الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

05:57 م

الفيدرالي: اقتصاد أمريكا عالق بين ضغوط التضخم وضعف سوق العمل

رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول

رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول

أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، أن اقتصاد الولايات المتحدة يمر بمرحلة دقيقة مع استمرار الضغوط التضخمية وتباطؤ سوق العمل، مشيرًا إلى أن صانعي السياسات أمام "طريق صعب" لاتخاذ قرارات بشأن خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.

وقال باول، في كلمة ألقاها أمام غرفة التجارة في رود آيلاند اليوم، إن المخاطر القريبة الأجل للتضخم تميل إلى الارتفاع، فيما تميل المخاطر المتعلقة بالتوظيف إلى التراجع، ما يجعل الموقف بالغ التعقيد، مضيفًا: “لا يوجد مسار خالٍ من المخاطر”، بحسب “بلومبرج”.

السياسة النقدية

ورفض باول تقديم أي إشارات حول ما إذا كان سيدعم خفضًا جديدًا للفائدة في اجتماع الفيدرالي المقبل في أكتوبر، مكتفيًا بالتأكيد أن البنك المركزي بحاجة إلى التوازن بين دعم النمو ومواجهة ارتفاع الأسعار.

وكان الفيدرالي قد خفض الأسبوع الماضي سعر الفائدة إلى نطاق 4% - 4.25%، في أول تقليص خلال 2025، واصفًا القرار بأنه "خفض لإدارة المخاطر" استجابةً لمؤشرات تباطؤ في سوق العمل.

وأشار باول إلى أن البيانات الأخيرة أظهرت "تباطؤًا ملحوظًا" في نمو الوظائف، في ظل تراجع المعروض من العمالة نتيجة تشديد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسياسات الهجرة. وأضاف: "نواجه سوق عمل أقل ديناميكية وأكثر هشاشة، ما يرفع من مخاطر تراجع التوظيف".

تأثير الرسوم الجمركية

وفيما يتعلق بالتضخم، حذر باول من أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب قد تواصل رفع الأسعار بشكل تدريجي عبر سلاسل التوريد، معتبرًا أن "البيانات الواردة تشير إلى أن الارتفاعات الحالية في الأسعار تعكس الرسوم أكثر من كونها ضغوطًا تضخمية واسعة".

وتباينت توقعات مسؤولي الفيدرالي بشأن مسار الفائدة؛ إذ أظهرت التقديرات الأخيرة احتمال خفضين إضافيين هذا العام، فيما رأى آخرون أن خفضًا واحدًا أو حتى تثبيت الفائدة قد يكون الخيار الأنسب، خاصة مع بقاء التضخم فوق مستهدف 2%.

يأتي ذلك وسط ضغوط سياسية غير مسبوقة من ترامب على باول لخفض الفائدة بشكل أكبر وأسرع، إلى جانب محاولته عزل عضوة مجلس المحافظين ليزا كوك، وهو ما قد يُدخل المحكمة العليا على خط تحديد استقلالية السياسة النقدية الأمريكية.

وشدد باول على أهمية الحفاظ على الثقة في المؤسسات الاقتصادية: "علينا أن نؤدي مهمتنا بأقصى درجات الكفاءة وسط رياح عاتية وبحار مضطربة".

search