الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

07:18 م

في ظل الفيتو الأمريكي.. ماذا يعني اعتراف الدول الكبرى بفلسطين؟

علم فلسطين - أرشيفية

علم فلسطين - أرشيفية

شهد الملف الفلسطيني في الآونة الأخيرة تطورات لافتة على صعيد المواقف الدولية، حيث اعترف عدد من الدول الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا بدولة فلسطين، رغم استمرار استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع أي قرار أممي بهذا الشأن.

هذا التناقض بين الموقف الأممي الرسمي المجمد بفعل الفيتو الأمريكي، وبين خطوات الدول الأوروبية المنفردة، يثير تساؤلات حول معنى هذه الاعترافات، وما الذي يمكن أن تحققه من مكاسب سياسية وقانونية على الصعيد الفلسطيني.

اعتراف رمزي لن يغير المشهد

في السياق ذاته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، القيادي الفتحاوي، أيمن الرقب، إن الاعترافات “رمزية أخلاقية” أكثر من كونها إجراءات عملية قادرة على تغيير المشهد القائم، لا سيما في ظل إصرار الاحتلال على إنكار الحقوق الفلسطينية، واستمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل بلا تراجع.

وأشار الرقب في تصريحات لـ“تليجراف مصر”، إلى أن هذه الخطوة، رغم محدوديتها، قد تشكل مدخلًا لحراك سياسي أوسع على المستوى الدولي، إذا ما استثمرتها الدول والمنظمات لممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال، معتبرًا أن هذا الموقف يعكس بداية تحوّل في المزاج العالمي، ورغبة متزايدة في مواجهة الواقع المفروض وإنهاء سياسة الصمت الطويل.

وشدّد أستاذ العلوم السياسية، على أن الاعترافات، رغم طابعها الرمزي، يمكن أن تتحول إلى أدوات فاعلة إذا ترافقت مع مبادرات جماعية وخطوات عملية، كفرض عقوبات، أو الدفع باتجاه قرارات أممية ملزمة، أو دعم مسار المساءلة القانونية.

وأكد أن هذه الخطوة تمثل بداية يمكن البناء عليها في المستقبل، شريطة أن تكون مدعومة بإرادة دولية جادة لتحويلها من مجرد إعلان إلى فعل مؤثر.

اعتراف “رمزي” لدولة حبيسة

فيما ذهب الخبير في العلاقات الدولية، مصطفى صلاح، إلى إن الاعتراف الدولي بفلسطين، مجرد لفتة إنسانية ورمزية، ما لم تكن هناك خطوات ملموسة تتخذها الدول المعترفة بفلسطين تجاه الضغط على إسرائيل.

وتساءل صلاح خلال تصريحاته لـ"تليجراف مصر": على أي حدود اعترفت الدول الأوروبية بدولة فلسطين؟.. متابعًا: فلسطين دون مقعد كامل في الأمم المتحدة، ولا حدود واضحة تقام عليها الدولة، ولا عاصمة معترف بها؟.. فإذا كان الغرب حقًا يريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكان حدد أولًا معالم هذه الدولة.

وأوضح الخبير أن غزة حاليًا محاصرة والضفة المحتلة تسيطر عليها إسرائيل، وتسعى لضمها وتسيطر على المعابر، إذن فلسطين “حبيسة” للاحتلال، فبأي دولة اعترفت الدول الأوروبية؟

مكاسب مشروطة وحضور دبلوماسي مرهون

وفيما يتعلق بالمكاسب الناتجة عن هذا الاعتراف، قال صلاح: التعاون الدبلوماسي بشكل كامل بين فلسطين والدول الأوروبية مشروط بالأساس، سواء من خلال فتح السفارات أو التمثيل الدبلوماسي.

وأكد أنه لو كان اعتراف الدول الأوروبية ذا تأثير لاستطاع على الأقل السماح للرئيس الفلسطيني، محمود عباس بحضور مؤتمر الجمعية العامة لأمم المتحدة بدلًا من بث كلمته عبر “الفيديو” ومنعه من دخول أمريكا، أو حتى على الأقل وقف الحرب على غزة، معبرًا عن أمله في أن يكون هناك تحرك عاجل من الدول لتطبيق هذا الاعتراف بالدولة الفلسطينية على أرض الواقع.

الاعتراف الدولي بفلسطين

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأول، خلال مؤتمر حل الدولتين المنعقد في الأمم المتحدة برعاية السعودية وفرنسا، أن بلاده قررت رسميًا الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدًا أن "الوقت حان لتحقيق الوعد الأصلي بإنشاء الدولتين".

وأوضح ماكرون أن فرنسا ستنشئ سفارة في دولة فلسطين فور الإفراج عن الرهائن، مشددًا على أن هذا الاعتراف يمثل الحل الوحيد الذي يتيح لإسرائيل العيش بسلام، ويشكل في الوقت نفسه هزيمة لحركة “حماس”.

فيما اعترفت بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال، بالدولة الفلسطينية، قبل يوم من انعقاد مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

كما اعترف العديد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، مشيرة إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإسكات صوت الرصاص في المنطقة، وموضحة أن الاعتراف بفلسطين حق وليس مكافأة لحماس.

search