الخميس، 11 سبتمبر 2025

07:26 م

صحف أمريكية تجيب.. هل وافق ترامب على الضربة الإسرائيلية للدوحة؟

صحف أمريكية تعلق على الضربة الإسرائيلية للدوحة

صحف أمريكية تعلق على الضربة الإسرائيلية للدوحة

أثارت الضربة الإسرائيلية المفاجئة التي استهدف مساء الثلاثاء، اجتماعًا لوفد قادة حركة "حماس" في الدوحة، موجة واسعة من ردود الأفعال السياسية والإعلامية المتباينة.

وحظت هذه الواقعة على اهتمام بالغ في العناوين الرئيسية في الصحف الأمريكية والبريطانية، باعتبارها الحدث الأبرز والأكثر خطورة، منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023.

واشنطن بوست: خطأ تكتيكي وشعور بالخيانة

ووصفت صحيفة “واشنطن بوست”، نقلًا عن الكاتب الأمريكي البارز ديفيد إجناتيوس، الهجوم بأنه "خطأ تكتيكي نادر" ارتكبته دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت أن الضربة فشلت في اغتيال قادة بارزين من حماس، لكنها دمرت واحدة من القنوات الدبلوماسية القليلة المتبقية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وأضافت أن قطر التي لعبت دور الوسيط الأساسي في النزاع  تلقت الضربة بصدمة كبرى وشعور عميق بالخيانة، وهو ما سيؤثر على دورها كأحد أهم وسطاء وقف إطلاق النار في المنطقة.

إغلاق كل المخارج التي تُنهي الصراع في غزة

ولفت إجناتيوس إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، بدا وكأنه “يائس إلى درجة دفعته لتجاوز الأعراف والقيود”، مشيرًا إلى أن الهجوم يعكس مدى الأزمة التي وصلت إليها حرب غزة، حيث أُغلقت كل  المخارج التي  تُنهي الصراع.

نيويورك تايمز: نتنياهو يتصرف دون ترامب

وفي تحليل جاء في صحيفة نيويورك تايمز، أشار فيه إلى أن إسرائيل لم تُبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسبقًا بالهجوم على الدوحة في سلوك وصفته بأنه "مفاجأة مألوفة".

وذكرت الصحيفة بأن تل أبيب سبق أن أبلغت واشنطن قبل وقت قصير جدً من شنها الحرب ضد إيران في يونيو، التي استمرت 12 يومًا فقط. 

ورأت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية، رغم إبداء استياءها حينها من الحرب علي إيران، إلا أن ترامب قرر لاحقًا دعم العملية باعتبارها "حملة رابحة".

وأضافت نيويورك تايمز، أن نتنياهو استغل علاقته الوثيقة مع ترامب لتنفيذ هجمات جريئة سواء ضد إيران أو وفد حماس في قطر، مُستخدمًا أسلحة أمريكية وهو يدرك أن الإدارة ستعبر عن تذمرها مؤقتًا، لكنه يعلم في النهاية ان الولايات المتحدة لن تفرض عقوبات أو قيودًا جدية على إسرائيل.

أكسيوس: غضب وصدمة في البيت الأبيض

وكشف موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، أن الهجوم الإسرائيلي على قطر فاجئ البيت الأبيض، فيما أثار غضبًا واسعًا بين بعض كبار مستشاري ترامب، لأنه جاء في وقت كانت واشنطن تنتظر فيه رد حركة حماس على المقترح الجديد الذي قدمه ترامب بشأن صفقة تبادل الأسرى.

وأكد أن إسرائيل لم تترك للمسؤولين الأمريكيين أي فرصة للتأثير على قرارها، بعدما أبلغتهم بالعملية قبل وقت وجيز للغاية.

وأشار الموقع إلى أن قطر أصبحت سابع دولة تتعرض لهجوم عسكري إسرائيلي منذ بدء الحرب، وهو ما يعكس اتساع رقعة العمليات العسكرية الإسرائيلية خارج حدود فلسطين.

ناشونال إنترست: ضربة مقصودة لإفشال مقترح ترامب

أما صحيفة ناشونال إنترست الأمريكية، رأت أن الهجوم الإسرائيلي مقصودًا وأن الضربة لم تكن عرضية بل متعمدة، والهدف منها منع حماس من تقديم رد إيجابي على شروط ترامب للسلام.

وأوضحت أن نتنياهو ووزراءه من اليمين المتشدد يقتربون من تحقيق هدفهم بتدمير مدينة غزة وتسويتها بالأرض، ولن يقبلوا أن يقوم أي طرف وسيط بإيقاف مسارهم، سواء كان ترامب أو غيره من الوسطاء.

وجاء رأي الصحيفة مغايرًا عن بقية وسائل الإعلام الأمريكية، التي قالت إن ترامب لم يكن يعلم بالضربة، حيث قالت إن  ترامب قد يكون منح الضوء الأخضر للعملية، مشيرة إلى أن إذا كان هذا الأمر صحيحًا فإنه سيكون خيانة جسيمة للثقة مع قطر ودول الخليج، التي طالما رأت في الولايات المتحدة شريكًا أمنيًا موثوقًا.

وحذرت الصحيفة من أن صورة الخليج كوجهة آمنة للاستثمار والسياحة قد تتأثر وتتعرض لاهتزاز شديد، بما يضر بخطط تنويع اقتصادات المنطقة بعيدًا عن النفط والغاز.

بلومبيرج: انتكاسة للمحادثات وتصرف أحادي

ووصفت وكالة بلومبيرج الهجوم، بأنه "تحرك أحادي" يعكس شعور نتنياهو بتمكين متزايد يجعله يخاطر أكثر فأكثر في سبيل ما يعتبره مصلحة إسرائيل. 

وأشارت إلى أن الإدانات توالت من عواصم عربية وأوروبية والتي رأت أن الضربة تمثل تهديدًا لتوسيع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، على عكس ما حاول نتنياهو وترامب تصويره باعتباره "خطوة على طريق السلام".

هل سيفي ترامب بوعوده تجاه قطر؟

أضافت الوكالة، أن ترامب تحدث مع نتنياهو ومع القادة القطريين بعد الهجوم، ووعد بأن "مثل هذا العمل لن يتكرر"، طارحة سؤالًا حول مدى قدرة الرئيس الأمريكي على الوفاء بوعده، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة من اليمين الإسرائيلي.

search