مصر لها بالمرصاد.. "شمعون" يكشف خدعة إسرائيل للتوسع النووي

السلاح النووي- أرشيفية
في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل انتهاج سياسة الغموض النووي متعمدة فرض السرية على قدراتها وتسليحها، في محاولة لتكريس نفوذها الإقليمي وفرض معادلات جديدة على موازين القوى، تقف مصر لها بالمرصاد، مدركة خطورة هذه السياسات على أمن المنطقة واستقرارها، ومتمسكة بدورها التاريخي في حماية أمنها القومي وصون التوازنات الاستراتيجية التي تحفظ استقرار الشرق الأوسط.
رغم الغموض الذي يحيط برنامج إسرائيل النووي، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" عن صور التقطتها أقمار صناعية، تشير إلى أن تل أبيب تكثّف أعمال البناء في منشأة رئيسية مرتبطة ببرنامجها النووي.
مفاعل نووي جديد
ووفقًا للوكالة الأمريكية، فإن صور الأقمار الصناعية التي حللها خبراء، أوضحت أن المنشأة الجديدة قد تكون مفاعلًا نوويًا أو منشأة لتجميع الأسلحة النووية، لكن السرية التي تحيط بالبرنامج تجعل من الصعب الجزم بذلك.
وأشارت الوكالة إلى أن العمل في مركز “شمعون بيريز” للأبحاث النووية في صحراء النقب، قرب مدينة ديمونا، أعاد إلى الواجهة التساؤلات حول وضع إسرائيل، التي يُعتقد على نطاق واسع أنها الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، رجح 7 خبراء فحصوا الصور- بحسب أسوشيتد برس- أن البناء يرتبط بالبرنامج النووي الإسرائيلي المشتبه به منذ سنوات طويلة، نظرًا لقربه من مفاعل ديمونا، حيث لا توجد محطة طاقة مدنية، غير أن الآراء اختلفت بشأن طبيعة المنشأة.
وقال 3 خبراء إن الموقع وحجمه وكونه يبدو متعدد الطوابق يرجح أن يكون مفاعلًا جديدًا للماء الثقيل، إذ يمكن لهذا النوع من المفاعلات إنتاج البلوتونيوم، وهو مادة أساسية في تصنيع الأسلحة النووية.
أما الخبير في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي التابع لمعهد ميدلبري، جيفري لويس، فقد استند في تقييمه إلى الصور وتاريخ ديمونا، مرجحًا أن يكون "مفاعلًا نوويًا"، قائلا: "الحكم ظرفي، لكن من الصعب تخيل أنه أي شيء آخر".
وذكرت "أسوشيتد برس" أن إسرائيل لا تؤكد ولا تنفي امتلاكها أسلحة نووية، ولم تستجب حكومتها لطلبات التعليق، وكذلك البيت الأبيض، الحليف الوثيق لها.
البناء مستمر منذ سنوات
تعود بداية رصد الحفريات إلى عام 2021، عندما نشرت "أسوشيتد برس" تقريرًا أظهرت فيه صور أقمار صناعية لعمال يحفرون حفرة بطول نحو 150 مترًا وعرض 60 مترًا، قرب مفاعل الماء الثقيل الأصلي في الموقع الذي يبعد 90 كيلومترًا جنوب القدس.
أما أحدث صور التقطتها شركة "بلانيت لابز" في 5 يوليو، فقد كشفت عن أعمال بناء مكثفة في الموقع، حيث ظهرت جدران خرسانية سميكة وعدة طوابق تحت الأرض، إضافة إلى رافعات شاهقة، وحتى الآن لم تُلاحظ قبة احتواء أو سمات أخرى عادة ما ترافق مفاعلات الماء الثقيل، لكن الخبراء لم يستبعدوا إضافتها لاحقًا أو تصميم المفاعل بدونها.

وأشارت “ أسوشيتد برس” إلى أن مفاعل ديمونا الحالي الذي تم بناؤه في ستينيات القرن الماضي يعمل منذ زمن أطول من معظم المفاعلات المماثلة، وهو ما يعني أنه بحاجة إلى تحديث أو استبدال قريب.
وعلق جيفري لويس على ذلك بأن "طول المبنى متوقع، لأن قلب المفاعل سيكون طويلًا جدًا، واستنادًا إلى الموقع والحجم، يبدو أنه مفاعل نووي أكثر من أي شيء آخر".
بدوره، أوضح إدوين ليمان، الخبير النووي في اتحاد العلماء المهتمين ومقره ماساتشوستس، أن المنشأة قد تكون مفاعلًا على شكل صندوق لا يحتوي على قبة احتواء مرئية، مشيرًا إلى أن غياب الشفافية يجعل من الصعب الجزم، موضحًا أن "إسرائيل لا تسمح بأي تفتيش أو تحقق دولي، وهذا يدفع الرأي العام إلى التكهن".
وتابعت الوكالة: إن تفاصيل مفاعل ديمونا تُعد من أسرار الدولة، غير أن تسريب أحد المبلغين في ثمانينيات القرن الماضي لمعلومات وصور عن المنشأة دفع الخبراء إلى الاعتقاد بأن إسرائيل أنتجت عشرات الرؤوس النووية.
وفي هذا الإطار، قال المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة، داريل كيمبال: إن بناء مفاعل ماء ثقيل جديد يعني أنهم يريدون الحفاظ على القدرة على إنتاج وقود مستهلك يمكن معالجته لاحقًا لفصل البلوتونيوم، أو أنهم يهدفون للحفاظ على ترسانتهم أو تصنيع مزيد من الرؤوس النووية.
منتجات مفاعل الماء الثقيل
وبحسب “أسيوشيتد برس”، فإنه مثل الهند وباكستان، يُعتقد أن إسرائيل تعتمد على مفاعل الماء الثقيل لصناعة أسلحتها النووية، ورغم أن هذه المفاعلات قد تستخدم لأغراض علمية، فإنها تنتج البلوتونيوم، العنصر الحاسم لصنع القنابل الذرية، إضافة إلى التريتيوم، الذي يستخدم لتعزيز القوة التفجيرية للرؤوس الحربية.
وبسبب السرية والغموض التي تنتهجها إسرائيل، يصعب تقدير عدد الرؤوس النووية الإسرائيلية، لكن نشرة علماء الذرة أقرت عام 2022 أن إسرائيل تمتلك نحو 90 رأسًا.
ولفت “ليمان” إلى أن بناء المفاعل الجديد قد يرتبط بالحاجة إلى إنتاج مزيد من التريتيوم لتعويض النقص الناتج عن تحلله بنسبة 5% سنويًا، متابعًا: "إنهم ربما لا يسعون لتوسيع مخزون البلوتونيوم، بل إلى إنتاج التريتيوم".
سياسة الغموض النووي التي تنتهجها إسرائيل
يُعتقد أن إسرائيل شرعت في بناء موقعها النووي في النقب أواخر خمسينيات القرن الماضي، بعد سلسلة من الحروب مع الدول العربية منذ تأسيسها عام 1948 في أعقاب الهولوكوست، ومنذ ذلك الوقت، التزمت سياسة "الغموض النووي"، التي يُعتقد أنها ساعدتها على ردع أعدائها، وفق “أسوشيتد برس”.
وتعتبر إسرائيل واحدة من 9 دول يعتقد أنها تمتلك أسلحة نووية، ومن بين أربع دول لم تنضم إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، وهو ما يمنع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إجراء أي تفتيش على منشأة ديمونا.
وعندما سُئلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن البناء، أكدت أن إسرائيل "ليست ملزمة بتقديم معلومات عن منشآت نووية أخرى في البلاد" باستثناء مفاعل سوريك للأبحاث.
مصر تقف لإسرائيل بالمرصاد
في سياق متصل، لم تترك مصر إسرائيل تنفذ مخططاتها، محاصرة إياها بقرار دولي غير مسبوق، حيث اعتمدت الدورة 69 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية القرار المصري الخاص بتطبيق ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الشرق الأوسط بأغلبية ساحقة.
وبحسب بيان الخارجية، أيدت 120 دولة القرار المصري في انعكاس للدعم الدولي الواسع للقرار وأهدافه.
ويطالب القرار بإخضاع جميع المنشآت النووية في الشرق الأوسط لنظام الضمانات للوكالة الدولية للطاقة الذرية دون استثناء، وانضمام جميع دول المنطقة إلى معاهدة منع الانتشار النووي، وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط.
ويأتي اعتماد القرار في إطار الجهود الدؤوبة المصرية لتحقيق نزع السلاح ومنع الانتشار النووي، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، والدفع نحو تحقيق عالمية معاهدة منع الانتشار النووي، وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط فضلاً عن وفاء المجتمع الدولي بمسؤوليته في تنفيذ جميع الالتزامات القانونية بالمعاهدة.

الأكثر قراءة
-
الدقائق الأخيرة مع الأم.. سائق "أوبر" يفارق الحياة أثناء عمله
-
بعد دعم تامر حسني.. دينا فؤاد: سرطان الثدي تملكني بعد تشخيص خاطئ
-
فيديو يرصد آخر 30 ثانية قبل "فرم وتسييح" إسورة المتحف المصري
-
يانهار إسود.. زاهي حواس يعلق على بيع إسورة أثرية ملكية بـ 180 ألف جنيه
-
السيسي.. الرئيس الذي أفسد مخططات الغرب
-
غموض وتساؤلات في سرقة إسورة المتحف المصري.. من يكشفها؟
-
وصول ملك إسبانيا فيليبي السادس إلى الأقصر (صور)
-
قضى عليها بالطريق السياحي.. زوج يتخلص من شريكة حياته في الفيوم

أخبار ذات صلة
ماذا تريد إسرائيل من الترويج لاختراق حدودها بـ100 مسيرة عبر مصر؟
19 سبتمبر 2025 01:03 م
"لسنا دمى".. تمرد في الجيش الإسرائيلي رفضًا للتوغل في غزة
18 سبتمبر 2025 10:39 م
القسام تتوعد جيش الاحتلال: العبوات الناسفة تنتظركم ولن نسلمكم الأسرى
18 سبتمبر 2025 11:48 م
الفيتو الأمريكي يجهض مشروع قرار لوقف إطلاق النار بغزة
18 سبتمبر 2025 11:34 م
أكثر الكلمات انتشاراً