الإثنين، 06 أكتوبر 2025

02:16 م

“لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”.. مدافع 6 أكتوبر تنهي دوري استثنائي بعد 4 جولات

حرب أكتوبر

حرب أكتوبر

يبقى موسم 1973-1974، واحدًا من أكثر المواسم استثنائية في تاريخ الكرة المصرية، موسم لم يُستكمل لأن الوطن كان في حاجة إلى كل ذرة من طاقة أبنائه، فحين دوّت مدافع السادس من أكتوبر، توقفت صافرة الملاعب احترامًا لنداء الواجب.

ولم يكن إلغاء البطولة، مجرد قرار رياضي، بل شهادة حية على روح التضحية والانتماء الذي جمع بين اللاعبين والجماهير في لحظة تاريخية نادرة.

مشاركة 18 فريقا 

انطلقت بطولة الدوري الممتاز يوم 8 سبتمبر 1973 بمشاركة 18 فريقًا للمرة الأولى منذ تأسيس المسابقة عام 1948، وكان من المقرر أن تُختتم في 24 أبريل 1974، وفق الجدول الذي أعلنه اتحاد الكرة آنذاك.

وتم تحديد موعد القمة بين الأهلي والزمالك في الدور الأول يوم 20 نوفمبر، على أن تُقام مواجهة الدور الثاني يوم 5 أبريل، لكن القدر كتب للموسم نهاية مختلفة تمامًا.

أحداث درامية 

بداية الدوري شهدت أحداثًا درامية، إذ تأجلت مباراة الأهلي أمام البلاستيك في الجولة الافتتاحية بسبب مشاركة عدد من لاعبيه في دورة مدرسية ببيروت، فيما فجّرت الفرق الصاعدة، ثلاث مفاجآت مدوية بتحقيقها انتصارات على أبطال الدوري والكأس، في مشهد عكس حجم التنافس الكبير في تلك الفترة.

ولم تخل البطولة من أزمات مبكرة، حيث واجه بني سويف صعوبات مالية كادت تؤدي إلى انسحابه من المسابقة، بينما رفض نادي دمياط السفر إلى القاهرة لمواجهة الأهلي والزمالك، متمسكًا بخوض مبارياته على ملعبه احترامًا لجماهيره.

أما المصري البورسعيدي، فقد تعرض لهزائم قاسية في الجولتين الثانية والثالثة، بعدما خسر أمام البلاستيك بنتيجة 6-1، ثم أمام الزمالك بخماسية مقابل هدف، ليصبح أحد أكثر الفرق تضررًا في انطلاقة البطولة.

شرارة الحرب 

أُقيمت أربع جولات فقط من الدوري، قبل أن تندلع شرارة الحرب، ثم بدأت الجولة الخامسة يوم الجمعة 5 أكتوبر، لتسجل التاريخ في لحظة فارقة حين تحولت الملاعب إلى صمت تام مع انطلاق عمليات العبور المجيدة.

في يوم العبور، أقيمت سبع مباريات بالدوري المصري في مشهد لم يتكرر منذ ذلك الحين، حيث فاز الزمالك على منتخب السويس بثلاثة أهداف مقابل هدف، وحقق الأهلي انتصارًا عريضًا على القناة برباعية نظيفة، قبل أن تتوقف المنافسات تمامًا، ويتحول اهتمام الجميع إلى جبهة القتال.

وعُرف هذا الموسم باسم "دوري الحرب" لم يكن مجرد بطولة لم تكتمل، بل أصبح رمزًا للروح الوطنية التي جمعت بين الكرة والسلاح، وأثبت أن الرياضة كانت وستظل جزءًا أصيلًا من ضمير هذا الشعب، قادرة على التوقف حين يُنادى الوطن، وقادرة على العودة بعد النصر أكثر قوة وفخرًا.

search