5 أعوام من العطش..الفشل الكلوي يتفشى بين أهالي عزبة الصعايدة بالمنيا

يعاني أهالي عزبة الصعايدة، التابعة لمركز بنى مزار بمحافظة المنيا، أزمة انقطاع مياه الشرب منذ أكثر من خمس سنوات، حيث لا تصل المياه إلا عبر مواتير السحب في فصل الشتاء، بينما تنقطع تمامًا في فصل الصيف، وتستمر في انقطاعها حتى الآن لمدة 6 أشهر منذ بدء صيف 2025، ليضطر الأهالي إلى الاعتماد على مياه الترع والطلمبات الجوفية المالحة للشرب والاستخدام اليومي.

انقطاع الماء

وقال بهاء الدين أبو حجازي، أحد المتضررين من انقطاع الماء لـ"تليجراف مصر": “العزبة تضم ما يقرب من 500 بيت، ولم يجد الأهالي حلولًا جذرية في حل تلك الأزمة منذ 5 سنوات، كما خاطبنا الجهات المعنية على مدار السنوات الماضية، وتمت المعاينة وتحليل عينات من المياه من قبل شركة المياه بالمنيا، إلا أن الأزمة ما زالت مستمرة حتى الآن”.

مد خط فرعي لنقل المياه

وقدم الأهالي مقترحًا بمد خط فرعي لنقل المياه من أقرب نقطة لهم بطول 1200 متر فقط من عزبة محمد عبد القادر المجاورة للعزبة، وحصلوا أيضًا على موافقة جمعية أهلية للتبرع بتكاليف الحفر والتركيب، إلا أن الرفض كان هو الرد على الطلب.

وبحسب رواية الأهالي مع "تليجراف مصر"، انعكس غياب المياه الصالحة للشرب بشكل مباشر على صحة أهالي العزبة، حيث تزايدت معدلات الإصابة بأمراض الكلى بينهم، يومًا بعد الآخر، والتي تسببت في النهاية إلى الوفاة، وطالبوا بحل تلك الأزمة، قائلين: "لم نبحث عن الرفاهية، ولكن نحن فقط نريد شرب ماء نظيف يحفظ حياتنا وحياة أبنائنا من الموت والأمراض".

أهالي عزبة الصعايدة

ومن جانبها، قالت السيدة عواطف البالغة من العمر 50 عامًا، من أهل عزبة الصعايدة، إنها تعاني التهابات شديدة في الكلى بسبب “مياه الترمبة” غير الصالحة للشرب، وحذرها الأطباء من الوصول إلى مرحلة الغسيل الكلوي إذا لم تتلق العلاج المناسب لها، والابتعاد عن شرب المياه غير الآدمية، قائلة: "إحنا مش بنلاقي بق الماية بالأيام، وبنضطر نشرب من الترومبات".

الفشل الكلوي

بينما أضاف الشاب العشريني محمود حمدي، واحد من أهالي عزبة الصعايدة بالمنيا، إن والده توفي منذ ثلاث سنوات بعد إصابته بالفشل الكلوي، الناتجة عن شرب المياه بالقرية، حيث لم تنجح جلسات الغسيل في إنقاذه.

فيما يخضع يوسف صابر، الشاب الذي يبلغ من العمر 20 عامًا، للغسيل الكلوي مرتين أسبوعيًا منذ ثلاث سنوات، فهو يعاني أيضًا الفشل الكلوي مثل العشرات في قريته، بعد أن أكد له الأطباء أن السبب الرئيسي في حالته هو شرب المياه المالحة.

التهابات حادة بالكلى

وتحدثت أيضًا رحمة محمد، فتاة أخرى من أبناء القرية، أصيبت بالتهابات حادة بالكلى، وهي مراهقة 17 عامًا، حيث تعاني أملاحا وصديدا على الكلى منذ ثلاث سنوات، بسبب زيادة الأملاح في المياه.

وتعرضت الصغيرة لمضاعفات أخرى أثرت على حالتها الصحية، بسبب خطأ طبي أثناء سحب عينة من الكلى لتحليلها، ففي أول مرة سُحبت منها العينة بطريقة خاطئة، أما المرة الثانية "ضاعت" العينة التي تم سحبها، موضحة: "الدكتورة عرفتني إني مش هينفع أسحب عينة تاني إلا بعد سنتين من آخر وقت سحب لأنه هيكون في خطر على الكلى".