الخميس، 18 سبتمبر 2025

01:19 م

لعنة تغير المناخ.. الحر ينهي حياة ألف شخص في بريطانيا

تأثير ارتفاع درجات الحرارة

تأثير ارتفاع درجات الحرارة

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في جامعة “إمبريال كوليدج لندن” حصيلة صادمة، حيث تبيّن أن 1147 شخصًا في بريطانيا لقوا حتفهم خلال صيف 2025 نتيجة موجات الحر الشديدة، التي عززها التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري.

ووفقًا للدراسة، سجل العام الحالي أعلى درجات حرارة صيفية في تاريخ المملكة المتحدة، حيث ارتفعت درجات الحرارة بمعدل 2.2 درجة مئوية عن المستويات المعتادة، ووصلت في بعض الفترات إلى 3.6 درجات مئوية بين شهري يونيو وأغسطس، حسبما أوردت صحيفة “ديلي ميل”.

لعنة تغير المناخ التسي أدت إلى هذه القفزة الحرارية غير المسبوقة دفعت الخبراء إلى دق ناقوس الخطر بشأن المخاطر الصحية والبيئية الناجمة عن الاحتباس الحراري.

الحر يفاقم الأمراض الكامنة

وأوضح خبراء الأوبئة أن ضحايا موجات الحر غالبًا ما يكونون من أصحاب الأمراض المزمنة مثل مشاكل القلب والكلى والجهاز التنفسي.

وتعمل درجات الحرارة المرتفعة على تسريع تفاقم هذه الحالات المرضية، في حين نادرًا ما يُذكر "الحر" بشكل مباشر في شهادات الوفاة، ما يجعل الأرقام الحقيقية أعلى مما يتم رصده رسميًا.

نتائج أوروبية مرعبة

ولم تقتصر الدراسة على بريطانيا فحسب، إذ شملت أيضًا 854 مدينة ومنطقة أوروبية. وأشارت التحليلات إلى أن نحو 68% من إجمالي 24,400 حالة وفاة مرتبطة بالحر خلال صيف 2025 تعود مباشرة للتغير المناخي البشري المنشأ.

ووفقًا للأرقام، فإن الوفيات الناجمة عن الحر بلغت 16,500 حالة مقارنة بما كان يمكن أن يحدث في صيف طبيعي بلا تأثيرات بشرية.

وسجل بعض المدن الأوروبية معدلات مرتفعة للوفيات المرتبطة بالحر، من بينها روما التي سجلت 835 حالة، وأثينا 630 حالة، فيما سجلت باريس 409 حالات، ومدريد387 حالة.

الوقود الأحفوري وإزالة الغابات

أكد الباحثون أن احتراق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات هما السببان الرئيسيان وراء تفاقم أزمة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة. 

كما شددوا على أن الأوضاع المناخية الحالية لم تعد مجرد تحذيرات مستقبلية، بل واقع يودي بحياة الآلاف كل عام.

وحذّر العلماء من أن تجاهل خطورة هذه النتائج قد يفتح الباب أمام كوارث صحية أكبر في المستقبل، مطالبين الحكومات بضرورة تسريع التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، وتبني خطط فعّالة لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر خلال موجات الحر المقبلة.

search