الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

05:42 م

بعد توقف 14 عامًا.. عودة "كتاب ماسبيرو" بإصدار يحمل توقيع رجاء النقاش

غلاف كتاب “إسلام بلا أحزاب”

غلاف كتاب “إسلام بلا أحزاب”

بعد توقف عن الصدور لمدة 14 عامًا، يستعيد مبنى “ماسبيرو” أحد أبرز أدواته التنويرية. حيث تعود سلسلة “كتاب ماسبيرو” للنور مجددًا، وتقيم مجلة “الإذاعة والتليفزيون” بالتعاون مع القناة الثقافية وإذاعة البرنامج الثقافي ومركز ماسبيرو للدراسات اليوم حفلًا بهذه المناسبة.

عائلة الكاتب الكبير رجاء النقاش 

وبحضور عائلة الأديب والناقد الراحل رجاء النقاش (1934-2008) يتم الاحتفاء بصدور كتابة (إسلام بلا أحزاب) الذي يُنشر لأول مرة، وهو الكتاب رقم 90 ضمن سلسلة “كتاب ماسبيرو”.

غلاف كتاب “إسلام بلا أحزاب”

تعزيز قيم الوسطية

تأتي خطوة إصدار كتاب رجاء النقاش استجابةً لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تعزيز قيم الوسطية وتجديد الخطاب الديني، ويتضمن الكتاب نقدًا جذريًا لأطروحات التطرف الديني، مع ترسيخ قيم العلم والاعتدال.

البداية بفاروق شوشة

ومن المعروف أن أول كتاب في هذه السلسلة صدر عام 1972 للشاعر فاروق شوشة بعنوان “لغتنا الجميلة”، بينما صدر آخر كتاب منها في يناير عام 2011 بعنوان رياض السنباطي، كما شهدت السلسلة صدور مؤلفات لكبار الكتّاب، من بينهم: صلاح عبدالصبور، وحسين فوزي، وجمال الغيطاني، ومحمود عوض، ومحسن محمد، وسامح كريم، وسكينة فؤاد.

توفيق الحكيم ونجيب محفوظ في إصدارات السلسلة

وفي عام 1976، نشرت السلسلة كتاب “عودة الروح” للكاتب الكبير توفيق الحكيم، كما كانت رواية “المرايا” للأديب العالمي نجيب محفوظ قد نُشرت في حلقات بمجلة “الإذاعة والتليفزيون” قبل أن تصدر في كتاب مستقل.

رجاء النقاش.. منبر للفكر والثقافة

يعد الناقد الأدبي والصحفي الكبير رجاء النقاش، أحد أبرز الأسماء في المشهد الثقافي العربي، وكان له دور محوري في تقديم وإبراز العديد من الرموز الأدبية، إذ لم يكن مجرد ناقد أو كاتب، فبصيرته الفذة أخرجت للجمهور جيلًا واعدًا من المواهب البراقة، كما كان صاحب رؤية ثقافية عميقة أثرت في الأجيال المتعاقبة.

رحلة النقاش

وُلد رجاء النقاش عام 1934 في محافظة الدقهلية، بدأ حب الأدب والصحافة يسري في عروقه حتى التحق بجامعة القاهرة ليسقي ظمأه من الإعلام، وينطلق في رحلته المهنية عبر الصحف والمجلات الثقافية، لتكلل مسيرته بالنجاح الساحق، فقد تولى رئاسة تحرير العديد من المجلات المرموقة، منها مجلة "الهلال" ومجلة "الإذاعة والتليفزيون".

وامتلك النقاش قدرة استثنائية على اكتشاف المواهب الأدبية، فكان أول من قدم الطاهر بن جلون إلى القارئ العربي، كما كان له الفضل في تقديم جمال الغيطاني ورضوى عاشور، لكن شهرته كمكتشف للنجوم لمعت بوصفة الناقد الذي أظهر عبقرية محمود درويش.

مؤلفاته وإسهاماته النقدية

لم يكن رجاء النقاش مجرد ناقد يعرض وجهات نظره، بل كان كاتبًا موسوعيًا، ترك إرثًا مهمًا من الكتب النقدية والسير الذاتية، كان من أبرزها:

-كتاب “محمود درويش: شاعر الأرض المحتلة”، الذي يتناول دراسة نقدية وتحليلية عن شعر درويش.

-كتاب "عباقرة ومجانين"، الذي يتناول حياة المبدعين وصراعهم النفسي والفكري.

-كتاب “نجيب محفوظ.. صفحات مجهولة”، الذي يتضمن أسرارًا عن حياة الأديب العالمي.

وفاة رجاء النقاش

رحل رجاء النقاش عن عالمنا في 8 فبراير 2008 بعد صراع مع المرض، لكن لا تزال آثاره باقية على الساحة الأدبية والصحفية، فلم يكن النقاش مجرد ناقد فني فقط، بل كان صوتًا أدبيًا حمل مسؤولية تقديم الإبداع والقيمة الأدبية الراسخة للقارئ العربي، لتشكيل وعيه الأدبي.
 

search