الخميس، 13 نوفمبر 2025

09:27 ص

دراسة: زيادة الأصدقاء عبر وسائل التواصل تؤدي إلى زيادة الاستقطاب الاجتماعي

دراسة تكشف سلبيات جديدة لوسائل التواصل الاجتماعي

دراسة تكشف سلبيات جديدة لوسائل التواصل الاجتماعي

أظهرت دراسة جديدة سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي، وهي أن زيادة عدد الأصدقاء قد يؤدي إلى زيادة الاستقطاب الاجتماعي وتعزيز الانقسامات والفجوة المجتمعية، حيث تتحول الاختلافات الأيديولوجية بين الناس إلى دافع للتباعد بين الناس وإلغاء الصداقة بضغطة واحدة.

عصر الاتصال المفرط 

يعتقد البعض أن وسائل التواصل الاجتماعي سببا في الترابط الاجتماعي بشكل أكبر، لكن دراسة جديدة كشفت الحقيقة القاسية، أنه كلما زاد عدد أصدقائنا، كلما زاد الاستقطاب الاجتماعي وتعمقت الفجوة التي تفصلنا عن الآخرين.

 فبدلاً من بناء نسيج اجتماعي أكثر متانة، يبدو أن عصر الاتصال المفرط يُقوّض أسس التفاهم المتبادل، مُولّداً ظاهرة متناقضة: اتساع دوائرنا الاجتماعية.

وكان المنطق وراء هذه الديناميكية بسيطٌ، فعندما يمتلك الشخص شبكةً واسعةً من المعارف، تنخفض تكلفة إنهاء الصداقة بسبب خلافٍ أيديولوجي بشكلٍ كبير، فوجود دعمٍ آخر ضمن دائرته الاجتماعية يجعل قرار قطع العلاقات قرارًا أقل تكلفةً عاطفيةً بكثير، وهو أمرٌ لا يُصدّق عندما كانت دوائر الثقة أصغر بكثير. الحدّ الحرج الذي يُحفّز هذا السلوك هو بين ثلاثة وأربعة أصدقاء مقرّبين.

زيادة الاستقطاب 

يبدو أن لهذه الظاهرة أصلًا محددًا للغاية، فقد كشف تحليل للتطور الاجتماعي في الولايات المتحدة عن زيادة هائلة في الاستقطاب بين عامي 2008 و 2010، وهي فترة تزامنت، كما نُشر في مجلة SciTechDaily مع تغيرين جوهريين.. من جهة، ارتفع متوسط ​​عدد الأصدقاء المقربين للشخص الواحد من اثنين فقط إلى دائرة من أربعة أو خمسة، ومن جهة أخرى، كان هناك انتشار واسع للهواتف الذكية والظهور الواضح لوسائل التواصل الاجتماعي.

الثمن الباهظ لزيادة الأصدقاء

تُعدّ زيادة كثافة الشبكات الشخصية بيئةً مثاليةً لاستقطابٍ أشدّ وضوحًا، فزيادة الروابط تزيد من احتمالية التعرّض لآراء مختلفة عن آرائنا، ومع ذلك، فبدلًا من تعزيز التعاطف، يُولّد هذا التعرّض المستمرّ للاختلاف المزيد من الصراع، وكرد فعل، يُعزّز مواقفنا بحدّة متزايدة.

وبالتالي، فإن النتيجة النهائية هي نشوء ما يُسمى بـ"الفقاعات الأيديولوجية"، فينقسم المجتمع إلى أقسام معزولة بالكاد تتفاعل مع بعضها البعض، مما يُضعف الأرضية المشتركة اللازمة للحوار.. هذه الديناميكية من العزلة والتوتر تعوق بشدة النقاش البنّاء، وتفتح الباب أمام استحالة التوصل إلى توافق أساسي لتقدم أي نظام ديمقراطي.

search