الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

01:32 م

بعد اختفاء إسورة من المتحف المصري.. كبير الأثريين: نحتاج لجرد شامل للقطع الذهبية

المتحف المصري بالتحرير

المتحف المصري بالتحرير

عقّب كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار الدكتور مجدي شاكر، على واقعة اختفاء إسورة ذهبية ذات خرز كروي من اللازورد، تعود إلى الملك أمنمؤوبي من عصر الانتقال الثالث، من معمل الترميم بالمتحف المصري بالتحرير، مؤكدًا أن القضية معقدة وتكشف عن ثغرات خطيرة في منظومة التأمين والتوثيق.

دعوة إلى جرد شامل

قال شاكر في تصريحات لـ"تليجراف مصر": "نحن بحاجة إلى جرد شامل لكل القطع الذهبية في المخازن والمتاحف، ومن المتوقع أن نصطدم بكوارث إذا تم ذلك".

كما طالب بالتحقق من أثرية جميع المقتنيات المعروضة، مشيرًا إلى وجود نسخ طبق الأصل يصعب تمييزها حتى باختبارات الكربون، إذا استُخدمت في صنعها أحجار قديمة.

سابقة مماثلة

استشهد شاكر بحادثة وقعت في تسعينيات القرن الماضي، حين سُرقت مشكواتان من المتحف المصري واستُبدلتا بنسخ مقلدة دون علم أحد، حتى ظهرت القطع الأصلية في مزاد بالخارج، لتكتشف لاحقًا المفاجأة بأن المعروض بالمتحف لم يكن سوى تقليد.

مشروع تسجيل إلكتروني

واقترح كبير الأثريين إطلاق مشروع قومي لتسجيل إلكتروني شامل لكل القطع الأثرية عبر تطبيق ذكي يتيح تتبع القطعة منذ اكتشافها وحتى اليوم، متضمنًا رقمها ومكانها وكافة عمليات الترميم والتنقل التي خضعت لها، قائلاً: "نحتاج إلى عمل سيرة ذاتية لكل قطعة أثرية".

ضعف التأمين داخل المتحف

وانتقد شاكر غياب أنظمة المراقبة الحديثة داخل المتحف المصري بالتحرير، موضحًا:

  • عدم وجود كاميرات دقيقة ترصد على مدار الساعة.
  • قصور في أنظمة الدخول والخروج وعدم توفيرها التأمين الكافي.

وأكد أن هذه الثغرات غير مقبولة في منشأة تستقبل ملايين الزوار سنويًا.

ضرورة المحاسبة

وأضاف: "لابد من محاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة إداريًا وأدبيًا، فالمسألة قد تكون إهمالًا جسيمًا أو تعمدًا للإساءة إلى الإدارة، خصوصًا في توقيت يشهد فعاليات كبرى بالمتحف".

سيناريوهات اختفاء الإسورة

وطرح شاكر ثلاثة احتمالات لملابسات الاختفاء:

  • أن تكون ما زالت داخل خزنة معمل الترميم.
  • أن تكون سرقت عبر اتفاقيات وصفقات كبرى لبيعها.
  • أن يكون شخص ما قد استولى عليها.

موقف الوزارة

من جانبها، أعلنت وزارة السياحة والآثار في بيان رسمي أمس إحالة الواقعة إلى الشرطة والنيابة العامة وكافة الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة. 

كما شكلت لجنة متخصصة لحصر ومراجعة جميع المقتنيات بمعمل الترميم.

إجراءات احترازية

ولفت البيان إلى أنه تم تعميم صورة القطعة المفقودة على جميع الوحدات الأثرية في المطارات والموانئ البرية والبحرية والحدودية على مستوى الجمهورية، في إطار تعزيز الرقابة ومنع تهريبها إلى الخارج.

search