الخميس، 11 سبتمبر 2025

02:55 م

انطلقت من حظر 26 منصة.. جيل "Z" يشعل احتجاجات دامية في نيبال

احتجاجات دامية في نيبال

احتجاجات دامية في نيبال

شهدت نيبال واحدة من أكبر المظاهرات الشعبية في تاريخها الحديث، وذلك بعد تصاعد الاحتجاجات المناهضة للفساد، والتي قادها مجموعة كبيرة من الشباب، لتتحول من مظاهرات سلمية إلى مواجهات دامية، أسفرت عن وفاة 22 شخصًا، ما أجبر رئيس الوزراء كيه بي شارما أولي، على تقديم استقالته، في خطوة وصفتها القوى السياسية النيبالية بأنها تمهيد لحل دستوري للأزمة.

تفاصيل أزمة الإحتجاجات الدامية

الأزمة بدأت عندما أصدرت الحكومة في نيبال، قرارًا مفاجئًا بحظر 26 منصة للتواصل الاجتماعي، منها “فيسبوك، إنستجرام وواتساب”، بسبب عدم تسجيلها لدى وزارة الاتصالات، وفقًا لما نقلته شبكة “سي إن إن” للأخبار.

وأثار الحظر غضبًا واسعًا في الشارع النيبالي، واُعتُبر محاولة لقمع الأصوات المنتقدة وكبح حملة مكافحة الفساد في البلاد.

وبعد أيام من التوتر وتصاعد الأزمة رفعت الحكومة الحظر، لكن الاحتجاجات لم تنته، بل اتسعت لتشمل رفضًا شاملًا لسياسات الدولة، ومعها اتهامات متصاعدة بالفساد طالت رموز الدولة. 

احتجاجات نيبال

تصاعد الاحتجاجات

وبحسب ما ورد نزل آلاف المتظاهرين، إلى شوارع العاصمة كاتماندو ومدن أخرى عقب قرار إغلاق المنصات الاجتماعية، من ثم تحولت المظاهرات إلى أعمال عنف، حيث اقتحم المتظاهرون محيط البرلمان وأحرقوا مبناه، إضافة إلى مقار حزبية ومنازل عدد من السياسيين، من بينهم رئيس الوزراء السابق شير بهادور ديوبا.

وردت الشرطة وأطلقت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه والرصاص الحي، ما أسفر عن وفاة 22 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين.

تصاعد الاحتجاجات في نيبال

تدخل الجيش النيبالي

وعلى إثر الأزمة الاحتجاجية المتصاعدة، أصدر قائد الجيش النيبالي، الجنرال أشوك راج سيجديل، بيانًا اتهم فيه المحتجين بـ"استغلال الأزمة لتنفيذ أعمال تخريب ونهب وسرقة"، مؤكدًا أن الجيش مستعد للتدخل "لحماية الممتلكات العامة والخاصة"، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى الحوار كحل للأزمة.

ووسط فراغ سياسي تُعاني منه الدولة، بعد استقالة رئيس الوزراء، إلا أنه لا تزال هوية الجهة التي ستقود المرحلة المقبلة غير واضحة حتى الآن، غير أنها يُطلق عليها الجيل z.  

من هم شباب الجيل z ورموز الغضب "Nepo Kids"؟

جيل z هي حركة شبابية غير منظمة انطلقت عبر دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، ووفق لما ورد لا تمتلك قيادة مركزية، بل يقودها مجموعة من الطلاب والناشطين وهم القوة المحركة، فيما أبدى عمدة كاتماندو الكبرى، بالين شاه، دعمه علنيًا للمتظاهرين.

وأبرز المحتجون خلال التظاهرات شعارات تحمل عبارات مثل #NepoBaby و#NepoKids، أطلقوها أيضًا خلال حملة على الإنترنت.

وهذه المصطلحات انتشرت بعد مقاطع مصورة، أظهرت نمط الحياة المترف لعائلات الساسة، مقارنة بمعاناة الشباب من البطالة والهجرة القسرية.

وتحولت هذه الحركة الشبابية إلى رموز تعكس الفجوة الاجتماعية، ورفض "الامتيازات التي تُمنح لأبناء النخبة".

مطالب المتظاهرين

يُذكر أن المحتجين كانوا قد طالبوا بإنهاء الفساد السياسي المستشري، وضمان حرية التعبير ومنع تقييد وسائل التواصل الاجتماعي، بجانب عمل إصلاحات جذرية في الحكم وضمان مساءلة القادة.

تجاهل مطالب المتظاهرين ومصير مجهول

نظرًا إلى تجاهل مطالب الشارع حتى الآن، فإن الأزمة قد تقود البلاد إلى موجة من الاضطرابات أوسع وأطول مدى، في ظل تصاعد حالة الغضب بين طلاب الجامعات ومنظمات المجتمع المدني، بحسب محللين لشبكة سي إن إن.

search