الخميس، 25 سبتمبر 2025

06:47 م

"العدد الذري" حسم الأمر.. عودة الجدل حول ارتداء الرجال للذهب الأبيض

ما الحكم الشرعي في ارتداء الرجال للذهب الأبيض؟

ما الحكم الشرعي في ارتداء الرجال للذهب الأبيض؟

"ما الحكم الشرعي في ارتداء الرجال ساعةً مصنوعة من الذهب الأبيض؟".. سؤال أثار الجدل، على الرغم من حسمه قبل 5 سنوات بفتوى بسيطة وهي فارق اللون والعدد الذري الخاص بالذهب، إلا أن هذا التساؤل عاد إلى الواجهة مجددًا، مع انتشار أكسسوارات الرجال المصنوعة من الذهب الأبيض الخواتم والساعات.

السر في العدد الذري

قبل نحو 5 سنوات، قال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، الدكتور علي جمعة، إن الذهب الأبيض قد يُطْلَقُ على البلاتين الخالص، وهذا جائزٌ بالإجماع، ولكن المحرم شرعًا لبسه على الرجال هو الذهب الأصفر المعروف -أي العنصر الذي يحمل العدد الذري (79)، والكتلة الذرية 196.967 في الجدول الدوري- والعبرة في الأحكام بالمسميات لا بالأسماء.

وأضاف جمعة: قد يطلق الذهب الأبيض على السبيكة المكونة من خليط الذهب الأصفر مع البلاديوم أو غيره، وهذا قد انقسم أهل العلم فيه إلى مبيح ومانع، والأورع ترك استعمال الرجال له؛ إلحاقًا له بالذهب الأصفر المعروف.

وتابع: بناء على ما تقدم فإذا كان المقصود بالذهب الأبيض البلاتين فهو حلالٌ بالإجماع، وإن كان المقصود سبيكة البلاديوم أو غيره مع الذهب الأصفر فالأورع ترك الرجال له.

عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، الدكتور علي جمعة

جائز شرعًا ارتداؤه

فيما قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن حكم ارتداء الرجال لما يُعرف بالذهب الأبيض يتوقف على طبيعته المعدنية وليس على لونه أو اسمه، وقد أشارت دار الإفتاء إلى أنه قد يطلق الذهب الأبيض على السبيكة المكونة من خليط الذهب الأصفر مع البلاديوم أو غيره، وهذا انقسم أهل العلم فيه إلى مبيح ومانع، والأورع ترك استعمال الرجال له.

وأوضح قابيل في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن الذهب الأبيض إذا كان من معدن البلاتين أو أي معدن آخر لا يحتوي على ذهب أصفر خالص، فإنه جائز شرعًا للرجال ارتداؤه سواء في الخواتم أو الساعات، لأنه لا يدخل في حكم الذهب المحرّم على الرجال.

وذكرت دار الإفتاء: إذا كان المقصود بالذهب الأبيض البلاتين فهو حلالٌ بالإجماع، وإن كان المقصود سبيكة البلاديوم أو غيره مع الذهب الأصفر فالأفضل تركه للرجال.

واستشهد قابيل بقوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾، مبينًا أن الأصل في الزينة الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم، مشيرًا أن التحريم الوارد خاص بالذهب الخالص للرجال، مستدلًا بحديث سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: "حُرِّمَ لباسُ الحَريرِ والذَّهبِ على ذُكورِ أمَّتي، وأُحِلَّ لإناثِهم" (رواه أبو داود والنسائي).

الدكتور أسامة قابيل

محرم لو كان مخلوطًا بذهب أصفر

وأشار قابيل إلى أن الذهب الأبيض إذا كان في حقيقته ذهبًا أصفر تم طلاؤه أو خلطه بمعادن أخرى لتغيير لونه إلى الأبيض، فهو يأخذ نفس حكم الذهب الأصفر المحرّم على الرجال، ولا يجوز لبسه إلا للنساء، لأن العبرة بالمعدن لا باللون.

ودعا العالم الأزهري الشباب إلى ضرورة التأكد من مكونات ما يشترونه من محال الصاغة قبل اقتنائه، تجنبًا للشبهة، موضحًا أن الفضة والبلاتين بدائل مباحة للرجل، مستشهدًا بما ورد في الصحيحين، من أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من فضة ونقش عليه اسمه.

وأكد أن الأحكام الشرعية تهدف إلى تهذيب السلوك لا التضييق على الناس، وأن الالتزام بها يعكس طاعة المسلم وحرصه على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

search