الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

11:20 م

بعد واقعة لندن.. خبراء أمن يدعون لمواجهة أهل الشر بالخارج عبر تنسيق دولي

 اللواء أشرف عبد العزيز والدكتور  إيناس عبد العزيز

اللواء أشرف عبد العزيز والدكتور إيناس عبد العزيز

أحمد عبد الباري

A .A

علق خبراء أمن ومتخصصون في الأمن السيبراني على واقعة إلقاء القبض في بريطانيا على الشاب المصري أحمد عبدالقادر على خلفية دفاعه عن السفارة المصرية في لندن التي تخضع لاستفزازات من جانب عناصر تنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية.

وأثارت تلك الواقعة التي تسبب فيها “أهل الشر” في لندن نقاشات حول تحركات بعض التنظيمات المتطرفة واستغلالها مساحة الحرية داخل بعض الدول الأوروبية.

الخبراء أكدوا متابعة مصر الدقيقة لهذه التطورات، مع التشديد على أن حماية السفارات والجاليات المصرية بالخارج تظل أولوية وطنية، وأن الحوار والتنسيق الدولي يمثلان السبيل الأمثل لمواجهة التحديات.

أمن البعثات المصرية

الخبير الأمني والاستراتيجي، اللواء أشرف عبد العزيز، قال إن الدولة المصرية تضع ملف أمن بعثاتها الدبلوماسية بالخارج في صدارة اهتماماتها.

وأوضح أن “مصر راكمت خبرة كبيرة في هذا المجال، وأجهزتها قادرة على حماية السفارات والتعامل مع أي تهديدات بفضل التعاون المستمر مع السلطات في الدول المضيفة”.

وأضاف أن بعض الكيانات المتطرفة قد تحاول توظيف وجودها في الخارج للتأثير على شباب الجاليات المصرية، إلا أن هذه المحاولات تخضع للمتابعة الدقيقة من جانب الأجهزة المصرية، التي تتحرك عبر القنوات الدبلوماسية والأمنية للتصدي لها.

وأكد أن “المسار الأجدى لمواجهة هذه المسألة يتمثل في تعزيز الحوار بين الحكومات وتبادل الخبرات الأمنية، بما يضمن تجفيف منابع الفكر المتطرف وحماية المجتمعات”.

التطرف الرقمي

من جانبها، أوضحت خبيرة الأمن الرقمي، الدكتورة إيناس عبدالعزيز، أن التطرف لم يعد مقتصرًا على الوسائل التقليدية أو اللقاءات المباشرة، بل انتقل إلى الفضاء الإلكتروني عبر منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المحادثات المغلقة. 

وتابعت: “الجماعات المتطرفة تحاول استغلال الفضاء الإلكتروني للتأثير على الشباب، خاصة أبناء الجاليات العربية والمصرية بالخارج، عبر نشر محتوى مضلل أو تحريضي، ما يستوجب وضع أطر واضحة تمنع استغلال هذه المنصات كأدوات للتجنيد أو التحريض”.

وأكدت أن مصر تبذل جهودًا كبيرة في هذا المجال، لافتة إلى أن “التعاون مع شركائنا في بريطانيا وأوروبا ضروري لبناء منظومة رقمية أكثر أمانًا، تضمن حماية المجتمعات وتحصين الشباب ضد محاولات الاستقطاب الفكري”.

نشاط جماعة الإخوان في لندن

كما أشارت إلى أن بعض قيادات جماعة الإخوان الإرهابية جعلوا من لندن مقرًا لنشاطهم منذ عقود، وهذه الأنشطة اتخذت مؤخرًا أبعادًا أوسع تحاول التأثير على صورة الدولة المصرية في الخارج.

وأضافت: “التحدي لا يتعلق بحالة فردية أو شخص بعينه، وإنما هو جزء من نمط ممتد تستخدم فيه بعض التنظيمات الملاذات الآمنة لتوجيه رسائل سياسية وإعلامية ضد مصر”.

وأكدت أن الحل يكمن في “التعامل مع الظاهرة باعتبارها تحديًا مشتركًا يتطلب تعاونًا مصريًا مع بريطانيًا وأوروبا عمومًا للحد من أي ممارسات قد تُستغل للإضرار بالعلاقات بين الشعوب أو باستقرار الجاليات”.

وعي الجاليات المصرية

وشدد الخبراء على أن وعي الجالية المصرية بالخارج يمثل خط الدفاع الأول، حيث يدرك أبناؤها طبيعة هذه المحاولات ويتمسكون بهويتهم الوطنية، وهو ما يقلل من فرص نجاح أي محاولات استقطاب أو تأثير سلبي.

تعاون دولي جاد

واختُتمت التصريحات بالتأكيد على أن موقف مصر في هذا الملف يقوم على المتابعة الدقيقة، التنسيق المستمر، والحوار الدبلوماسي البنّاء مع الدول الأوروبية، مع التشديد على أن أمن السفارات والجاليات المصرية خط أحمر، وأن المواجهة الحقيقية لأي نشاط متطرف لا تتحقق إلا من خلال تعاون دولي جاد على المستويات الأمنية والرقمية والمجتمعية.

search