الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025

01:51 م

هاجم عبدالناصر وسخر من حرب أكتوبر.. كتاب تاريخ سوري في مرمى السهام

غلاف كتاب التاريخ للصف التاسع بسوريا

غلاف كتاب التاريخ للصف التاسع بسوريا

أثارت وزارة التربية والتعليم السورية، الجدل بعد تشكيكها في حرب أكتوبر 1973 في إحدى صفحات كتاب التاريخ للصف التاسع، متهمة حافظ الأسد بالتواطؤ في إسقاط الجولان بيد الاحتلال الإسرائيلي.  

هجوم على حافظ الأسد

وفي صفحة 30 في الدرس السادس بعنوان “سورية منذ الاستقلال وحتى الوقت الحاضر”، شنت الوزارة، هجومًا على الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، معتبرة أنه تواطئ مع إسرائيل وقت أن كان وزيرا للدفاع لتسقط الجولان قبل وصول القوات الإسرائيلية إليها بيوم كامل. 

وجاء في الكتاب، أن الأسد قاد انقلاب عسكري عام 1970 قبل أن يغدر بزملائه، فقام باعتقالهم وإيداعهم السجون لينفرد بالسلطة وحكم سوريا. 

وذكر الكتاب، أن فترة حكم حافظ الأسد كانت استبدادية وشمولية استمرت لمدة 30 عامًا، وفي إطار تأكيد مؤلف الكتاب على هذا، أشار إلى أن الأسد نسق مع الرئيس المصري أنور السادات خطة حرب أكتوبر والتي كانت “استعراضية” تحققت فيها انتصارات وهمية استغلها حافظ الأسد لتكريس سلطته وتقوية قبضته على الحكم. 

هجوم على عبدالناصر

وفي صفحة رقم 87 تحت عنوان “مصر منذ الحماية البريطانية وحتى الوقت الحاضر”، بدأ مؤلفو الكتاب في سرد تاريخ مصر والحديث عن الثورات الشعبية أثناء الاحتلال البريطاني، عام 1914 وصولًا إلى الحديث عن ثورة 23 يوليو 1952، والتي جاءت في الكتاب تحت عنوان “انقلاب قادة مجموعة من الضباط”.

كما شنت وزارة التعليم السورية، هجومًا على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مؤكدة أن حكمه شهد أكبر خسائر أمام إسرائيل.

الكتاب يحمل في صدر صفحته الأولى على اليمين الجمهورية العربية السورية - وزارة التربية والتعليم ، ويحمل اسم المادة " التاريخ الصف التاسع"  لعام 2025- 2026 ميلاديًا، 1447 هجريًا. ويبلغ عدد صفحات الكتاب 123 صفحة على موقع وزارة التربية والتعليم السورية.

حرب أكتوبر.. لحظة فارقة

واعتبر رئيس حزب الإصلاح والنهضة، الدكتور هشام عبدالعزيز، أن ما جاء في كتاب التاريخ السوري، يمثل جريمة في حق الوعي الجمعي للأمة، مشددًا على أن حرب أكتوبر 1973 وما تحقق فيها لم تكن انتصارًا وهميًا كما يُروّج البعض، بل كانت لحظة فارقة أعادت للعرب كرامتهم، وأثبتت قدرة الجيوش العربية، وفي مقدمتها الجيش المصري، على قلب الموازين.

وأوضح عبدالعزيز في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن حرب أكتوبر حققت لمصر استرداد الأرض وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وفتحت باب المفاوضات من موقع قوة، بينما مثّلت للسوريين ملحمة نضال وصمود على جبهة الجولان، وبالتالي فإن الحديث عن “انتصار وهمي” لا يعكس إلا محاولات سياسية بائسة لتزييف الوقائع التاريخية.

وأكد أن خطورة جاء في الكتاب، احتواءه على أكاذيب تتمثل في أنها تزرع ذلك في عقول الصغار داخل المدارس، فيتحول إلى تشويه متعمد للهوية الوطنية والذاكرة العربية، ويربي أجيالًا تفتقد للقدوة الوطنية وللاعتزاز بتاريخها، وهذا أخطر من أي هزيمة عسكرية لأنه يمسّ وجدان الأمة ومعايير وعيها.

تحصين المناهج التعليمية

وطالب عبدالعزيز، المؤسسات التربوية والثقافية بمواجهة التزييف المتعمد، وتحصين المناهج التعليمية بمصادر تاريخية موثقة، حتى ينشأ جيل يعرف أن انتصاراته لم تكن وهمًا، بل كانت حقيقةً سطّرها شهداؤه بدمائهم، وصنعتها إرادة شعوب أرادت الحياة.

من جانبها، قالت الباحثة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتورة رابحة علام: “بالنسبة لنا في مصر، كانت حرب أكتوبر مليئة بالانتصارات وغير مقبول الترويج بأنها حرب وهمية، لكن على جانب الوضع في سوريا ربما يعتقد البعض أنها ادعت التقدم والتحرير فربما المقصود بالانتصارات الوهمية هو ما يتعلق بالشق السوري من الحرب”.

وأضافت الباحثة في مركز الأهرام لـ"تليجراف مصر"، أن الانتصارات الوهمية المشار إليها في الكتاب ربما تعني ما ادعاه حافظ الأسد عام 1973، لأنه فعليًا لم تقع أي انتصارات على الجبهة السورية، بل على العكس احتُلت الجولان، وانسحبت بعض القوات السورية قبل حتى أن تتقدم القوات الإسرائيلية، أي أن "حربًا فعلية" لم تقع هناك.

واعتبرت رابحة علام، أن المقصود بالانتصارات الوهمية هو التشكيك في الجزء السوري من الحرب، وليس الجزء المصري.

search