الثلاثاء، 09 سبتمبر 2025

02:24 ص

الأزهري: تجديد الخطاب الديني صناعة ثقيلة ويحتاج لفهم الواقع وتحدياته

وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري

وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري

ماريا روماني

A .A

حل الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية ضيفًا في مؤتمر نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بعنوان "الوعي وركائز تحقيق التنمية المستدامة".

وفي كلمته قال وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، إن هناك فارقًا بين الكلام عن التجديد والكلام فيه، أما الكلام عنه فهو الغالب بين الناس، يقولون فيه أين التجديد، ونريد التجديد، وينبغي، ولابد، وينخرطون في حوارات مطولة عنه، وعن ضرورته، وأهميته، وافتقادنا له، والآثار السلبية لعدم وجوده، وهذا كله حديث عنه.

وأضاف الأزهري خلال كلمته، إن الحديث عن التجديد يختلف عن الحديث فيه، وهذا صناعة معرفية ثقيلة وثمرته ليس على المدى القريب، ويحتاج لفهم الواقع واستيعاب تحدياته وأزماته، ويحتاج لتبحر في العلوم.

وأضاف أن قيم الانطلاق هي التي تحرك المجتمعات للعمران والتمدن والتطور وبناء المؤسسات وصناعة الحضارة، وهذا من أعظم مقاصد الشريعة، وهذه القيم تتمثل في: الهمة، الإبداع، الإتقان، الفكر، السعة، التطوير، الاستدامة، العمل، النجاح، الجمال الذي يحبه الله، التنافس، التجرد ونكران الذات، اكتشاف المواهب وبناء العقول، وتعظيم العلم، الابتكار، والترقي الدائم في كل شئ، والتعلق بصناعة القمم العليا في كل شئ، وصناعة الحضارة، وتعارف الحضارات.

الإحسان درجة أعلى من الإتقان

واستطرد الأزهري: "بذلك تبنى الأوطان وتقوى، ويستقر عمرانها واقتصادها، وتستطيع الدفاع عن رؤيتها وكلمتها وقرارها، فأين أنتم منها أيها المسلمون، وأين أنتم منها أيها العلماء والفقهاء، وأين أنتم منها أيها الخطباء الدعاة، أليس هذا من صميم هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم، ألن يأتي يوم القيامة ليقول لنا لقد فرطتم في توصيل هديي وشرعي بكماله، فما الذي سنجيب به في موقف الحشر الأعظم، ونحن اليوم لا نزال في فرصة الاستدراك والعمل.

وأكمل الأزهري، أن الإحسان درجة أعلى من الإتقان، إنه قمة الإتقان وذروته، إن الإتقان هو فعل ما يجب كما ينبغي، وإن الإحسان هو الإتقان مع الحب، فإذا أتقن الإنسان إتقانا ممزوجا بالحب ولد الإحسان، إذ ربما يتقن وهو متضجر أو كاره أو يائس، فيوجد الإتقان المحدود الجزئي المظلم العقيم، إما إذا ما أحب ما يتقنه فإنه يتفنن فيه، ويبدع فيه، ويجود ويطور ويبدع ويزيد ويكمل فيه، فيوجد الإحسان الذي هو قمة الجبل الذي يسمى إتقانا.

وكانت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، برعاية الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة، نظمت مؤتمرًا موسعًا تحت عنوان: "الوعي وركائز تحقيق التنمية المستدامة" .

ويؤكد المؤتمر على دور الوعي كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، عبر منصة تجمع صُنّاع القرار وقادة الفكر والأكاديميين وممثلي المؤسسات الدينية والمدنية، من أجل صياغة رؤى مشتركة تسهم في تعزيز قيم المواطنة وتفعيل المشاركة المجتمعية لتحقيق مستقبل أفضل.

search