الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025

02:16 م

انقطاع كامل للإنترنت في أفغانستان وتعطل حركة الطيران.. ماذا يحدث؟

عناصر من حركة طالبان- أرشيفية

عناصر من حركة طالبان- أرشيفية

وسط تطور يعكس القيود المشددة التي تفرضها حركة طالبان منذ عودتها إلى السلطة عام 2021، شهدت أفغانستان، اليوم، انقطاعًا واسعًا في خدمات الإنترنت والاتصالات ما جعل البلاد تدخل في حالة عزلة تامة عن العالم الخارجي، ما أثار مخاوف من عودة البلاد إلى الحقبة التي حظرت فيها الحركة كل وسائل الإعلام والتواصل الجماهيري، بحسب ما نقلته رويترز.

شلل شبه كامل في خدمات الاتصالات والإنترنت 

وشهدت أفغانستان، اليوم الثلاثاء، شلل شبه كامل في خدمات الاتصالات والإنترنت عقب انقطاع شبكات الهواتف المحمولة والوصلات الرقمية في مختلف أنحاء البلاد، دون صدور أي إعلان رسمي فوري من سلطات طالبان يوضح أسباب تلك الخطوة المفاجئة.

وقال سكان محليون وفرق مراقبة، إن الاتصال عبر الإنترنت توقف تدريجيًا منذ ساعات الصباح، قبل أن يشمل معظم المناطق في واحدة من أوسع عمليات الإغلاق وأكثرها تنسيقًا منذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021.

انقطاع كامل للإنترنت ضمن خطة

وأكد مرصد “نتبلوكس” المتخصص في متابعة خدمات الإنترنت حول العالم، أن أفغانستان تعيش الآن “انقطاعًا كاملًا للشبكة”، موضحًا أن السلطات قامت بفصل الشبكات على عدة مراحل. 

وأضاف المرصد عبر موقعه الإلكتروني، أن الانقطاع يأتي في سياق ما وصفه بـ“إجراءات أخلاقية” تسعى طالبان إلى فرضها.

ووفقا لما ورد تزامن انقطاع  الإنترنت مع تصريحات سابقة لمسؤولين في الحركة، حول مخاوف من انتشار المواقع الإباحية، حيث كانت السلطات، قطعت في الأسابيع الماضية، بعض وصلات الألياف الضوئية عن أقاليم محددة للحد من الممارسات غير الأخلاقية. 

وكان مسؤول محلي، كشف سابقا، أن لجنة في كابول كُلفت بدراسة إمكان تصفية الإنترنت أو حتى حظر الألياف الضوئية بشكل كامل.

تعطل الرحلات الجوية في مطار كابول

وعلى إثر قطع خدمات الإنترنت، تعطلت الرحلات الجوية في مطار كابول الدولي، حيث أُلغيت ما لا يقل عن ثماني رحلات، وفق موقع Flightradar 24، وسط مخاوف دبلوماسية من أن الإغلاق سيصيب الأنظمة المصرفية والتجارية بالشلل، وفقا لتقارير محلية.

كما أفادت وكالات أنباء دولية، بأنها فقدت الاتصال بمكاتبها داخل العاصمة الأفغانية. 

توقعات انقطاع البث التلفزيوني والإذاعي

من جانبها، ناشدت قناة “تولو نيوز”، إحدى أبرز القنوات الأفغانية الخاصة، جمهورها بضرورة متابعة تحديثاتها عبر صفحات التواصل الاجتماعي  وسط توقعات من انقطاع بثها التلفزيوني والإذاعي بسبب الإجراءات الجديدة.

روايات المواطنين عن معاناتهم مع انقطاع الإنترنت

وعلى الصعيد الإنساني، أعرب مواطنون عن استيائهم، من التداعيات القاسية التي نتجت عن انقطاع خدمات الإنترنت، وقال صراف من ولاية تخار، إن دروس اللغة الإنجليزية التي كانت تتلقاها بناته عبر الإنترنت توقفت نهائيًا، مضيفًا: “لقد أُغلقت أمامهن آخر فرصة للتعليم والتفاعل”. 

وأضافت طالبة جامعية، أنها فقدت الوسيلة الوحيدة لمتابعة دراستها في مجال التوليد بعد منع النساء من دخول كليات الطب، قائلة: “عندما سمعت بقطع الإنترنت، شعرت أن عالمي أصبح مظلمًا”.

وكتبت النائبة السابقة المقيمة في الولايات المتحدة، مريم سليمان خيل، عبر منصة “إكس”: “الصمت على الإنترنت دون أصوات من الداخل يصم الآذان”. 

إعادة فرض القيود القديمة

وأعاد الانقطاع الجديد لخدمات الإنترنت، إلى الأذهان القيود الصارمة التي فرضتها طالبان خلال حكمها الأول في تسعينيات القرن الماضي عندما منعت التلفزيون والأقمار الصناعية وأجهزة الاتصال الجماهيري. 

وفي ظل القيود المشددة التي تعيشها البلاد بعد حكم طالبان، خاصة بعد منع النساء من التعليم والعمل تدريجيًا خلال السنوات الثلاث الماضية يخشى مراقبون أن يُشكل الإغلاق الجديد خطوة إضافية نحو العزلة عن العالم. 

طالبان تلتزم الصمت وسط ترقب عودة الإنترنت

ووسط تصاعد التوترات في البلاد إثر تلك القرارات لم يأتي رد رسمي من سلطات طالبان يوضح أسباب الإغلاق أو مدته المتوقعة، في حين نقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول بالحركة، أن الإجراءات “ستستمر حتى إشعار آخر”.

وفي الوقت التي تغرق فيه البلاد في عزلة رقمية غير مسبوقة ينتظر ملايين الأفغان عودة الاتصال الذي أصبح بالنسبة لهم شريان حياة أساسيًا ليس فقط في مجال التعليم والتجارة بل في القدرة علي التواصل مع العالم الخارجي أيضًا.

search