الأربعاء، 10 سبتمبر 2025

03:41 م

في ذكرى رحيله.. سيد درويش مُجدد الموسيقى المصرية من قلب التاريخ

سيد درويش

سيد درويش

محمود حجاب

A .A

يُعد الموسيقار العظيم سيد درويش، واحدًا من أبرز رواد النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي، حيث عُرف بلقب "فنان الشعب" لما قدمه من أعمال خالدة عبرت بصدق عن مشاعر الناس وقضاياهم، حيث امتلك قدرة استثنائية على تجسيد روح العصر والتعبير عنها بأسلوب مبتكر جعله أحد أبرز المجددين في تاريخ الموسيقى المصرية والعربية.

ذكرى رحيل سيد درويش

ويحل اليوم ذكرى رحيل سيد درويش، الذي ترك إرثًا فنيًا لا يزال حاضرًا في الوجدان العربي، بألحان وكلمات تتردد حتى الآن وتؤثر في الأجيال المتعاقبة، مؤكدة مكانته كأحد أعظم من أنجبتهم الساحة الفنية.

النشأة والبدايات

وُلد سيد درويش في 17 مارس 1892 بمدينة الإسكندرية، حيث تأثر منذ طفولته بالأجواء الموسيقية التي أحاطت به، ليصبح واحدًا من أبرز المجددين في تاريخ الفن العربي، وقد تأثر بكبار المنشدين مثل الشيخ سلامة حجازي وحسن الأزهري، وأظهر موهبة واضحة في فن الإنشاد بين أقرانه.

ذكرى وفاة سيد درويش اتهموه بتعاطي الكوكايين بالملعقة والانجليز وضعوا له  المو رفين في الطعام ليقتلوه - YouTube
سيد درويش

الشغف المبكر بالموسيقى

على الرغم من التحاقه بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905، ظل شغف سيد درويش بالموسيقى حاضرًا بقوة، وكان يقضي أوقاتًا طويلة في المقاهي ليستمع إلى الألحان ويغني أمام الجمهور، وهو ما ساعده على صقل موهبته وتطويرها مبكرًا.

زواج مبكر واستقرار شخصي

تزوج سيد درويش وهو في سن الـ16 عامًا، في خطوة مبكرة نحو الاستقرار الشخصي الذي ساعده على التركيز وتطوير مسيرته الفنية لاحقًا.

سيد درويش وإحياء الموسيقى العربية – ساقية
سيد درويش

رحلة إلى الشام وصقل الموهبة

في عام 1908، سافر سيد درويش إلى بلاد الشام لاستكمال دراسته الموسيقية والتعمق في فنون الموسيقى الشرقية والغربية، وخلال وجوده هناك بدأ بتعلم العزف على آلة العود وكتابة الألحان على التونة (الوزن الموسيقي)، ما منحه إتقانًا أكبر للعود الذي أصبح رفيقه الفني الأبرز.

البدايات الفنية وأول الألحان

في عام 1917، قدّم سيد درويش أول قطعة موسيقية من ألحانه، ليبدأ رحلته الحقيقية نحو التأثير في الساحة الموسيقية المصرية، وسرعان ما انطلق للتعاون مع كبرى الفرق المسرحية، مثل فرقة نجيب الريحاني وعلي الكسار، بجانب شراكته الفنية مع الكاتب المسرحي بديع خيري، وقد أثمر هذا التعاون عن عدد من الأوبريتات المميزة التي أصبحت جزءًا أصيلًا من التراث الفني المصري.

تجديد الموسيقى المصرية

يُعد سيد درويش رائدًا في إدخال أساليب موسيقية جديدة لم تكن مألوفة في مصر والعالم العربي، مثل الغناء البوليفوني (تعدد الأصوات)، الذي قدّمه في أوبريت "العشرة الطيبة" و"شهرزاد والبروكة"، وهذا الأسلوب أسهم في تطوير شكل الموسيقى العربية وأحدث نقلة نوعية في زمنه.

تلحين النشيد الوطني المصري

أقام سيد درويش أول حفل موسيقي له في القاهرة داخل قاعة "الكونكورديا"، بحضور عدد كبير من الفنانين والموسيقيين المهتمين بإبداعاته.

كما يُعد من أبرز إنجازاته تلحين النشيد الوطني المصري "بلادي بلادي"، الذي أصبح رمزًا وطنيًا خالدًا يعكس حب المصريين لوطنهم واعتزازهم به.

الرحيل وإرث خالد

غادر سيد درويش عالمنا في 10 سبتمبر 1923 وهو في الـ31 من عمره، غير أن إرثه الفني ظل حاضرًا بقوة في وجدان المصريين والعرب، لتبقى ألحانه خالدة تتوارثها الأجيال جيلًا بعد جيل.

100 عام على رحيل فنان الشعب سيد درويش .. رحل عن عمر 31 عاماً وهو صاحب  النشيد الوطني لمصر
سيد درويش
search