السبت، 20 سبتمبر 2025

01:42 ص

بعد الزلزال.. نداء استغاثة أممي من أجل نساء أفغانستان

النساء الأفغانيات

النساء الأفغانيات

حذرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الجمعة، من أن النساء والفتيات المتضررات من الزلزال المدمر الذي ضرب شرق أفغانستان ما زلن يواجهن ظروفًا كارثية في محاولة إعادة بناء حياتهن ومصادر رزقهن، وسط نقص حاد في المساعدات الإنسانية.

صعوبات الوصول والإنقاذ

وقالت ممثلة الهيئة في أفغانستان، سوزان فيرجسون، خلال مؤتمر صحفي في جنيف: "رغم مرور الهزات الارتدادية الكبرى، لا تزال النساء في المناطق المتضررة يواجهن كارثة طويلة الأمد في ظل غياب الدعم العاجل".

وأوضحت أن فرق الإنقاذ واجهت تضاريس جبلية صعبة للغاية للوصول إلى القرى المعزولة في ولاية كونار، منذ وقوع الزلزال بقوة 6.0 درجات ليلة 31 أغسطس، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 2,200 شخص، بعد انهيار المنازل المبنية على سفوح التلال.

ونقلت فيرجسون شهادات نساء شاركن في عمليات الإنقاذ، حيث أُجبرن على تسلق الجبال وتفادي الصخور المتساقطة، وأُجبرت أخريات على الانضمام للفرق بأنفسهن بسبب القيود التي تمنعهن من التواصل مع الرجال.

الحاجة إلى ملاجئ شتوية وحماية إضافية

أشارت فيرجسون خلال زيارتها للناجيات في خيام مؤقتة بمنطقة تشوكاي إلى أن النساء بحاجة ماسة إلى ملاجئ أكثر صلابة مع اقتراب فصل الشتاء، وقالت: "هؤلاء النساء فررن من قريتهن وسط الليل، وسرن لساعات طويلة للعثور على مأوى مؤقت، بعد أن فقدن أقاربهن ومنازلهن ومصادر دخلهن. لم يتبقَّ لدينا شيء".

كما لفتت إلى أن جهود الإغاثة تواجه عراقيل بسبب حظر طالبان المفروض منذ 5 سبتمبر، والذي يمنع الموظفات الأفغانيات من دخول مكاتب الأمم المتحدة في كابل، مؤكدًة أن العاملات الإنسانيات ما زلن قادرات على العمل في المناطق المتضررة، وهو أمر ضروري للغاية.

تأثير الأعراف الثقافية والبنية التحتية المدمرة

أظهرت التقييمات الميدانية أن النساء والفتيات يشكلن أكثر من نصف القتلى والمصابين و60% من المفقودين، بينما يعيش العديد من الناجين في خيام أو في العراء، في ظروف صحية وأمنية صعبة.

وأوضحت فيرجسون أن الأعراف الثقافية تمثل عائقًا أمام تقديم الرعاية الصحية اللازمة، إذ ترفض بعض النساء تلقي المساعدة من الرجال، ما يستلزم وجود عدد كافٍ من العاملات الصحيات. كما أن تدمير البنية التحتية يزيد من مخاطر العنف ضد النساء والفتيات، اللواتي يضطررن للسير لمسافات طويلة بحثًا عن المياه أو دورات المياه، ما يعرضهن لتهديدات إضافية بما في ذلك الألغام الأرضية.

حجم الأضرار والتحديات اللوجستية

وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كشفت صور الأقمار الصناعية عن وجود أكثر من 649,000 طن من الأنقاض – أي ما يعادل 40,500 شاحنة – لا تزال بحاجة إلى إزالة، فيما تشير التقديرات إلى أن نحو 23,000 شخص قد أُجبروا على مغادرة منازلهم.

search