في ذكرى 6 أكتوبر.. كيف أثّرت الحرب على مشجعي كرة القدم في بريطانيا؟

حرب أكتوبر
لم تكف مصر عن التفكير في الهجوم على العدو الذي احتل أراضينا حتى في أحلك ساعات الهزيمة في يونيو 1967، وبعد عدة سنوات قليلة شن تحالف مصري - سوري هجومًا مباغتًا في "يوم الغفران" أقدس يوم في التقويم اليهودي لاسترداد أرض سيناء وهضبة الجولان.
انتهت الحرب رسميًا مع نهاية يوم 24 أكتوبر من خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين، قبل أن تعود سيناء وقناة السويس تحت السيادة المصرية فيما بعد بشكل كامل، عقب معاهدة السلام عام 1982.

المثير للدهشة أن تلك الحرب كانت لها تأثير كبير على كرة القدم، في إنجلترا ومعظم دول أوروبا، وكانت العادة أن تقام مباريات كرة القدم يومي الأربعاء والسبت.
وكان يوم الأحد عطلة، حيث لم يكن هناك عمل على الإطلاق لأسباب دينية واجتماعية مثل أداء الصلاة وقضاء الوقت مع العائلة، ومن ثم يمكن للاعبي كرة القدم مثلهم مثل جميع الناس الاستمتاع بيوم العطلة.
إضراب عمال المناجم
في 20 يناير 1974 تغير الأمر إلى الأبد، ما السبب؟، أوقف الأعضاء العرب في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) شحنات النفط إلى جميع الدول الغربية التي دعمت إسرائيل، بما في ذلك بريطانيا.
الأمر الذي أدى إلى أزمة طاقة في بريطانيا أواخر عام 1973، ومع إضراب عمال المناجم الشهير في فبراير 1974، إذ أعلن رئيس الوزراء البريطاني إدوارد هيث، آنذاك، عن إجراءات جديدة لتوفير الكهرباء، إذ سيكون العمل لمدة ثلاثة أيام، وهو ما أثر على جميع مستويات الحياة، وبالطبع كرة القدم.
وانتقلت المباريات من الأضواء الكاشفة إلى وضح النهار، وكانت مواعيد المباريات الجديدة لا تحظى بشعبية كبيرة بين الجمهور، وكان لهذا تأثير كبير على اللعبة، حيث توقف الكثيرون عن حضور المباريات أو بالأحرى لم يتمكنوا من حضور المباريات.
وتحدث بعض اللاعبين عن رفض اللعب لأنه كان يومًا دينيًا، لكن يبدو أن معظمهم شعر بالضيق لأنهم قد يرغبون في قضاء يوم الأحد مع أسرهم.
وطلبت رابطة كرة القدم الإنجليزية من الحكومة الإذن بجدولة المباريات يوم الأحد، وبما أن هذا اليوم كان به نشاط ضئيل في استخدام للكهرباء، فقد بدا أنه الحل الأفضل، وهنا بدأت كرة القدم يوم الأحد في إنجلترا.
حيلة الأندية لاستقطاب الجماهير
جرت المباراة الرسمية الأولى يوم الأحد في 6 يناير 1974، عندما استضاف كامبريدج يونايتد نظيره أولدهام أثليتيك في مباراة الدور الثالث لكأس الاتحاد الإنجليزي.

لاحقًا في يوم 20 يناير، لعب فولهام ضد نظيره ميلوول في مباراة انطلقت تمام الساعة 11:30 صباحًا، وانتهت بالتعادل 2-2 بحضور نحو 8500 متفرج، وهو الأعلى لكامبريدج في ذلك الموسم، وأقيمت ثلاث مباريات أخرى في نفس اليوم ضمن الكأس، وجاءت ردود الفعل متباينة، لكن اللافت أن معدلات الحضور كانت مرتفعة نسبيًا.

ولم تتمكن الأندية من شحن المشجعين للمباريات في البداية، إذ كانت هناك مشكلة إضافية، في ذلك الوقت كانت بريطانيا لا تزال تخضع لقانون قديم صدر عام 1780، يعرف بـ"قوانين يوم الأحد"، الذي كان يحظر دخول أي مبنى للترفيه أو التسلية أو النقاش مقابل دفع المال في هذا اليوم.
وكان نص القانون واضحًا “أي مكان يفتح أبوابه يوم الأحد ويقبل دخول أشخاص مقابل المال يُعتبر مكانًا غير منظم ويعاقب أصحابه بغرامة قدرها 200 جنيه إسترليني، وهو مبلغ ضخم جدًا إذا ما قورن بعام 1974”.
بسبب هذا القانون، لم يكن مسموحًا للأندية ببيع تذاكر للجماهير للدخول يوم الأحد، لكن هذا لم يعني أن المباريات كانت تُشاهد مجانًا؛ إذ لجأت الأندية إلى حيلة قانونية، وهي إلزام المتفرجين بشراء "برنامج المباراة" عند الدخول.
واعتُبر ذلك بمثابة رسم الدخول، وكانت أسعار هذه البرامج تختلف من نادٍ لآخر حسب مكان دخول المشجع، واعتمادًا على جودة الأماكن التي يزورها العامة، لكن ما الذي يمنع المشجع من التجول والاستمتاع بمشاهدة مباريات كرة القدم؟.

البداية الحقيقية
وبعد أسبوع من أول مباراة لعبت يوم الأحد، خاض تشيلسي مباراة ضد نظيره ستوك سيتي لأول مرة في الدوري الإنجليزي يوم 27 يناير 1974، رغم ذلك، لم تكن هذه بداية الثورة الحقيقية، فقد مرت 9 سنوات أخرى قبل أن تكون هناك مباراة أخرى يوم الأحد في الدوري الإنجليزي.
وفي 6 فبراير 1983، التقى سوانزي سيتي مع واتفورد، كانت هذه المباراة الأولى في ويلز يوم الأحد، ويعد هذا العام هو الذي بدأت فيه الأمور تزداد بلعب مباريات كرة القدم يوم الأحد.
وفي 2 أكتوبر 1983، تم مشاهدة أول مباراة على التلفاز في الدوري الإنجليزي يوم الأحد، حيث واجه توتنهام هوتسبر، نوتنجهام فورست، على ملعب وايت هارت لين.
وبالطبع مثل أي تغيير، انتقدت أصوات مختلفة ذاك القرار، لكن قد فات الأوان وتزايدت ثقافة حضور الجماهير للمباريات في يوم الأحد بشكل تدريجي، وانتشرت لاحقًا إلى دول أوروبية أخرى.
وصرح بوب وول المدير العام لآرسنال حينها "لعب كرة القدم وجني الأرباح يوم الأحد أمر خاطئ، لن نخل بسلام وهدوء حي هايبري في ذلك اليوم".
فيما قال تيد كروكر سكرتير الاتحاد الإنجليزي: "كرة القدم هي اللعبة الشعبية ويجب أن نهتم لمنح الجمهور ما يريده عندما يريده، يريد الكثير من الناس مشاهدة كرة القدم أيام الأحد".
وكان آلان هارداكر سكرتير رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز أقل حماسًا حيث قال: "أود أن أرى المزيد من مباريات كرة القدم يوم الأحد على مستوى الدرجات الأدنى في أجزاء أخرى من البلاد قبل أن أصبح مقتنعًا".
نعم، أثرت حرب لا علاقة لها بكرة القدم، وفي جزء مختلف من العالم، على حياة الملايين من المشجعين في بريطانيا وجميع أنحاء العالم لعقود قادمة.

الأكثر قراءة
-
اتصور مع الأمن.. الحقيقة الكاملة لصورة مرشح داخل مجمع الأقصر الطبي
-
خلاف عائلي ينتهي برحيل شقيقين في الغربية
-
بعد خفض الفائدة.. الدولار يسجل أدنى مستوى له منذ أكثر من عام
-
مصور "الفعل الفاضح": كان هيتسبب في كارثة على المحور
-
"حرمته من الحمام".. شكوى ضد مٌعلمة تسببت في تبول طفل على نفسه بالسويس
-
منصة الإيجار القديم 2025 تنطلق رسميًا.. إليك الرابط وطريقة التقديم
-
على طريق الغدر.. التفاصيل الكاملة للتخلص من سائق على يد زميله في العمل
-
برشلونة يسقط برباعية أمام إشبيلية بالدوري الإسباني

أخبار ذات صلة
حمادة إمام.. ضابط المخابرات الذي استجوب الجندي الإسرائيلي ودرّب المقاومة
06 أكتوبر 2025 12:37 م
مباراة العبور.. عندما علت تكبيرات 6 أكتوبر ملعب الترسانة
06 أكتوبر 2025 12:30 م
بعد رفع اسمه من قوائم الإرهاب.. على حسين مهدي يكشف كواليس الضبط والحبس والعفو الرئاسي
04 أكتوبر 2025 06:21 م
مديرة الشركة الألمانية مصممة العرض البصري للمتحف المصري الكبير: حولنا الآثار لحكاية (حوار)
04 أكتوبر 2025 01:55 م
أكثر الكلمات انتشاراً