خلاف الجوادي وكولر.. من الترجمة الأكاديمية إلى صراعات السلطة داخل الأهلي

عاد خالد الجوادي، المترجم السابق للمدير الفني السويسري مارسيل كولر في الأهلي، إلى واجهة الأحداث مجددًا بعد سلسلة من التصريحات المثيرة التي أثارت جدلًا واسعًا بين جماهير القلعة الحمراء ولاعبي الفريق السابقين والحاليين على حد سواء.

الجوادي، الذي يجمع بين خلفية أكاديمية متميزة في الإيجيبتولوجي ومسيرة طويلة في الترجمة الرياضية، ورغم البداية الواعدة، شهدت فترته في الأهلي جدلًا كبيرًا، حيث اتُّهم من قبل عدد من اللاعبين بتسريب معلومات داخلية تخص الفريق، ولا سيما فيما يتعلق بجلساته مع المدرب كولر.

بعد رحيله في أغسطس 2024، خرج الجوادي بتصريحات مثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، زاعمًا أنه كان مساعدًا للمدرب السويسري، في حين أكدت إدارة النادي رسميًا أن دوره اقتصر على الترجمة فقط. هذه التصريحات فتحت مواجهة مباشرة بين الجوادي ووكيل كولر، دينو لامبرتي، ولاحقًا مع بعض اللاعبين مثل برونو سافيو وشادي حسين، الذين ردوا على رواياته بالنفي والتوضيح، معتبرين حديثه مغالطات تهدف إلى جذب الانتباه وإثارة الجدل بعيدًا عن الحقيقة.

تصريحات الجوادي لم تمر مرور الكرام، إذ قابلها الجمهور بردود حادة نفت ما ورد عنه، معتبرينها محاولات للفت الأنظار، ومؤكدين أنه كان يسرب أسرار النادي إلى وسائل الإعلام.

مصري–إنجليزي

الجوادي مصري–إنجليزي، وُلد في إنجلترا، ثم انتقل إلى مصر بعد عدة سنوات. في البداية لم يكن يتقن اللغة العربية جيدًا، فتعلّمها متأخرًا، وهو ما ساعده على دراسة اللغات.

درس اللغة العربية في ألمانيا، وأتم دراسة الماجستير حول الأعياد الدينية المصرية واليونانية في مصر القديمة، قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه في الإيجيبتولوجي من إحدى كبرى الجامعات الألمانية المتخصصة في دراسة مصر في العصرين اليوناني والروماني.

نُشرت له العديد من الكتب والمراجع في مجال الإيجيبتولوجي، وكان قبل انضمامه إلى الأهلي يستقبل طلبات كثيرة من طلابه السابقين للاستفادة من خبرته. كما أسس قناة على يوتيوب باسم "أرض كيمت – تاريخ مصر"، تناول فيها تاريخ مصر باللغة العربية، وحققت حلقاته مشاهدات جيدة.

وفي الوقت نفسه، عمل الجوادي في مجال الترجمة الرياضية منذ عام 1997، حيث كان مرافقًا لمنتخب ألمانيا في كأس العالم تحت 17 سنة في مصر.

واستمرت مسيرته في الترجمة الرياضية عبر مختلف البطولات، حتى أصبح مترجمًا محلفًا في المحاكم الألمانية، يقدّم الترجمة الفورية والكتابية بختم رسمي.

يجمع الجوادي بين شغفه بالرياضة، خصوصًا كرة القدم، ومسيرته الأكاديمية، حيث ساهمت خبرته في الإيجيبتولوجي والعمل الرياضي معًا في بناء مسار مهني مميز يجمع بين الثقافة والتاريخ والرياضة.

تسريبات وشكاوى

تواصل سيد عبد الحفيظ مع بعض المسؤولين في السفارة الألمانية، وكان أبرزهم هاني رشاد الذي كان من أوائل العارفين بخبرة الجوادي في ألمانيا، وعرضوا عليه الانضمام.

ورغم صعوبة ترك ألمانيا وأسرته والفارق الكبير في المرتب، فقد تلقى بعد أيام قليلة اتصالًا هاتفيًا من رئيس النادي محمود الخطيب بنفسه، وهو ما شكّل لحظة مؤثرة جدًا بالنسبة له.

عيَّن الأهلي الجوادي في سبتمبر 2022، حتى رحل في أغسطس 2024، بعد أنباء عن اتهامات بتسريب أخبار الفريق للإعلام والجماهير. كما اشتكى عدد من لاعبي الأهلي، أبرزهم ياسر إبراهيم وأفشة –بحسب مصدر بالنادي– من تسريب جلساتهم الخاصة مع كولر، التي كان يتواجد فيها الجوادي بصفته المترجم الخاص بالمدير الفني.

وبعد رحيله، أكد الجوادي أنه كان مساعدًا للمدرب السويسري، ليرد مصدر مسؤول في تصريحات صحفية: “خالد الجوادي لم يكن مساعدًا لمستر كولر في الجهاز الفني، بل كان يعمل مترجمًا فقط، وهو ما يتضح من بيان الأهلي الرسمي الصادر عن مجلس الإدارة قبل عدة أيام، حيث وُجّه له الشكر كمترجم دون الإشارة إلى أي دور آخر كمساعد”.

حرب الوكيل × المترجم

بعد رحيله، رد الجوادي على أحد التعليقات الواردة من الجماهير عبر "فيسبوك" بطريقة أغضبت الجمهور، إذ قال:

"نظرًا لكوني الأقرب إلى مارسيل كولر والأحداث خلال تلك الفترة، فأنا شاهد على أن أغلب الأخطاء المنسوبة للإدارة لم تكن بالفعل من مسؤوليتها، وتم ظلمها في عدة أمور بشكل واضح. الخطأ الوحيد كان في منح المدرب السويسري صلاحيات غير محددة...".

وأضاف أن السلطة المطلقة للمدرب أدت أحيانًا إلى إقصاء لاعبين لمجرد عدم موافقته عليهم، معتبرًا أن الإدارة تحملت الكثير من الظلم لحماية المدرب.

من جانبه، عبّر دينو لامبرتي، وكيل كولر، عن غضبه على "فيسبوك"، قائلًا:

"سلوك الجوادي يعكس نوايا سيئة، ولو كان يهتم بمصلحة الأهلي لالتزم بالحقائق بدلًا من محاولة خلق فجوة غير موجودة بين الإدارة وكولر. المترجم ليس من بين المختصين، ودوره اقتصر على الترجمة فقط...".

خائن يجب طرده

عاد الجوادي إلى الواجهة مجددًا بعد اتهاماته للاعب البرازيلي برونو سافيو بالخيانة، وهو ما رد عليه الأخير بالنفي القاطع، مؤكدًا أن ما قاله مجرد أكاذيب ومحاولة للفت الأنظار.

"موضوع تافه جدًا" وغضب جماهيري

كما رد شادي حسين مهاجم الأهلي السابق بقوة على تصريحات الجوادي بشأن التزامه في التدريبات، معتبرًا أن ما قاله الأخير مليء بالمغالطات.

الجماهير أيضًا هاجمته بشدة، معتبرين أنه اعتاد تسريب الأخبار والحديث عن أسرار الفريق في كل مكان، حتى في معارض الكتب، وأنه كان يعد بعض الشباب بفرص عمل داخل النادي ويستغل ذلك في بناء صورة زائفة عن نفسه.