع الألعاب، لقبه جمهور الإسماعيلي بـ"مارادونا الدراويش".

لعب مع الدراويش لمدة 9 أعوام منذ 1986، وشارك مع المنتخب الأولمبي والأول والعسكري، كما تولى قيادة المنتخب العسكري. 

خاض العجوز تجربة احترافية مع نادي النصر الكويتي ثم عاد إلى المصري، حيث أحرز مع الفريق البورسعيدي كأس مصر لأول مرة في تاريخه، قبل أن يختتم مسيرته مع نادي القناة بالإسماعيلية.

توج العجوز بالعديد من الجوائز الفردية، منها أفضل ناشئ صاعد عام 1987، وأفضل لاعب عام 1991 و1994 في استفتاءات جماهيرية وأفضل لاعب محترف في الكويت 1996، وسجل خلال مسيرته مع الدراويش 37 هدفًا في مختلف البطولات المحلية والقارية.

شيتوس

موهبة أهلاوية بارزة في بداية الألفية، اشتهر بمهاراته وسرعته مرونته العالية، وكان من اللاعبين الذين يربكون المنافسين بخفتهم وسرعة قرارهم داخل الملعب.

انضم وائل رياض إلى صفوف ناشئي الأهلي في موسم 1998/1999، وشارك لأول مرة مع المارد الأحمر أمام سكة حديد سوهاج في الدوري الممتاز موسم 2000/2001، وانتهت المباراة بفوز الشياطين الحمر بنتيجة 4-0.

برز وائل رياض "شيتوس" خلال بطولة كأس العالم للشباب التي أقيمت في الأرجنتين عام 2001، حيث ساهم في تحقيق المنتخب المصري للميدالية البرونزية، تلاها مشاركته في البطولة الفرنكوفونية تحت قيادة شوقي غريب.

تعرض شيتوس لسلسلة من الإصابات المتتالية التي أثرت على مسيرته مع الأهلي، لينتقل بعدها للعب مع أندية حرس الحدود والاتصالات والجونة، قبل أن يتجه لاحقًا للعمل في الإعلام ومن ثم التدريب.

حاوي التسعينات

بدأ رضا عبد العال مسيرته في نادي النيل للأدوية، ولعب معه حتى أتم عامه الثاني والعشرين، لينتقل إلى صفوف الزمالك مقابل 3 آلاف جنيه في موسم 1987–1988، بعدما لفت انتباه مسؤولي الزمالك خلال مباراة تجريبية بين الفريقين. 

واستمر مع الأبيض لمدة 6 مواسم، ونجح في تحقيق 3 بطولات للدوري وبطولتين لكأس مصر، إضافة إلى البطولة الأفروآسيوية.

بعد موسم 1992–1993، أثارت صفقة انتقاله ضجة كبيرة، إذ انتقل من الزمالك إلى الأهلي مقابل 625 ألف جنيه، وهو رقم قياسي في ذلك الوقت، رغم محاولات الأبيض الاحتفاظ به.

أسهم رضا عبد العال مع الأهلي في الفوز بعدة بطولات للدوري والكأس، ويُعد هدفه في مباراة جمهورية شبين الكوم موسم 1995–1996 في الدقيقة الرابعة من الوقت الضائع أحد أفضل أهدافه مع المارد الأحمر، ليحقق الأخير ريمونتادا ويفوز ببطولة الدوري في النهاية.

استمر مع الأهلي من موسم 1993–1994 حتى 1998–1999، وحقق خلال تلك الفترة 5 ألقاب للدوري، بطولتين لكأس مصر، بالإضافة إلى البطولة العربية والسوبر العربي.