الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

01:03 م

الزعتر “ذهب فلسطين الأخضر”.. متجذر رغم أنف المحتل

زراعة الزعتر

زراعة الزعتر

يحتفل العالم، اليوم بـ اليوم العالمي للزعتر، وهو نبات يحمل أكثر من مجرد فوائد طبية تقليدية، ويطلق عليه ذهب فلسطين الأخضر، إذ يحمل تاريخ وجغرافيا وهوية فلسطينية متجذرة، ويعد ميدان مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.

باقون ما بقى الزعتر والزيتون

في الثقافة الفلسطينية الزعتر ليس مجرد بهار على الموائد، بل هو جزء من موروثهم الشعبي التقليدي، إذ يرتبط بالمطبخ والأرض والأغاني والشعر، والصمود، وقد عبر الشاعر الفلسطيني محمود درويش عن مدى ارتباط الفلسطينيون بالزعتر والزيتون والأرض، قائلًا: “باقون ما بقى الزعتر والزيتون”.

منقوشة زعتر بزيت الزيتون

الزعتر.. معركة الحفاظ على الهوية

ورغم هذه الرمزية، فإن الاحتلال الإسرائيلي حوّل الزعتر إلى ميدان صراع ففي عام 1977 وضع الاحتلال الزعتر نصب عينيه ومنع الفلسطينيين من قطف الزعتر بموجب قانون عام 1977، لتفكيك علاقة الفلسطيني بأرضه من جهة، وإعطاء السلطة للمحتل على موارد الأرض من جهة أخرى، ما شكل مأساة حقيقية تجسدت في فقدان أصحاب الأراضي أرضهم.

زراعة الزعتر

وبعدها عُدل القانون من قبل أرئيل شارون، وزير الزراعة الإسرائيليّ حينها، ليدخل الزعتر ضمن النبات المحمي بحجة أن قطفه يسبب أضرارًا للطبيعة، وفرض بموجب هذا القانون عقوبة على كل من يملك كميات من الزعتر بالسجن أو الغرامة، وكان في ذلك الوقت البراري هي المصدر الوحيد للزعتر في فلسطين.

وعلى الجانب الآخر، بدأ زئيف بن حيروت، والذي شغل سابقًا منصب ضابط الزراعة في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة عام 1967، زراعة وتسويق الزعتر بمساعدة نجله يورام بن حيروت، والهدف من ذلك صرح به خلال مقابلة تلفزيونية بثت أوائل الثمانينات، حيث قال: “الزعتر لديّ فخر قوميّ.. أريد أن يقولوا إنّ الزعتر إسرائيلي، وهذا الشيء بدأ يتحقق”، في محاولة منه لنسب الزعتر للكيان المحتل باعتباره نبته قومية"، وفقًا لـ مدار المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية.

المجاعة في فلسطين

وفي ظل المجاعة ونقص الموارد الحاد الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني نتيجة الحصار الإسرائيلي والقصف المدوي، لم يبقى أي زعتر أو زيتون، وتوفي أكثر من 440 فلسطيني نتيجة سوء التغذية ولا زالت الحصيلة في ازدياد، وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.

المجاعة في غزة

الزعتر في الحضارة المصرية

ووفقًا للموسوعة الحرة، استخدم الزعتر في عصر الفراعنة والقدماء المصريون خلال عملية التحنيط، بينما عرفه اليونانيون كبخور يحرق في الحمامات والمعابد لمنح الأفراد الشجاعة والثقة.

وكانت ثقافة ارتباط الزعتر بالشجاعة ممتدة في أنحاء أوروبا، حيث كانت تمنح النساء باقة من الزعتر للفرسان أيام الحروب كهدية.

search