الأربعاء، 27 أغسطس 2025

02:16 ص

إيهاب البدوي يكتب: عن ديكاتورية عبد الناصر والجنيه المصري الذي يساوي جنيه ذهب

هل كان عبد الناصر ديكتاتورا؟.. أيوة، عبد الناصر كان ديكتاتورا ومش لوحده.  عبد الناصر نتاج قرن كان ينتج الديكتاتور ويطلق عليه لقب الزعيم.

لكن هناك فرق ضخم بين تعريف مصطلح الديكتاتور الآن والتعامل معه باعتباره نموذج للقسوة والظلم والفساد، وبين مصطلح الديكتاتور في بداية القرن الماضي الذي شهد حكام أصحاب رؤية للإصلاح والبناء تسلموا دولا بعد ثورات أو انقلابات أو دول في حالة ضعف وتخلف وقرروا إخراجها من حالة الضعف والتخلف إلى مرحلة البناء والاستقرار، ويفرضون رؤيتهم رغما عن الجميع.

بهذا المنطق افتح القوس واكتب، نهرو وتيتو وعبد الرحمن بوترا وماو تسي تونج.. ومدّ القوس على استقامته حتى تصل إلى مهاتير محمد الماليزي ولي كوان يو بتاع سنغافورة. 
محاكمة ناصر في هذه النقطة بعيدا عن سياقه الزمني والتاريخي نوع من عدم الدقة، ثم قيم التجربة بما قدمه عبد الناصر للناس وتحديدا الفقراء وهل كان ينحاز لهم أم ضدهم

نأتي إلى العديد من المرويات التي لا تنقطع من أنصار الملكية وخصوم عبد الناصر.

مثل إن مصر كانت تداين بريطانيا العظمي قبل الثورة وأن الجنيه الورقي المصري كان يساوي جنيه ذهب. فما هي الحقيقة؟

الحقيقة أن إنجلترا أثناء الحرب العالمية الأولى ١٩١٨ استخدمت المواني المصرية وأخذت من مصر الحبوب والأكل والشرب بالعافية وأجبرت كثير من المصريين  يحاربوا معاها غصبا عن  إرادتهم 
وتم تقييم ده بما يساوي ٢٩ مليار دولار، يعني مصر مضربتش أيديها في جيبها وطلعت ٢٩ مليار وأعطتهم لإنجلترا.
مش دي المشكلة! المشكلة  إننا  استمرينا ٣٤ سنة في الحكم الملكي ولم  نطالب بديوننا اللي علي إنجلترا والتي لا تعترف بها إنجلترا أصلا.

نيجي للجنيه الذهب، فعلا الجنيه المصري كان يساوي جنيه ذهب، ولن أقول لك كام مواطن مصري كان يمتلك جنيه، بس هقولك آخر ميزانية في العهد الملكي سنة ١٩٥٢ قبل قيام الثورة كان بها عجز ٢٥ مليون جنيه..
والمشروع القومي لمصر وقتها كان مكافحة الحفاء..

search