
من ذكريات أكتوبر العزة.. مسقط تستقبل الطيار المجنون
عادت أجواء أكتوبر المجيد، تتلألأ من جديد، لتبعث في الأمة روح المجد والعزة التي كادت أن تتلاشي، في هذه الأيام يحتفل المصريون والعرب بالذكرى الثانية والخمسين لانتصارات 6 أكتوبر 1973م.
ومع كل ذكرى تتكشف بطولات وحكايات وأبطال، رفعوا رأسنا عاليا، وحفظوا للأمة كرامتها وعزتها، كبطلنا اليوم (الطيار المجنون) أحمد المنصوري "قائد تشكيل الفهود السوداء" حيث أظهر مهارات استثنائية في الطيران والمناورات القتالية، ببراعته وشجاعته في المعارك.
سيناريو حرب أكتوبر بدأ أولًا بالضربة الجوية، الساعة الثانية ظهرًا من يوم 6 أكتوبر 1973، نفذت 220 طائرة ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية، حققت الطائرات 95 % من أهدافها الموضوعة، وكان الطيار أحمد المنصوري من أوائل المشاركين في أول سراب طيران. تلا ذلك القصف المدفعي، بعد عبور الطائرات بخمس دقائق ثم بدأت المدفعية تدك التحصينات الإسرائيلية بشكلٍ مكثفٍ تمهيدا لعبور المشاة، وتسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة؛ لإغلاق أنابيب النابالم، في تمام الساعة 14:20 توقفت المدفعية طويلة المدى عن قصف الجزء الأمامي لخط بارليف ونقلت نيرانها إلى العمق.
في تمام الساعة 18:30 عبر ألفا ضابطٍ وثلاثون ألف جنديٍّ من خمس فرق مشاة القناة، واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لمرور الدبابات والمركبات، الساعة 20:30 تم بناء أول جسرٍ ثقيلٍ، وتلاه بناء سبعة جسورٍ وإحدى وثلاثين معدية وبدأت الدبابات والأسلحة الثقيلة تعبر الى سيناء.
وتُظهر هذه الملحمة كثيراً من البطولات، ومن بينها قصة الطيار المنصوري رمزًا للشجاعة والتفاني، بطولاته ومهاراته الاستثنائية في الطيران الحربي محفورة في الذاكرة، ومصدر فخر للقوات المسلحة المصرية. ومن أبرز تلك البطولات التي جعلت منه رمزاً استثنائيا، تنفيذ 52 طلعة قتالية في 18 يومًا، وهو عدد كبير لم يقم به الا قلة من الطيارين، فكل طلعة تحمل مخاطر جسيمة، إضافة الى معركته الأسطورية ضد 6 طائرات إسرائيلية، في إحدى أشهر المعارك الجوية، حيث وجد المنصوري نفسه محاصرًا من قبل 6 طائرات معادية من طراز "فانتوم" و"ميراج"، ورغم الفارق الكبير في العدد والتسليح، خاض قتالًا جويًا استمر لمدة 13 دقيقة متواصلة وهي تعتبر من أطول المعارك الجوية، تمكّن خلالها من إسقاط طائرة إسرائيلية باستخدام مهاراته في المناورة وإلحاق أضرار بطائرتين معاديتين، والإفلات من صواريخ العدو عبر التحليق على ارتفاع منخفض جدًا، مما جعل رادارات العدو تفقده وعاد بطائرته ميج-21 إلى القاعدة بعد نفاد الذخيرة والوقود.
وكان للمنصوري البطل دوراً كبيراً في اعتراض طائرات العدو التي كانت تستهدف الجسور المقامة على القناة، وإسقاطها وضرب مراكز القيادة والسيطرة وغيرها من العمليات البطولية.
وعن سبب تسميته بالطيار المجنون من قبل إسرائيل قال اللواء المنصوري: "كان خلفي طيار وأمامي طيار واستهدفني الطيار الذي خلفي وقرب ليؤكد إصابتي فقلبت له طائرتي لأثير طمعه، و هبطت بسرعة كأنى أنتحر، لو تعقبني هيموت وكي أقوم بمناورة كهذه لابد أن يكون ارتفاعي 6500 قدم كي تكون نجاتك بنسبة 50%، لكن كان الارتفاع حينها 3000 قدم يعني ميت ميت والطيار الذي يلاحقني ظن أنى في طريقي للموت أو أني طيار مجنون، نجحت في إيهامه بأنني في طريقي للسقوط وطلعت الطائرة وأنا جنب الأرض وطلعت وقلت له أنت سوف تموت الآن وطلعت الصاروخ وقتلته". ودي «مناورة الموت الأخيرة، وكنت أنا آخر طيارة نزلت في الحرب، إيقاف إطلاق النار كان 22 وأنا نزلت يوم 24 أكتوبر.
الطيار البطل اللواء المنصوري حصل على كتير من الأوسمة، منها وسام النجمة العسكرية تقديرًا لشجاعته الفائقة ووسام الشجاعة من الدرجة الأولى لدوره في حماية الجسور المصرية والقتال الجوي الاستثنائي. إشادة خاصة من القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية.
يظل اللواء طيار أحمد كمال المنصوري واحدًا من أعظم الطيارين المصريين، حيث ساهمت شجاعته الفائقة في تعزيز التفوق الجوي المصري خلال حرب أكتوبر، مما جعله رمزًا للبطولة والتضحية في تاريخ القوات الجوية المصرية.
كان الطيار اللواء أحمد المنصوري في أول سراب طيران انطلق في حرب اكتوبر، وآخر طائرة هبطت من المعركة، وهي التي نزل بها هبوطا اضطراريا في الشارع، وخاض بها معركة الـ 13 دقيقة، ومازالت طائرة ميج-21- رقم 80/40 تقف شامخة أما بانوراما حرب أكتوبر شاهدة على شجاعة قائدها ورمزا للنصر وفخراً لمصر والعرب.

الأكثر قراءة
-
بعد شهرين من زواجها.. عروس تنهي حياتها غرقًا بالفيوم وتترك رسالة وداع
-
بالأسماء.. مصرع وإصابة 14 شخصًا في انقلاب ميكروباص بسوهاج
-
بعد خفض الفائدة.. الدولار يسجل أدنى مستوى له منذ أكثر من عام
-
خلاف عائلي ينتهي برحيل شقيقين في الغربية
-
من قتـل الطبقة المتوسطة في مصر؟
-
“المحلة منين يا سمنودي".. مكايدات كروية من قالب الغناء التراثي
-
لحظة غضب تحولت لجريمة.. عاطل ينهي حياة سائق داخل سيارته بأسيوط الجديدة
-
"حرمته من الحمام".. شكوى ضد مٌعلمة تسببت في تبول طفل على نفسه بالسويس

مقالات ذات صلة
المولد النبوي الشريف
04 سبتمبر 2025 10:58 ص
العلاقات العمانية المصرية.. بين الحاضر والماضي
14 فبراير 2025 12:31 م
أكثر الكلمات انتشاراً