الأربعاء، 10 سبتمبر 2025

07:52 م

"العديد" خارج خدمة قطر.. كيف استطاعت إسرائيل اختراق الدوحة؟

استهداف إسرائيل لمقر وفد حماس في الدوحة

استهداف إسرائيل لمقر وفد حماس في الدوحة

شهدت العاصمة القطرية الدوحة انفجارات عنيفة قلبت هدوئها رأسا على عقب، بعدما تسللت طائرات إسرائيلية إلى الأجواء القطرية ونفذت ضربات مباشرة على منطقة كتارا في قلب المدينة.

الضربة جاءت بينما كان قادة حركة حماس يعقدون اجتماعًا لمناقشة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب على غزة، ووصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها "عملية دقيقة" شاركت فيها أجهزة الاستخبارات والجيش.

أنظمة الدفاع القطرية

غارات إسرائيل أثارت الجدل حول جدوى الدفاعات الجوية القطرية رغم امتلاك قطر منظومة دفاعية متقدمة تضم مقاتلات رافال وتايفون وطائرات إف-15 كيو إيه "أبابيل" وجميعها من الجيل 4.5، إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وNASAMS المدعومة أمريكيا، بحسب موقع "ديفنس سيكيوريتي آسيا" الماليزي. 

وتتكامل هذه القوة مع شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات تشمل أنظمة باتريوت PAC-3 لاعتراض الصواريخ الباليستية التكتيكية.

ورغم تمركز أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي ووجود مقر القيادة المركزية الأمريكية المتقدم في قاعدة العديد، وهي ما يجعل قطر واحدة من أكثر النقاط العسكرية تحصينًا في الخليج، يبقى السؤال هو: كيف نجحت إسرائيل في توجيه ضربة إلى قلب الدوحة، رغم هذه المنظومة الدفاعية الواسعة ودون أن تواجه أي رد قطري أو أمريكي؟

كيف اخترقت طائرات إسرائيل المجال الجوي القطري

وقال المستشار في الأمن القومي والعلاقات الدولية اللواء محمد عبد الواحد، إن الطائرات المستخدمة في الضربات الأخيرة كانت طائرات شبحية من طراز F-35، مشيرًا إلى صعوبة رصد هذا النوع من الطائرات عبر الرادارات التقليدية أو مواجهتها بالتسليح التقليدي، وأوضح أن هذا الحدث قد يدفع الدول العربية إلى إعادة التفكير في سياسات التسليح وعدم الاعتماد الكامل على الأسلحة الغربية، معتبرا ذلك ثغرة في المنظومة الغربية والأمريكية، في المنطقة، ما يستدعي تنويع مصادر التسليح.

اللواء محمد عبد الواحد

وأضاف عبد الواحد لـ "تليجراف مصر"، أن هناك دعمًا أمريكيًا وبريطانيًا واضحًا في مراقبة الأجواء وربما في تعطيل الرادارات القطرية بحيث لا تظهر هذه الطائرات على شاشات الرادار، مؤكدًا أن الولايات المتحدة وبريطانيا كان لهما حضور بارز في هذه الضربات سواء من حيث توفير المعلومات الاستخباراتية الدقيقة أو من خلال التجهيزات العسكرية. 

ولفت إلى أن إسرائيل غير قادرة على تنفيذ مثل هذه العمليات بعيدة المدى بمفردها وتحتاج إلى طائرات أمريكية للتزود بالوقود في الجو، ما يدل على وجود دور أمريكي مباشر في تلك الضربات.

وأشار اللواء عبد الواحد إلى أن هذه الأحداث قد تدفع المنطقة العربية بأكملها إلى مراجعة موقفها من السلاح الأمريكي، خاصة أن الولايات المتحدة تحرص على تعزيز التفوق العسكري والتكنولوجي لإسرائيل على حساب دول المنطقة.

كما انتقد عدم تدخل القوات الأمريكية الموجودة في قاعدة العديد بقطر لحماية الأجواء القطرية أو التحذير من الهجوم، متسائلًا عن جدوى هذا الوجود تحت عنوان حماية الأراضي القطرية، ومؤكدًا أن المرحلة المقبلة يمكن أن تشهد إعادة تقييم للتواجد الأمريكي في المنطقة.

دور أمريكي في توزيع السلاح في المنطقة

وقالت رابحة علام، الباحثة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن رئيس الوزراء القطري أعلن أمس أن الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل لم تتمكن الرادارات من رصدها، ما يعني أنها أكثر تقدمًا من الأنظمة الرادارية الموجودة في قطر، وأوضحت أن ذلك يعكس وجود دور أمريكي في توريد السلاح بالمنطقة يضمن تفوق إسرائيل على بقية الأسلحة والمعدات التي تُقدم لدول الخليج والدول العربية.

وأضافت لموقع "تليجراف مصر"، أنه رغم وجود حلفاء للولايات المتحدة في دول الخليج، وشرائهم السلاح الأمريكي وتزويدهم بمنظومات دفاع أمريكية متطورة، إلا أن واشنطن تراعي دائمًا الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي على هذه الدول.

وأشارت علام إلى أن ما حدث يختلف عن حادثة استهداف إيران لقاعدة العديد الأمريكية على الأراضي القطرية، حيث تمكنت الدفاعات الأرضية القطرية حينها من التصدي لجزء من الصواريخ، لافتة إلى أن ذلك يعود إلى أن التكنولوجيا الإيرانية أقل تقدمًا مقارنة بالتكنولوجيا الإسرائيلية.

أمريكا: القرار كان بيد نتنياهو وحده

وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا عقب الضربة مباشرة، أكد فيه أن الهجوم كان "عملية إسرائيلية مستقلة تمامًا، وفي واشنطن، قال ترامب بأنه لم يُخطَر مسبقًا بالعملية وأن القرار كان بيد رئيس الوزراء الإسرائيلي وحده، فيما أوضح البيت الأبيض أن الجيش الأمريكي حين علم بالهجوم كان "من المتأخر للغاية" للتدخل ومنعه.

"لا توجد طريقة" لعدم علم الولايات المتحدة 

في المقابل، شكك المحلل الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط والمفاوض السابق آرون ديفيد ميلر في الرواية الأمريكية، قائلًا في تصريح لشبكة "إيه بي سي" إنه "لا توجد طريقة" لعدم علم الولايات المتحدة مسبقًا بالهجوم، وأضاف: "لا أزال أعتقد أن الأمريكيين كانت لديهم بعض المؤشرات على أن هذه العملية كانت على وشك الحدوث، لكن الإسرائيليين قدموا لهم نفياً معقولاً من خلال الادعاء بعد وقت قصير جداً من العملية بأنها شأن إسرائيلي بالكامل".

وأكدت إدارة ترامب أنها تلقت إخطارًا من الجيش الإسرائيلي ثم أبلغت السلطات القطرية بعد عشر دقائق من وقوع الهجمات، ويعتقد ميلر أن الإدارة ربما كانت لديها معرفة جيدة بأن هناك عملية وشيكة، وأن الوقت كان كافيًا لإيقافها قبل وقوعها.

search