الثلاثاء، 02 سبتمبر 2025

01:16 ص

رفض دعوى شقيقة وائل الإبراشي بتنازله عن أملاك لصالح ابنته

وائل الإبراشي

وائل الإبراشي

أصدرت محكمة استئناف القاهرة  حكمًا نهائيًا وباتًا برفض الدعوى المقامة من هدى حسن محمود، شقيقة الإعلامي الراحل وائل الإبراشي، المتعلقة بتنازله عن أحد أملاكه لصالح ابنته الوحيدة "لوجين" والتي طالبت بإبطال هذا التصرف.

المحامي بكري المهدي 

وكشف المحامي بكري المهدي دفاع أسرة الراحل وائل الإبراشي في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، أن الحكم جاء في الدعوى رقم 4955 لسنة 142 قضائية أمام الدائرة (14) مدني استئناف عالٍ القاهرة، مؤكدًا أن المحكمة أيدت حكم أول درجة القاضي برفض الدعوى بعد أن ثبت بالتقارير الطبية والمستندات الرسمية أن الإعلامي الراحل لم يكن يعاني مرضًا مزمنًا أو “مرض موت” عند إتمام التصرف محل النزاع، وذلك استنادًا إلى ما انتهت إليه منظمة الصحة العالمية في شأن فيروس كورونا.

المحامي بكري المهدي

شقيقة الإبراشي 

وأوضح المهدي أن شقيقة الإبراشي كانت قد زعمت أن تنازل الإعلامي، عن وحدة سكنية لصالح ابنته تم خلال مرضه الأخير، إلا أن المحكمة أكدت بطلان هذه المزاعم وأيدت تصرف الراحل، لينتهي النزاع بشكل قاطع، مشيرًا إلى أن ما قامت به شقيقة الإعلامي من مطالبة بحصة إرثية في مال ابنة أخيها جاء مخالفًا لصحيح القانون وأحكام الميراث.

وائل الإبراشي 

يذكر أن الإعلامي وائل الإبراشي وُلد في مركز شربين بمحافظة الدقهلية، ليبدأ رحلته التي تجاوزت حدود مسقط رأسه وامتدت إلى قلوب ملايين المصريين.

منذ نشأته، كان الإبراشي مختلفًا، لا يكتفي بالمشاهدة بل يخوض في التفاصيل، حتى بدأ مشواره الصحفي في "روز اليوسف" قبل أن ينتقل إلى "صوت الأمة"، حيث رسخ اسمه كصحفي جريء وصاحب انفرادات غير مسبوقة.

شغفٌ لنقل نبض الشارع

شكلت برامجه الحوارية وعلى رأسها “العاشرة مساءً”، منصة لنقل نبض الشارع المصري إلى الشاشة. كان قادرًا على تحويل قضايا المواطنين وأحلامهم ومشاكلهم إلى حوارات شاملة تمسّ حياة كل مصري، لم تكن برامجه مجرد استعراض؛ بل كانت تحقيقات وتحليلات ومواجهات جرّ فيها كبار الشخصيات إلى الحديث بلا تردد.

أرشيف حافل ومشوار من "الأسبقية"

أسس الإبراشي لنفسه إرثًا من الانفرادات، ليس فقط في الصحافة المكتوبة، بل على الشاشة كذلك، من قضية "لوسي أرتين" إلى التحقيقات حول "التعذيب في السجون"، وفضح "غرق عبارة السلام"، وواجه نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك في 66 قضية نشر، ليحمل معه لقب "صحفي المواجهة" حتى النهاية، كانت له جرأة في إثارة قضايا معقدة، لم يكن غيره يجرؤ على تناولها، ليكتب لنفسه تاريخاً يتجاوز حدود النشر ويصل إلى قلوب الجماهير.

"قريب من أهله".. حكاية ابن شربين

لم يكن الإبراشي غريبًا عن أهل دقهلية، بالرغم من شهرته، بقى ملتزمًا بمشاكل قريته وناسها، حيث كان حلقة وصل بين مطالبهم وهمومهم وبين المسؤولين، مما كانوا يعتبرونه ملاذًا آمنًا، يلجؤون إليه لمعالجة قضاياهم، ويجدونه دائمًا قريبًا منهم، رغم جدول أعماله المزدحم.

ورثاء الإعلام للجرأة

في 9 يناير 2022، خسر الإعلام المصري شخصية لن تتكر، وائل الإبراشي، الذي خاض معارك عديدة ضد الفساد، ودافع عن حرية التعبير إلى آخر لحظاته، توفي بعد معركة مع المرض.

في ذكرى ميلاده، يبقى وائل الإبراشي شاهدًا على قوة الصحافة، وقيمة الجرأة، ورمزًا لمن قال الحقيقة في وجه الجميع.

search