ذكرى ميلاد أمين الهنيدي.. تنبأ بموته في نهاية مأساوية

يُعد الفنان الراحل أمين الهنيدي واحدًا من أبرز نجوم الكوميديا في مصر، حيث اشتهر بخفة ظله وحضوره المميز، وقدم خلال مشواره الفني مجموعة من الأعمال التي تركت بصمة كبيرة في قلوب جمهوره.

ذكري ميلاد أمين الهنيدي

ويوافق اليوم الأربعاء 1 أكتوبر ذكرى ميلاد أمين الهنيدي، الذي ما زال حاضرًا بأعماله الكوميدية الخالدة التي تُعرض حتى اليوم وتمنح المشاهدين البهجة والضحكة الصافية، ليبقى اسمه علامة بارزة في تاريخ الفن المصري.

نشأته وحياته

ولد أمين الهنيدي في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية في يوم 1 أكتوبر عام 1925، وتزوج سنة 1969، وأنجب ثلاث أولاد، ظروف دراسته دفعته للانتقال رفقة والده للقاهرة للالتحاق بمدرسة شبرا الثانوية، وبعدها كلية الآداب التي ما لبث أن تركها.

وكان قد التحق فيها بفريق التمثيل، حيث تقابل مع الفنان نجيب الريحاني، الذي تنبأ له بمستقبل باهر، بعدها التحق بكلية الحقوق التي لم يقض فيها وقتًا طويلًا حتى تركها أيضًا، ليلتحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية، وبرز تفوقه في هذا المجال حتى أنه عين مدرسًا للتربية الرياضية ثم رُقي إلى منصب مدير عام النشاط الرياضي بوزارة التعليم.

مشوار فني متنوع

بدأ الفنان الراحل أمين الهنيدي مسيرته الفنية مبكرًا، حيث أبدى اهتمامه بالفن منذ سن الثانية عشرة من خلال مشاركته في عدد من المسرحيات وتقديم المونولوجات الكوميدية للفنان إسماعيل ياسين، ثم التحق بفرقة التمثيل بمدرسة شبرا الثانوية، لينضم عام 1939 إلى فرقة نجيب الريحاني ويقدم معها مسرحية واحدة. 

كما سافر لاحقًا إلى السودان حيث شكّل فرقة مسرحية هناك، قبل أن يعود إلى مصر ويشارك في برنامج "ساعة لقلبك" الذي كان بوابته للشهرة وأحد أبرز محطات الكوميديا في العصر الذهبي للسينما والتلفزيون المصري.

أعمال فنية بارزة

قدّم أمين الهنيدي مشوارًا ثريًا في السينما والتلفزيون والمسرح، فشارك في أفلام ما زالت خالدة بذاكرة الجمهور مثل: "غرام في الكرنك، الأزواج والصيف، للنساء فقط، زوجة ليوم واحد، زوجة من باريس، سيد درويش، شباب مجنون جدًا، شنطة حمزة، شهر عسل بدون إزعاج، أشجع رجل في العالم، 7 أيام في الجنة، أنا ومراتي والجو، الكدابين الثلاثة"، فيما أسس فرقته المسرحية الخاصة التي قدّم من خلالها قرابة العشرين عملًا أبرزها: "سد الحنك، ديك وثلاث فرخات، أجمل لقاء في العالم، المغفل، سبع ولا ضبع". 

ورغم النجاح الكبير، صادفه سوء الحظ عام 1978 ليقرر حل فرقته لثلاث سنوات، ثم عاد لتقديم عملين جديدين قبل أن تتوقف نهائيًا.

وكانت من بين أبرز أعماله المسرحية أيضًا "أصل وصورة" و"لوكاندة الفردوس"، أما على الشاشة فكان فيلم "القطار" آخر أعماله قبل رحيله، ليظل إرثه الفني حاضرًا حتى اليوم.

الوفاة المفاجئة

غيب الموت صانع البهجة الكوميديان أمين الهنيدي، في يوم 3 يوليو 1986، عن عمر ناهز الـ60 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من نصف قرن.

وفي أواخر أيامه شعر باقتراب أجله، مما دفعه لزيارة الأطباء، الذين أكدوا خلوه من الأمراض، ولكن هواجسه ظلت تطارده حتى ذهب لأحد العرافين، والذي تنبأ بموته بمرض السرطان.

وفي عام 1982 تحققت النبوءة إذا اكتشف بالفعل إصابته بالمرض، والذي كان سببًا في وفاته عام 1986، بعد رحلة 4 سنوات من المعاناة وتدهور حالته الصحية، وكانت وفاته بعد ساعات قليلة من انتهائه من تقديم آخر أفلامه، وهو فيلم “القطار” الذي كان من بطولة نور الشريف وميرفت أمين.