الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

03:52 م

هل تسرق الفوضى هدوءك؟.. خبراء يحذرون من الاكتناز المرضي

خبراء يحذرون من تأثير الفوضى على العقل

خبراء يحذرون من تأثير الفوضى على العقل

مصطفى عبدالفضيل

A .A

يحذر خبراء الصحة النفسية من أن الفوضى داخل المنزل قد تضر العقل بشكل مباشر، فالمقولة الشائعة "الفوضى تساوي التوتر"  ليست مجرد عبارة متداولة، بل حقيقة مدعومة بالعلم، خصوصًا عند النساء ومن يعانون مشاكل نفسية أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

الفوضى حلقة دائرية

وتوضح خبيرة الصحة النفسية، الدكتورة كاتي بارج، أن الفوضى تزيد من التوتر الذي بدوره يولد المزيد من الفوضى، وتقول: "أدمغتنا ترى الفوضى كضوضاء بصرية تجعل التركيز صعبًا وتستنزف طاقتنا الذهنية".

تذكاريات تثقل العقل

غالباً ما تمتلئ البيوت بالهدايا التذكارية والملابس القديمة وأدراج لا تفتح، ورغم أن هذه الأشياء تبدو مرتبطة بالذكريات، إلا أن تراكمها يثقل العقل ويجعل البدء في التخلص منها مهمة شبه مستحيلة.

النساء هن الأكثر عرضة للفوضى

وتشير الدراسات إلى أن الفوضى الشديدة تدفع الدماغ إلى العجز عن اختيار مكان واحد للترتيب، فدراسة بجامعة كاليفورنيا عام 2009 أثبتت أن النساء في المنازل الفوضوية لديهن مستويات أعلى من هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر.

سبب الاحتفاظ بالأشياء الفوضوية

تراكم الأغراض قد يكون بدافع الذنب من إنفاق المال عليها، أو الأمل في الاستفادة منها مستقبلاً، أو ارتباط نفسي بالماضي، وغالبًا ما تنتقل هذه العادة عبر الأجيال، وفي أقصى حالاتها، يتحول الأمر إلى "اكتناز مرضي" يجعل المنزل غير صالح للمعيشة.

وتوضح بارج أن التمسك بالأشياء مرتبط غالبًا بالطفولة، فالأشخاص يعلقون مشاعرهم ببطاقات قديمة أو مقتنيات تافهة لأنها تمثل لهم حبًا أو أمانًا مفقودًا، وغالبًا ما يرتبط ذلك برحيل أحد الوالدين، أو الطلاق، أو مغادرة الأبناء للمنزل.

العلاج يبدأ بخطوة صغيرة

تعتمد بارج في علاجها على التأمل والتنويم الإيحائي لمساعدة المرضى في التحرر من الارتباط العاطفي بالأشياء، وتنصحهم بالبدء من مكان صغير جدًا مثل درج واحد فقط لتجنب الإحباط.

قرارات مرهقة يوميًا

من جانبها تقول الخبيرة إنجريد يانسن إن الفوضى ترهق الإنسان لأنها تجبره على مئات القرارات اليومية مثل: هل أحتفظ بهذا الشيء؟ أين أضعه؟ وهو ما يؤدي إلى "إرهاق القرار".

الاحتفاظ يعيق التقدم

وبحسب التقرير، فالتمسك بالملابس القديمة أو الكتب المدرسية لا يساعد على الاحتفاظ بالذكريات كما نتصور، بل يعيق التقدم ويجعلنا عالقين في الماضي.

ترتيب البيت راحة للعقل

ويشير التقرير إلى أن التخلص من الفوضى ليس مجرد ترتيب المنزل، بل وسيلة لراحة البال وصحة نفسية أفضل، فكل مساحة فارغة في البيت تعني مساحة أكثر اتساعًا للعقل وهدوءًا أكبر في الحياة.

search