السبت، 27 سبتمبر 2025

09:37 ص

رسالة وأمن قومي.. لماذا لم يشارك الرئيس السيسي في قمة نيويورك؟

رئيس الوزراء ووزير الخارجية خلال قمة نيويورك

رئيس الوزراء ووزير الخارجية خلال قمة نيويورك

أثار غياب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن المؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، برئاسة سعودية- فرنسية، وبمشاركة العشرات من زعماء العالم، في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، التساؤلات حول أسباب هذا الغياب، وهل يمكن أن يحمل رسالة سياسية معينة للإدارة الأمريكية؟.

غياب الرئيس عن قمة نيويورك

قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير حسين هريدي، إن الموقف في قطاع غزة والهجوم الإسرائيلي المتواصل وتكثيفه على قطاع غزة والضغط على الشعب الفلسطيني للاتجاه جنوبًا نحو الحدود المصرية، كل هذا يحتم أن يكون الرئيس متواجدًا في مصر وليس نيويورك.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ“تليجراف مصر”، أنه بعد طلب نتنياهو من ترامب الضغط على مصر، فإن وجود الرئيس السيسي في القاهرة خلال هذه الأوقات الحرجة يمثل أهمية بالغة، والرسالة هنا أن الأمن القومي المصري يعلو على أي شيء.

من جانبه، أوضح الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، بشير عبدالفتاح، أن القمم المهمة يكون مطلوب فيها مشاركة الرؤساء، وإن لم يكن هذا متاحًا فيأتي حضور رؤساء الوزراء أو وزير الخارجية.

وأضاف بأن الرئيس السيسي حرص فيما مضى على المشاركة، لكن الامتناع قد يكون لأسباب خاصة بأجندة وجدول أعمال الرئيس أو إيصال رسالة سياسية معينة.

رسائل سياسية معينة

وتابع بشير، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “حديث القاهرة” مع الإعلامية هند الضاوي: “بما أنني لست مطلعًا على جدول أعمال الرئيس فأنني أزعم أن هناك رسائل سياسية معينة تعمد الرئيس إيصالها إلى الادارة الأمريكية تحديدًا، وليس الأمم المتحدة، خاصة أن هناك قمة عربية إسلامية يعقدها الرئيس ترامب مع رؤساء وممثلي الدول العربية والإسلامية بشأن غزة”.

وأضاف بشير: “قبل ذلك امتنع الرئيس السيسي عن زيارة الولايات المتحدة وتلبية دعوة الرئيس الأمريكي للتباحث بشأن مسألة غزة والتهجير، وكان الموقف المصري صلبًا وحازمًا بشكل صدم الرئيس الأمريكي ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي وكثير من دول العالم”.

كلمة مدبولي نيابة عن الرئيس

وألقى رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلمة مصر في المؤتمر الدولي رفيع المستوي “من أجل التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين”، بقاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ضمن أعمال الأسبوع رفيع المستوى لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة الـ 80.

وجاء ذلك بحضور كل من وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبدالعاطي، ومندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير أسامة عبدالخالق.

وقال مدبولي: “لنقلها بمنتهى الصراحة، إن حل الدولتين، ليس مجرد خيار سياسي، أو التزام أخلاقي فحسب، بل هو أيضاً ضرورة أمنية. فالطريق الوحيد لشرق أوسط آمن ومستقر ومزدهر، هو ضمان حق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والاستقلال”.

وتابع: “كما أن الأمن لن يتحقق لإسرائيل عبر القوة العسكرية ومحاولة فرض الأمر الواقع، فتجاهل الحقوق الفلسطينية لن يجلب سوى المزيد من التصعيد وعدم الاستقرار”.

وزاد: “إن غياب الأفق السياسي سيفتح الباب للمزيد من العنف والتطرف، وهذا ما أثبتته التطورات المتلاحقة التي شهدتها منطقتنا في العامين الماضيين”.

search