هل يؤثر العصر الحديث على عقلية الأطفال في سنواتهم الأولى؟

درة جمال وطفلها عمار
جدل تربوي واسع أثارته إحدى الأمهات على منصة فيسبوك، بعد حديثها عن موقف مع طفلها صاحب الثلاثة أعوام، أثار انقسامًا واسعًا في الآراء التربوية، بين الأم التي رأت أن مساحة التصرف حق من حقوق الأطفال أوجبه العصر الحديث، وبين أخريات استندن إلى أن الأطفال ما يزالون في مراحل مبكرة ليستطعيوا فهم أنفسهم وترتيب أولوياتهم، ما يوجب على آبائهم التوجيه حتى في صغائر الأمور، فعلى ماذا اشتمل هذا الخلاف؟
الأطفال أصحاب قرارات خاصة
أما عن منشور الأم درة جمال، والتي طرحت طريقتها التربوية ضمن موقف مطول قصته على متابعيها من السيدات، والذي تضمن ما يلي: "نازلين معاد ومتأخرين جدًا، عمار قرر إنه أنا اللي هقفل زراير القميص بنفسي، طبعًا عمره ما جرب أصلا فمعرفش، فقال خلاص مش هنزل!، قلتله إننا لازم هننزل، وحاولت أجد بدائل".
وهنا بدأت الأم في طرح عدد من البدائل أمام الطفل، والذي لم يرضخ لها أبدًا ولم يتزحزح عن قراره، ولكنه في ذات الوقت لا يقدر على حل معضلته المتمثلة في أزرار قميصه، ويرفض المساعدة من والدته أيضًا.
ومع إصرار الطفل بدأت والدته في إظهار غضبها، وحدثته أكثر من مرة عن كون ما يفعله سيضطرهما للتأخر على موعدهما الهام، دون أن يلقي الطفل أي أهمية لحديث والدته وسط عناده المستمر، لتجد الأم نفسها في موقف صعب وتضطر لمحاولة مساعدته عنوة، والتي باءت بالفشل بعد ثورة عارمة من الغضب.
وتكمل موجهة حديثها للطفل على اتفاق ضمني تبرمه بينهما، ليصلا إلى حل وسط وتنتهي المشكلة أخيرًا، تختتم الأم قائلة: "الجيل ده بالذات بيثبتلنا كل يوم إن حتى لو شايفين الزعيق والأساليب العنيفة دي صح، هي أصلا مبقتش بتحل، مع كل اللي اتعلمته وأعرفه، مفيش مثالية، بغلط وبتعصب، بقول ده عشان أكرر عليكم أهمية معرفة الأدوات، والتعلم اللي فعلا بييسر علينا حياتنا، بقول ده عشان أفتكر إني مش بس حليت الموقف لأ، كمان خدنا خطوة في تعليم عمار التفكير وحل المشكلات".
مسار الحل التربوي الصحيح
وتعليقًا على منشور الأم التي تضمن آراءً متباينة بين مؤيد ومعارض لتصرفاتها، بدعوى عدم إعطاء الطفل كل تلك المساحة من التصرف، والإذعان لمطالبه بدلًا من تقويمه، أجابت الخبيرة التربوية شيرين عازره بهذا الصدد في حديثها لتليجراف مصر قائلة: "المنشور يوثق الصراع الحي الذي تعيشه الأمهات كل يوم، بغض النظر عن المشهد الذي تضمنه بحد ذاته، ولكنه يعبر عن ترجمة في حياة نمو الطفل وتكون حاسمة بشكل ما، لتعكس محاولاته المستمرة في أن يفرض ذاته، وقد تكون المشكلة بسيطة في ظاهرها ولكنها تتكرر بشكل دوري بطرق مختلفة، تتمثل في سلوكيات كأن يرفض طعامًا معينًا أو ملابسًا محددة، أو يشترط جلوسه بمكان دون غيره".
مرحلة الاستقلال في حياة الأطفال
لتزيد من وجهة نظر علم النفس التنموي، أن الطفل في تلك المرحلة من عمره، والتي تحدد بأول خمس سنوات من حياته أي سن قبل المدرسة، من سنتين وحتى خمس سنوات، تسمى تلك المرحلة بالاستقلالية، وفيها يكون الطفل شعوره بذاته، فيرغب في السيطرة على الاختيارات من حوله، ويرفض مساعدة الآخرين، ولا يقصد الطفل مضايقة أبويه في تلك الحالة، بل يرغب فقط في أن يظهر شخصيته الخاصة ككيان مستقل.
التحليل التربوي لموقف الأم
أما عن التحليل التربوي لموقف الأم فترى عازره أنها تصرفت ضمن أحدث الدراسات التربوية الإيجابية، من خلال مواجهة المشكلة ومحاولة حلها، مضيفة: "تصرف الأم صحيح لأنها أولًا تعاطفت مع الطفل، بعدها قامت بالتعاطي معه حول المشكلة، وسط مراعاتها لإحباط الطفل، فالأبحاث العلمية الحديثة تقتضي بتهدئة الجهاز العصبي للطفل أولًا حتى يتسنى له التعاطي مع حديثك ويفهمه، وثاني نقطة إيجابية فعلتها هي تقديمها لخيارات للطفل، والأبحاث أثبتت إن الطريقة دي بتقلل نوبات الغضب عنده".
وتستأنف: "ومن أهم ما فعلت هي مشاركة الطفل لحل المشكلة، ما يؤثر إيجابًا على نموه المعرفي، إضافة لبنائها لعلاقة ثقة مع الطفل تمثلت في الاعتذار".
توصيات تربوية
وتقدم عازره في حديثها لتليجراف مصر أبرز التوصيات التربوية، متمثلة في:
-يجب أن يكون هناك مرونة في التعامل مع الطفل.
-يجب إرساء بعض القواعد والقوانين في العلاقة مع الطفل.
-التفاوض مهم مع الطفل، ولكن ليس مسموحًا في كل الأمور.
-يجب أن يتعلم الطفل مفهوم كلمة لا ويتقبل الرفض.
-خلق مساحة تبادلية للحوار.
-تدريب الطفل على الانضباط الذاتي.
هل سلوكيات الأطفال في العمر المبكر تتأثر بمجريات العصر؟
وإجابة عن هذا السؤال، تجيب عازره: "الأعراض دي موجودة عند كل الأطفال ولكن مفيش صفات محددة نقدر نعممها على كل الأطفال بردو، بسبب الفروق الفردية التي تختلف من طفل لآخر، ما يجعل بعض الأمهات يذهبن لتفسيرات مختلفة بأن بعض التصرفات نتاج العصر، ولكن وفي ذات الوقت هناك بالتأكيد بعض التأثيرات بعيدًا عن الموقف المطروح وما يشابهه، ويعد من أبرز تلك المظاهر الانفتاح الواسع على المجتمعات، وتعريض الاطفال لعالم الإنترنت في سن مبكرة".

الأكثر قراءة
-
"طعنة غدر".. شهامة يوسف تغير ملامح وجهه في أول أيام الجامعة ببدر
-
"مش هاممني حد".. الأمن يفحص واقعة سب فتاة لزميلاتها بالمدرسة
-
رابط تحميل كتاب المدرسة إنجليزي للصف الثاني الثانوي ترم أول pdf
-
مديرة مدرسة “القابوطي”: أصبحت متهمة وأسرتي تدفع الثمن (خاص)
-
دفاع السيدة المتضررة من إعلان الزمالك: موكلتي تلقت مكالمات سب وشتائم
-
قبل إطلاق المنصة.. شروط ومستندات حجز الوحدات البديلة للإيجار القديم
-
سقوط أمطار على هذه المناطق.. حالة الطقس حتى الأحد المقبل
-
تأكيدًا لـ"تليجراف مصر".. مصر تبدأ إنشاء أول وحدة تغويز ثابتة

أخبار ذات صلة
"ألبينو" يمنع يوسف من تحقيق حلمه.. حرمه من التعيين ووزير التعليم العالي ينتصر له (خاص)
23 سبتمبر 2025 10:58 م
مفاجأة في أول تعليق لصاحبة الاستغاثة بوزير التعليم.. ماذا قالت جميلة؟ (خاص)
23 سبتمبر 2025 04:38 م
تصرفات غير لائقة.. أم وابنتها تسخران من عريس: "معندوش عربية ولا شقة"
23 سبتمبر 2025 08:50 م
واجه غيرة زملاء العمل بهذه الحيل لتجنب الأذى النفسي
23 سبتمبر 2025 06:55 م
"بيأكل كل اللي في وشه من حيط وأسلاك".. حالة نادرة لطفل تثير رعب والدته
23 سبتمبر 2025 12:50 م
الزعتر “ذهب فلسطين الأخضر”.. متجذر رغم أنف المحتل
23 سبتمبر 2025 10:49 ص
هل مركبة فضائية؟.. زائر بحجم الجيزة يقترب من الأرض
22 سبتمبر 2025 09:03 م
أبو سنة..تزوج 33 مرة ولديه 130 ابنا وحفيدا وإحدى زوجاته كانت "بتخطبله"
22 سبتمبر 2025 08:09 م
أكثر الكلمات انتشاراً