الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

11:36 م

غدًا.. أسيوط تحتفي بالليلة الختامية لمولد الإمام السيوطي

مقام الإمام السيوطي

مقام الإمام السيوطي

تستعد محافظة أسيوط، غدًا، لاستقبال أتباع الطرق الصوفية لإحياء الليلة الختامية لمولد الإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي في ساحة القيسارية، بمدينة أسيوط.

في الليلة الختامية تتحول المنطقة إلى ملتقى روحاني وعلمي يجمع بين الذكر والمدائح والابتهالات، تخليدًا لذكرى أحد أعلام الأمة الإسلامية وأكثر علمائها تأثيرًا عبر العصور.

الإمام السيوطي.. نسب ونشأة

وُلد الإمام جلال الدين السيوطي في القاهرة ليلة الأحد، غرة شهر رجب سنة 849 هـ (أكتوبر 1445)، وينتمي إلى أسرة أسيوطية عُرفت بالعلم والتقوى. 

تُوفي والده وهو لم يتجاوز السادسة من عمره، فنشأ يتيمًا، لكنه التحق مبكرًا بحلقات العلم. بدأ بحفظ القرآن الكريم فأتمه وهو دون الثامنة، ولم يكتفِ بذلك، بل حفظ متونًا أساسية مثل: العمدة، ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، وهو ما شكّل بدايات نبوغه العلمي.

عصر العلم والعلماء

عاصر السيوطي نخبة من كبار العلماء في القرن التاسع الهجري، وكان له نصيب وافر من التلقي والتأثر بهم. درس الفقه والنحو والأصول والفرائض، وتفرغ للعلم حتى أجيز بالتدريس وهو لم يتجاوز السابعة عشرة، وفي ذات العام ألّف أول كتبه، ليبدأ مسيرة علمية استثنائية.

شيوخه ومنهجه

اتبع السيوطي نهجًا خاصًا في التعلم، إذ كان يلازم شيخًا واحدًا حتى رحيله، ثم ينتقل إلى آخر. ومن أبرز شيوخه العلامة محيي الدين الكافيجي، الذي لازمه أربعة عشر عامًا، وتلقى عنه أغلب معارفه، حتى لقّبه بـ"أستاذ الوجود"، فيما لقّبه تلامذته بـ"بحر العلوم".

الزهد والاستغناء عن الدنيا

عاصر الإمام السيوطي ثلاثة عشر سلطانًا من سلاطين المماليك، لكنه آثر العزلة عن مجالسهم، رافضًا عطاياهم وزخارفهم. ومن مواقفه الشهيرة أنه ردَّ ألف دينار أرسلها السلطان الغوري، مكتفيًا بأن يعتق الخادم الذي جاء بها ليخدم في الحجرة النبوية. فقد كان يرى أن العلم والعبادة أسمى من القرب من السلطان أو السعي وراء المناصب.

مؤلفات خالدة

بلغت مؤلفات الإمام السيوطي أكثر من 600 كتاب ورسالة في مختلف فنون المعرفة. ففي علوم القرآن ألّف: الإتقان في علوم القرآن، ومتشابه القرآن، والألفية في القراءات العشر. وفي الحديث: تنوير الحوالك في شرح موطأ الإمام مالك، وإسعاف المبطأ في رجال الموطأ، وطبقات الحفاظ. وفي الفقه: الأشباه والنظائر والحاوي للفتاوى. 

كما كتب  الإمام السيوطي في التاريخ واللغة والطبقات، وقد روى عن نفسه أنه كان يحفظ مائتي ألف حديث.

المولد في أسيوط

يُعد المولد السنوي للإمام السيوطي في أسيوط أحد أبرز الفعاليات الدينية التي تحرص الطرق الصوفية على إحيائها، حيث تتزين الساحات بالأنوار وتُرفع الأعلام، وتصدح الحناجر بالمدائح النبوية والأذكار.

search