الأربعاء، 01 أكتوبر 2025

08:31 م

مصر تستضيف مؤتمر البنوك المركزية الأورومتوسطية 2025

جانب من المؤتمر

جانب من المؤتمر

استضاف البنك المركزي المصري، اليوم، فعاليات الدورة التاسعة من مؤتمر البنوك المركزية الأورومتوسطية 2025، في إطار حرص الدولة المصرية على تعزيز علاقاتها مع شركاء التنمية الرئيسيين.

وجاءت الدورة تحت عنوان: "توظيف الابتكار والتكامل من أجل التنمية المستدامة والشاملة للدول الأورومتوسطية"، بمشاركة واسعة من محافظي البنوك المركزية، وصانعي السياسات، والخبراء الاقتصاديين، والأكاديميين، وممثلي المؤسسات المالية الدولية.

ويعد المؤتمر، الذي عُقد بالتعاون مع البنك المركزي الإسباني (BdE)، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، والمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط (IEMed)، والاتحاد من أجل المتوسط (UfM)، منصة رفيعة المستوى للحوار والتعاون حول القضايا الاقتصادية والمالية التي تشغل الساحة العالمية والإقليمية.

تعزيز التعاون

وخلال كلمته الافتتاحية، رحب محافظ البنك المركزي المصري، حسن عبد الله، بجميع المشاركين، مؤكدًا أن استضافة مصر لهذا الحدث تعكس التزامها الراسخ بتعزيز التعاون وتبادل الخبرات، من أجل دعم الاستقرار والازدهار في المنطقة.

وأضاف أن المؤتمر يمثل فرصة ثمينة لتعميق أواصر التعاون بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط، لا سيما في ظل التحديات العالمية الراهنة، مشيدًا بما يحمله جدول أعمال المؤتمر هذا العام من موضوعات تهدف لبناء مستقبل اقتصادي أكثر مرونة وازدهار.

أنظمة مالية أكثر مرونة

من جانبه، دعا خوسيه لويس إسكريفا، محافظ البنك المركزي الإسباني، إلى ضرورة تعزيز التعاون بين البنوك المركزية المشاركة، مشددًا على أهمية بناء أنظمة مالية أكثر مرونة وعدالة، موضحًا أن النظام متعدد الأطراف بات أكثر أهمية في ظل حالة عدم اليقين العالمي، مؤكدًا الحاجة لتطويره بما يتماشى مع المتغيرات المتسارعة.

أما لويز دي ميلو، مدير فرع الدراسات القُطرية بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فقد أكد أن البنوك المركزية لم يعد دورها مقتصرًا على ضمان الاستقرار النقدي، بل أصبحت ركيزة أساسية لدعم الابتكار، وتمويل التحول الأخضر، وتعزيز النمو الشامل.

وأشار إلى أن الحوار بين البنوك المركزية بات أكثر ضرورة من أي وقت مضى لتعزيز التعاون وبناء الثقة ودعم النمو المستدام، لافتًا إلى استعداد المنظمة لمواصلة دعمها ومساندة شركائها في المنطقة لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية.

من جهته، أوضح سينين فلورنسا، الرئيس التنفيذي للمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط، أن المنطقة تواجه تحديات متشابكة تتمثل في الأزمات الاقتصادية والديون والصراعات والتغير المناخي، مشددًا على أن قوة البنوك المركزية تمثل ركيزة أساسية للاستقرار في مواجهة هذه الأزمات.

فيما قالت ميلتم بيوك قرقاش، الأمين العام المساعد للاتحاد من أجل المتوسط، إن المنطقة تشهد "توترات جيوسياسية وفجوات تنموية وأوجه عدم مساواة اجتماعية"، مؤكدة أن تعزيز التحولات الخضراء والرقمية يمثل السبيل الأمثل لتحقيق نمو شامل ومستدام يخدم شعوب المنطقة.

محاور المؤتمر

شهد المؤتمر أربع جلسات رئيسية، الأولى بعنوان: "الذكاء الاصطناعي والبنوك المركزية والقطاع المالي"، وأدارها محافظ البنك المركزي الإسباني، حيث ناقشت دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل القطاع المالي وكيفية توظيفه بكفاءة مع إدارة المخاطر.

أما الجلسة الثانية فجاءت بعنوان: "التمويل من أجل التنمية المستدامة"، وأدارها محافظ البنك المركزي المصري، وناقشت دور البنوك المركزية في دعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتوجيه التمويل لخدمة أهداف التنمية المستدامة.

وحملت الجلسة الثالثة عنوان: "الشمول المالي للجميع"، حيث تم استعراض المبادرات الهادفة لتوسيع نطاق الخدمات المالية وتعزيز العدالة الاجتماعية والتمكين الاقتصادي للفئات المختلفة.

بينما ناقشت الجلسة الرابعة موضوع "التكامل المالي"، من خلال تقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حول تعزيز التعاون الإقليمي وتطوير البنية التحتية الرقمية وتحقيق مزيد من التنسيق بين السياسات المالية والنقدية في المنطقة.

ختام المؤتمر

وفي كلمته الختامية، وجه محافظ البنك المركزي المصري الشكر لجميع المشاركين، مشيدًا بما شهده المؤتمر من مناقشات ثرية وأفكار بنّاءة، مؤكدًا أن توصياته تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار المالي والتنمية المستدامة والشاملة لشعوب المنطقة.

وفي ختام الفعاليات، تم الإعلان عن استضافة البنك المركزي الإسباني النسخة المقبلة من المؤتمر، على أن يعقد اجتماع فني تحضيري قبل نحو أربعة أشهر من موعد المؤتمر بمشاركة خبراء من البنوك المركزية، بهدف تعزيز التنسيق والإعداد الجيد.

search