الثلاثاء، 09 سبتمبر 2025

06:27 م

بخفض أكبر للفائدة.. هل يتفادى رئيس الفيدرالي مقصلة ترامب؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول

تترقب الأسواق العالمية، الاجتماع المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال سبتمبر الجاري، حيث تتصاعد التوقعات بأن يتجه البنك المركزي إلى خفض أسعار الفائدة بنسبة قد تصل إلى 50 نقطة أساس دفعة واحدة. 

وفتحت هذه التوقعات، الباب أمام تساؤلات من أهمها؛ هل يسعى جيروم باول، رئيس الفيدرالي، إلى تفادي مقصلة ضغوط دونالد ترامب التي لا تتوقف، والتي طالما شددت على أن الاقتصاد الأمريكي بحاجة إلى خفض كبير وسريع في معدلات الفائدة.

اعتبارات اقتصادية واقعية

من جانبه، قال الخبير المصرفي محمد بدرة إن الحديث عن لجوء رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، إلى خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس ليس بالضرورة استجابة مباشرة لضغوط الرئيس دونالد ترامب، وإنما يستند بالأساس إلى اعتبارات اقتصادية واقعية.

وأوضح بدرة لـ"تليجراف مصر"، أن معدلات البطالة في الولايات المتحدة واصلت التراجع، لكن بوتيرة أقل من التوقعات، وهو ما يمنح الفيدرالي مبررًا إضافيًا لخفض الفائدة بشكل أكبر من المعتاد.

وتشير البيانات الرسمية، إلى أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 22 ألف وظيفة فقط خلال الشهر الماضي، وهو رقم متواضع يأخذه رئيس الفيدرالي، جيروم باول، بعين الاعتبار نظرًا إلى تراجع الهجرة. ومع ذلك، فإن ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو الأعلى منذ أكتوبر 2021، يثير بعض المخاوف بشأن قوة سوق العمل.

الرسوم الجمركية

أضاف أن رسائل ترامب المتكررة التي تطالب بتخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة قد تشكل عاملًا ضاغطًا، لكنه ليس الحاسم، خاصة وأن ترامب نفسه يرى أن السياسة النقدية وراء بعض تحديات الاقتصاد.

وأشار الخبير المصرفي، إلى أن الفيدرالي يضع في اعتباره كذلك تداعيات السياسات الحمائية والرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية، والتي من المتوقع أن يظهر أثرها الحقيقي على معدلات التضخم اعتبارًا  من أكتوبر المقبل، لافتًا إلى أن هذه التداعيات لم تنعكس بعد بشكل كامل على مؤشرات الأسعار.

وأكد بدرة، أن الحديث عن "هروب باول من مقصلة ترامب" غير منطقي، باعتبار أن ترامب نفسه هو من اختاره لرئاسة الفيدرالي في ولايته الأولى، مضيفاً أنه لو أراد باول الهروب لاستقال، لكن استقلالية السياسة النقدية تحتم عليه الاعتماد على المؤشرات الاقتصادية الفعلية لتفادي أي اتهامات لاحقة.

وشدد على أن إنفاق المستهلكين ومعدلات البطالة هما المؤشران الأبرز اللذان يستند إليهما الفيدرالي في قراراته، بعيدًا عن أي حسابات سياسية.

موعد اجتماع الفيدرالي الأمريكي المقبل 2025

وبحسب أجندة اجتماعات لجنة السياسة النقدية، فإن الاجتماع المقبل للفيدرالي سيُعقد يومي 16 و17 سبتمبر 2025.

ويأتي هذا الاجتماع بعد أن أبقى الفيدرالي أسعار الفائدة، دون تغيير في اجتماعه الأخير في يونيو الماضي، لتظل في نطاق 4.25%- 4.50%، وهو القرار الخامس على التوالي بتثبيت الفائدة، في محاولة لتحقيق توازن دقيق بين كبح التضخم والحفاظ على استقرار النمو الاقتصادي.

توقعات أسعار الفائدة

وتوقع بنك ستاندرد تشارترد، أن يقدم الفيدرالي الأميركي على خفض معدلات الفائدة بـ50 نقطة أساس في اجتماعه هذا الشهر، ضعف التقديرات السابقة، بعد تباطؤ نمو الوظائف وارتفاع البطالة إلى 4.3%، أعلى مستوى في 4 سنوات.

وأكد البنك، في مذكرة حديثة له، أن سوق العمل الأمريكي انتقل من “متين إلى ضعيف” خلال أسابيع قليلة، ما يبرر خفضًا استثنائيًا.

كما رجح بنك أوف أمريكا، أن يتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة مرتين خلال العام الجاري 2025، في اجتماعي سبتمبر وديسمبر، عقب صدور بيانات أضعف من المتوقع عن سوق العمل الأمريكي.

وقال أديتيا بهافي، كبير المحللين بالبنك، إن هناك أدلة واضحة على تراجع الطلب على العمالة، وليس المعروض فقط، مضيفًا أن التوقعات الجديدة للبنك تتضمن أيضًا ثلاثة تخفيضات إضافية بواقع ربع نقطة مئوية خلال عام 2026 بدءًا من يونيو، ليهبط النطاق المستهدف لسعر الفائدة إلى ما بين 3% و3.25% مقارنة بالمستويات الحالية البالغة 4.25% إلى 4.5%.

search