الخميس، 02 أكتوبر 2025

03:56 م

لم يكتفِ بالكلام.. رئيس كولومبيا يواصل صفع إسرائيل بقرار جديد

الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو

الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو

لم يكتفِ الرئيس الكولومبي، جوستافو بيترو، بخطابه الناري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دعا فيه إلى “توحيد الجيوش من أجل تحرير فلسطين” وإنهاء الحرب في غزة، بل اتخذ خطوات فعلية جديدة، معلنًا طرد ما تبقى من أعضاء البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في بلاده، بحسب ما نقلته شبكة "بي بي سي”.

رئيس كولومبيا يستحضر رموز التحرر

وخلال كلمته أمام الأمم المتحدة استحضر الرئيس الكولومبي رموز التحرر في أمريكا اللاتينية مثل سيمون بوليفار وخوسيه دي سان مارتن، مؤكدًا أن “القصف على غزة ليس مجرد هجوم على الفلسطينيين بل  هو عدوان على إنسانية تطالب بالحرية”. 

جوستافو بيترو يهاجم أمريكا

كما هاجم  بيترو السياسات الأمريكية قائلًا إن واشنطن “لم تعد تُعلم الديمقراطية بل تقتلها بجشعها وسياساتها تجاه المهاجرين”، لافتًا إلى أن “الصواريخ التي تمزق أجساد الأطفال في غزة وتسقط كل ثانية تفرض على العالم التحرك بجدية”.

طرد الدبلوماسيين الإسرائيليين

وفي خطوة تصعيدية جديدة بعد مرور يومين فقط من خطابه الجريء أمام الأمم المتحدة، أعلن بيترو طرد جميع الدبلوماسيين الإسرائيليين المتبقين في بوجوتا، على خلفية اعتراض القوات الإسرائيلية أسطول المساعدات المعروف بـ"أسطول الحرية" المتجه إلى غزة واحتجاز امرأتين كولومبيتين في المياه الدولية، حيث وصف بيترو ما حدث بأنه يُمثل “انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان واعتداءً مباشرًا على مواطني بلاده”، مطالبًا بالإفراج عنهما فورًا.

ما دلالة طرد الدبلوماسيين الإسرائيليين؟

وتأتي هذه الخطوة بعد خطاب بيترو أمام الأمم المتحدة، ما يشير إلى أن الرئيس الكولومبي لا يريد الاكتفاء بالتصريحات الرمزية في الاجتماعات الدولية بل يسعى إلى صياغة سياسة خارجية مغايرة لبلاده تضع كولومبيا في قلب المعركة ضد ما يصفه بـ"الاستعمار الجديد"، فمنذ توليه الحكم في عام 2022، تبنى أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا مواقف وخطابات معادية للهيمنة الأمريكية ومؤيدًا للقضية الفلسطينية، فيما قطع العلاقات مع تل أبيب العام الماضي وعلق صادرات الفحم إليها.

مغامرة أم قرار جريء؟

في المقابل، يرى خصوم بيترو أنه رئيس يغامر بعلاقات بلاده الاستراتيجية، فيما يعتبره أنصاره صوتًا لاتينيًا جريئًا يعيد استحضار تاريخ قادة التحرر في المنطقة ويمنح فلسطين موقعًا مركزيًا في أجندة السياسة الخارجية.

ويبدو أن قرار طرد الدبلوماسيين الإسرائيليين جاء ليوثق مواقف بيترو ويبرهن على أن كلمات الرئيس الكولومبي في الأمم المتحدة ليست مجرد خطاب بل التزام بالمواقف السياسية وضرورة ترجمتها على الأرض بحسب المحللين السياسيين.

search