السبت، 13 سبتمبر 2025

05:50 ص

ماذا يعني انضمام 8 بنوك مصرية إلى منصة الدفع الأفريقية "PAPSS"؟

منصة الدفع الأفريقية "PAPSS"

منصة الدفع الأفريقية "PAPSS"

أعلن مايك إجبالو، الرئيس التنفيذي لمنصة الدفع والتسوية الأفريقية PAPSS، أن البنك المركزي المصري منح تراخيص رسمية لثمانية بنوك مصرية حكومية وخاصة، للانضمام إلى المنصة، بهدف تسوية المدفوعات التجارية البينية بالعملات المحلية، بدءًا من الشهر الجاري.

وأوضح إجبالو أن أحد البنوك سيكون جاهزًا للتشغيل عبر المنصة اعتبارًا من سبتمبر، فيما سيُعلن عن بقية الأسماء تدريجيًا فور استكمال الترتيبات الداخلية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل انطلاقة فعلية لمصر نحو تقليل الاعتماد على الدولار وتعزيز التجارة البينية مع الدول الأفريقية.

ما هي منصة PAPSS؟

وفقًا لـ “رويترز” فإن منصة “PAPSS”، التي أطلقها بنك التصدير والاستيراد الأفريقي (أفريكسيم بنك) بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي، توفر بنية تحتية متطورة لتسوية المدفوعات العابرة للحدود في الوقت الفعلي باستخدام العملات المحلية، بدلًا من الاعتماد على الدولار.

وأطلقت المنصة رسميًا في يناير 2022، وتضم حتى الآن 18 بنكًا مركزيًا وأكثر من 150 بنكًا تجاريًا و14 مزود خدمة تحويلات في القارة.

وتستعد المنصة خلال عام 2025 لإطلاق منصة سوق صرف العملات الأفريقية، والتي ستتيح للبنوك تبادل العملات المحلية مباشرة وفقًا لآليات السوق، في خطوة يُنتظر أن تحدث نقلة نوعية في مواجهة تحديات السيولة وتقلبات أسعار الصرف.

وقال الخبيرة المصرفية سهر الدماطي، إن موافقة البنك المركزي المصري على ترخيص 8 بنوك للانضمام إلى PAPSS يهدف إلى تمكين البنوك المحلية من تنفيذ التحويلات التجارية بشكل أسرع وأكثر أمانًا، ويقلل الاعتماد على الدولار، ما سيخفف الضغط على الاحتياطي النقدي ويفتح أسواقًا جديدة أمام المنتجات المصرية.

وأكدت الدماطي لـ"تليجراف مصر" أن هذه المنصة ستساعد في تعزيز مكانة مصر الاقتصادية في القارة الأفريقية، خصوصًا مع انضمام العديد من البنوك المركزية والتجارية، موضحًة أن هذه الشبكة الواسعة ستؤدي إلى التكامل الاقتصادي الأفريقي الحقيقي.

وفي يوليو الماضي، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع قيمة التجارة بين مصر ودول الاتحاد الأفريقي لتسجل 9.8 مليار دولار خلال عام 2024، مقارنةً بنحو 9.2 مليار دولار في عام 2023، محققة زيادة قدرها 6.5%.

وقال الخبير المصرفي عز الدين حسانين إن منصة PAPSS تمثل خطوة استراتيجية مهمة، لكن تقلّب أسعار الصرف بين العملات المحلية يظل من أبرز التحديات التي تواجه نجاحها. 

وأوضح لـ"تليجراف مصر"، أن المنصة تعتمد على تسوية المدفوعات التجارية بين الدول الأفريقية بالعملات المحلية بدلًا من الدولار، وهو ما يفرض ضرورة تحديد أسعار صرف عادلة وفورية أثناء تنفيذ المعاملات.

وأضاف حسانين أن عدم استقرار العملات المحلية في عدد من الدول الأفريقية قد يسبب خسائر للمصدرين والمستوردين إذا تغيرت الأسعار بشكل مفاجئ، مشيرًا إلى أن البنوك تحتاج إلى أدوات تحوط مالية قوية لتقليل مخاطر تقلبات أسعار الصرف وضمان استقرار عمليات الدفع عبر المنصة.

وفي ديسمبر الماضي، أعلن البنك المركزي المصري عن انضمام مصر رسميًا إلى نظام الدفع والتسوية الأفريقي (PAPSS) باستخدام العملات المحلية، في خطوة تستهدف تسريع حركة التبادل التجاري بين مصر والدول الأفريقية، وتقليل الاعتماد على الدولار في المعاملات البينية.

التجارة بين مصر وأفريقيا

تصدرت ليبيا قائمة أكبر الدول الأفريقية المستوردة من مصر خلال عام 2024، بعدما سجلت قيمة الصادرات المصرية إليها نحو 2 مليار دولار، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وجاءت المغرب في المرتبة الثانية بصادرات بلغت مليار دولار، تلتها الجزائر بنحو 996 مليون دولار، ثم السودان بقيمة 866.2 مليون دولار، وتونس بحوالي 372 مليون دولار. 

وحلت كينيا في المركز السادس بـ 307 ملايين دولار، تلتها ساحل العاج بـ 251 مليون دولار، وغانا بـ 239 مليون دولار، بينما سجلت نيجيريا نحو 151 مليون دولار، وجاءت مدغشقر في المرتبة العاشرة بـ 132 مليون دولار.

وارتفعت الواردات المصرية من دول الاتحاد الإفريقي لتبلغ 2.1 مليار دولار في عام 2024 مقابل 1.8 مليار دولار خلال 2023، بنسبة نمو قدرها 14.5%.

search