الأحد، 28 سبتمبر 2025

04:57 م

دراسة صادمة: إصابات المدنيين بغزة تفوق جروح الجنود في ساحات الفتال

دراسة طبية: إصابات مدنيي غزة تماثل جروح الجنود في ساحات الفتال

دراسة طبية: إصابات مدنيي غزة تماثل جروح الجنود في ساحات الفتال

توصلت دراسات طبية إلى أن نمط الإصابات التي لحقت بالمدنيين في قطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ ما يقارب العامين، يشبه إلى حد كبير ما يتم تسجيله عادة في صفوف الجنود المحترفين المشاركين في معارك عنيفة.

ووفقًا للبحث الذي نشرته المجلة الطبية البريطانية، واعتمد على بيانات عشرات الأطباء الدوليين الذين عملوا في غزة بين أغسطس 2024 وفبراير 2025، فإن إصابات مثل الحروق والكسور البالغة في الأطراف، بدت أكثر شيوعًا لدى المدنيين الغزيين من تلك التي أصيب بها الجنود الأمريكيون خلال حربي العراق وأفغانستان.

طبيعة الإصابات

أوضح أستاذ أخلاقيات الطب الحيوي في جامعة ميشيجان وأحد كاتبي الدراسة، بلال عرفان، أن المدنيين في غزة عانوا من إصابات متوقعة في قتال عنيف بين عسكريين، لافتًا إلى أن البيانات استندت إلى المرضى الذين وصلوا المستشفيات ونجوا، دون أن تشمل الحالات المميتة، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

وأظهرت النتائج، أن ما يقارب 24 ألف إصابة تم تسجيلها ضمن الدراسة، ثلثاها ناجمة عن انفجارات، بينما شكلت الحروق نسبة 18% منها، كما تبين أن أكثر من عُشر إصابات الحروق كانت من الدرجة الرابعة، أي أنها اخترقت الأنسجة حتى العظام، في حين شكلت إصابات الطلقات النارية حوالي 30% من مجمل الصدمات.

حصيلة الحرب

تزامنت نتائج البحث مع حصيلة ثقيلة أعلنتها مصادر فلسطينية، إذ تجاوز عدد الشهداء 65 ألفًا وأكثر من 160 ألف مصاب منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية، عقب هجمات 7 أكتوبر 2023، التي قُتل فيها 1200 إسرائيلي وأُسر 251 شخصًا، ما زال نحو 50 منهم محتجزين في غزة.

وتشير البيانات، إلى أن الأطفال كانوا الفئة الأكثر تضررًا من الحروق الشديدة، بينما ساهم سوء التغذية الحاد نتيجة الحصار في تأخير التئام الجروح وزيادة الوفيات التي كان من الممكن تلافيها.

شهادات طبية 

قدم البحث 78 خبيرًا من 22 منظمة طبية وإنسانية دولية، جمعت عبر مقابلات وتقارير ميدانية، ثم تم مقارنتها مع دراسات سابقة عن إصابات الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان.

وقالت فيكتوريا روز، جراحة تجميل استشارية في لندن وأحد المشاركين في إعداد التقرير: "إن النتائج تدق ناقوس الخطر في أروقة الحكومات والمجتمع الإنساني".

الموقف الإسرائيلي 

من جانبها، شددت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، على التزامها بالقانون الدولي، مع الإقرار بوجود توتر بين حماية المدنيين ومتطلبات العمليات السريعة، غير أن بيانات مستقلة لمنظمة أكليد أظهرت أن 15 من كل 16 ضحية فلسطينية منذ مارس الماضي، كانوا من المدنيين، فيما كشفت تقارير داخلية لجيش الاحتلال، أن نسبة القتلى المدنيين بلغت 83% منذ بداية الحرب.

وتزامن نشر الدراسة مع تقارير عن انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في غزة، حيث تكافح المستشفيات والعيادات القليلة المتبقية لاستيعاب آلاف الجرحى وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات.

search