الخميس، 18 سبتمبر 2025

10:28 م

الكشف عن ميناء أثري مغمور بالمياه غرب الإسكندرية

كشف أثري جديد

كشف أثري جديد

أعلنت البعثة الأثرية الدومينيكانية العاملة بمنطقة معبد تابوزيريس ماجنا غرب مدينة الإسكندرية، عن شواهد أثرية جديدة تحت مياه البحر المتوسط، ما يؤكد وجود ميناء قديم مغمور بالمياه كان مرتبطًا بمعبد تابوزيريس مجنا ومتصلاً مباشرة بالبحر المتوسط.

ووفقًا لبيان وزارة السياحة والآثار، أوضحت نتائج المسح الجيولوجي والأثري الذي نُفذ بالتعاون بين البعثة والدكتور روبرت بالارد، والدكتور لاري ماير مدير مركز رسم الخرائط الساحلية والبحرية بجامعة نيوهامبشير، وبالتنسيق مع إدارة المساحة البحرية التابعة للبحرية المصرية (ENHD)، والإدارة العامة للآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار، أن الموقع احتوى على ميناء داخلي محمي بالشعاب المرجانية، كما تم العثور على مراسي حجرية ومعدنية بأحجام مختلفة، إلى جانب أعداد كبيرة من الأمفورات التي تعود إلى العصر البطلمي.

وكشفت أعمال البحث أن خط الساحل القديم كان يبعد نحو 4 كيلومترات عن الساحل الحالي، ما يعكس التغيرات الجيولوجية التي شهدتها المنطقة على مر العصور.

نتائج أعمال المسح

كما أسفرت أعمال المسح عن اكتشاف امتداد نفق يربط بين معبد تابوزيريس ماجنا والبحر المتوسط، وصولًا إلى ما يعرف بمنطقة “سلام 5”، حيث عثر الغواصون على شواهد أثرية تعزز فرضية وجود نشاط بحري قديم.

وأشار شريف فتحي، وزير السياحة والآثار إلى أن هذا الكشف يعكس العمق التاريخي والبعد البحري لمصر القديمة، ويؤكد أن سواحلها لم تكن مجرد مراكز حضارية، بل محاور استراتيجية للتواصل التجاري والثقافي مع العالم القديم. وأن الوزارة ستستمر في دعم هذه المشروعات البحثية، التي تسلط الضوء على كنوز مصر الغارقة.

إضافة علمية بارزة

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أن الكشف عن ميناء مغمور تحت المياه في منطقة معبد تابوزيريس ماجنا يمثل إضافة علمية بارزة لعلم الآثار البحرية المصرية، خاصة وأن المصادر القديمة لم تشر إليه من قبل، مضيفاً إن هذه النتائج لا تعزز فقط فهمنا للبنية الاقتصادية والدينية خلال تلك الحقبة، بل تؤكد أيضًا مكانة مصر كمركز عالمي للنشاط البحري منذ آلاف السنين.

وأكدت الدكتورة كاثلين مارتينيز أن هذه النتائج تمثل فصلًا جديدًا في دراسة تاريخ منطقة معبد تابوزيريس ماجنا، وأن البعثة مستمرة في أعمالها لكشف المزيد من أسرار وثراء هذه المنطقة الأثرية.

معبد تابوزيريس ماجنا

يذكر أن البعثة كانت قد أعلنت العام الماضي عن العثور على ودائع للأساس تحت الجدار الجنوبي للسور الخارجي للمعبد، تضمنت مجموعة متنوعة من القطع الأثرية والجنائزية والطقسية، إضافة إلى 337 عملة أثرية، يحمل العديد منها صورة الملكة كليوباترا السابعة، وكذلك أوانٍ فخارية طقسية، ومصابيح زيتية، وأدوات حجرية لحفظ الطعام وأدوات التجميل، وتماثيل برونزية، وتميمة على شكل جعران منقوش عليها عبارة: "عدالة رع قد أشرقت"، وخاتم برونزي مكرس للإلهة حتحور.

كما تم العثور على شقف وأوانٍ فخارية توضح أن بناء جدران المعبد يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، إضافة إلى بقايا معبد من العصر اليوناني يعود للقرن الرابع قبل الميلاد، والذي دُمّر في الفترة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد وبداية العصر الميلادي.

search