في ذكرى ميلاده الـ94.. بليغ حمدي "ملك الموسيقى" الذي غيّر ملامح الغناء العربي

بليغ حمدي
يُعد الموسيقار والملحن بليغ عبد الحميد حمدي مرسي، واحدًا من أبرز وأعظم المبدعين في تاريخ الموسيقى العربية، حيث ترك إرثًا فنيًا ضخمًا من الألحان الخالدة التي جمعت بين الأصالة والتجديد، وتميزت أعماله بقدرتها على الوصول إلى وجدان الجمهور بمختلف طبقاته، وجعلت منه واحدًا من أهم من ساهموا في تشكيل ملامح الأغنية العربية الحديثة.
ذكرى ميلاد الموسيقار الراحل بليغ حمدي
تحل اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر ذكرى ميلاد الموسيقار الراحل بليغ حمدي الـ94، أحد أعظم المبدعين في تاريخ الموسيقى العربية.
وُلد عام 1931 في حي شبرا بالقاهرة، ونشأ وسط أسرة تهوى الفن والموسيقى، ما ساعده على تنمية موهبته مبكرًا.
ودرس العود في معهد الموسيقى العربية، وامتلك حسًا فنيًا مميزًا جمع بين الأصالة والتجديد، فقدم خلال مسيرته مئات الألحان لعمالقة الطرب، مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية، التي ربطته بها قصة حب وزواج شهيرة.

النشأة والبدايات التعليمية
وُلد بليغ عبد الحميد حمدي مرسي في أسرة مثقفة، إذ كان والده أستاذًا للفيزياء بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، أبدى شغفًا بالموسيقى منذ طفولته، فأتقن العزف على العود في سن التاسعة، وحاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى، وهو في الثانية عشرة، لكن صغر سنه حال دون ذلك، فالتحق بمدرسة شبرا الثانوية، حيث واصل تعلم أصول الموسيقى في مدرسة عبد الحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، وتتلمذ لاحقًا على يد الموسيقار درويش الحريري، الذي عرّفه على الموشحات العربية وصقل موهبته الفنية، ليبدأ بعدها رحلته التي خلّدته كأحد رموز الإبداع الموسيقي في العالم العربي.
بدايات بليغ حمدي ومسيرته الفنية المبكرة
بدأ الموسيقار بليغ حمدي مسيرته الفنية كمغنٍ، بعدما أقنعه السيد محمد حسن الشجاعي، مستشار الإذاعة المصرية آنذاك، باحتراف الغناء، فسجّل أربع أغاني للإذاعة، ولكن بليغ سرعان ما اكتشف أن موهبته الحقيقية تكمن في التلحين، وهو المجال الذي وجد فيه شغفه وإبداعه الحقيقي.

قدّم بليغ أولى تجاربه في التلحين للمطربة فايدة كامل من خلال أغنيتي "ليه لأ" و"ليه فاتني ليه"، ثم لحن للمطربة فايزة أحمد أغنية "ما تحبنيش بالشكل ده"، التي حققت نجاحًا واسعًا، وقد كانت هذه الأعمال الأولى خطوة مهمة على طريق المجد الفني، حيث لفتت الأنظار إلى موهبته الفريدة.
وجاءت الانطلاقة الكبرى، عندما توطدت علاقة بليغ بالموسيقار محمد فوزي، الذي آمن بقدراته ودعمه من خلال شركته "مصر فون"، ليتيح له فرصة التلحين لكبار نجوم الطرب.
وفي عام 1957، قدّم بليغ أول ألحانه للعندليب عبد الحليم حافظ في أغنية "تخونوه"، التي كانت نقطة التحول الكبرى في مسيرته، لتتوالى بعدها النجاحات.

وجاءت الانطلاقة الحقيقية نحو القمة عندما غنت له أم كلثوم أغنية "حب إيه"، التي حققت نجاحًا ضخمًا وكرّست اسمه بين كبار الملحنين في العالم العربي، ومنذ ذلك الحين، أصبح بليغ حمدي أحد أكثر الملحنين شعبية وتأثيرًا في مصر والعالم العربي، وقدّم خلال مشواره ألحانًا خالدة لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور حتى اليوم.

أعمال بليغ حمدي في عالم السينما والمسرح والتلفزيون
لم يقتصر إبداع الموسيقار بليغ حمدي على تلحين الأغاني فقط، بل امتد ليشمل عالم السينما والمسرح والتلفزيون، حيث ترك بصمته المميزة في عدد من الأعمال التي أصبحت علامات فنية خالدة في تاريخ الفن المصري والعربي.
ففي السينما، قدّم بليغ الموسيقى التصويرية لعدد من أبرز الأفلام التي ما زالت تُعرض حتى اليوم، منها: "إحنا بتوع الأتوبيس"، "شيء من الخوف"، "أبناء الصمت"، "العمر لحظة"، "مسافر بلا طريق"، "آه يا ليل يا زمن"، و"أضواء المدينة"، وقد ساهمت موسيقاه في تعزيز الدراما البصرية لتلك الأعمال ومنحها عمقًا إنسانيًا خاصًا.
أما في المسرح، فقد وضع بليغ موسيقى عدد من المسرحيات الناجحة التي لا تزال في ذاكرة الجمهور، مثل "ريا وسكينة"، "زقاق المدق"، و"تمر حنة"، حيث أضفى على المشاهد أجواءً نابضة بالحياة والإحساس.
وفي الدراما التلفزيونية، تألق بليغ أيضًا من خلال تلحينه لموسيقى عدد من المسلسلات المهمة، أبرزها "أفواه وأرانب" و"بوابة الحلواني"، وكان الأخير هو آخر ما لحنه في حياته، إذ اعتُبر موسيقى هذا العمل من أهم أسباب نجاحه وشهرته الكبيرة بين الجمهور والنقاد على حد سواء.
أزمات واتهامات في حياة بليغ حمدي
على الرغم من المسيرة الفنية الزاخرة للموسيقار الكبير بليغ حمدي، إلا أن حياته لم تخلُ من الأزمات التي أثارت الجدل حوله في سنواته الأخيرة، فقد كان معروفًا بكرمه وبأن منزله مفتوح دائمًا للأصدقاء والفنانين، وهو ما كان سببًا غير مباشر في أخطر أزمة واجهها خلال حياته.
ففي ثمانينيات القرن الماضي، تم اتهامه في قضية وفاة الفنانة المغربية سميرة مليان، التي لقيت مصرعها داخل منزله في ظروف غامضة، ما أدى إلى ملاحقته قانونيًا واضطراره إلى مغادرة مصر لفترة طويلة حتى تتم تسوية القضية، وبعد سنوات من المعاناة، أثبتت التحقيقات براءته تمامًا، فعاد إلى بلاده ليواصل مشواره الفني حتى وفاته، تاركًا خلفه إرثًا موسيقيًا خالدًا لا يُمحى من ذاكرة الفن العربي.
وفاة الموسيقار بليغ حمدي
رحل الموسيقار الكبير بليغ حمدي عن عالمنا في 12 سبتمبر عام 1993 عن عمر ناهز 62 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض الكبد، ورغم مكانته الاستثنائية في تاريخ الموسيقى العربية، لم ينل بليغ حمدي من التكريم الرسمي في حياته أو حتى بعد وفاته ما يوازي حجم إنجازاته وتأثيره الفني، إذ كانت وزارة المالية قد أعلنت نيتها إصدار عملة تذكارية باسمه تخليدًا لذكراه، إلا أن المشروع لم يُنفذ حتى اليوم.


الأكثر قراءة
-
لماذا اختار السادات حلمي البلك لإذاعة بيان نصر أكتوبر؟
-
مطالب جديدة لملاك عقارات الإيجار القديم من رئيس الوزراء
-
إحالة محمد رمضان للمحاكمة بسبب أغنية "رقم واحد يا أنصاص"
-
في ظل الزيادة المرتقبة.. مفاجأة بشأن مستقبل سعر البنزين والسولار
-
جامعة بني سويف تحقق إنجازًا طبيًا جديدًا
-
من صحراء سيناء لنصر أكتوبر.. كيف نجا السيد سليمان من فخ طائرات إسرائيل؟
-
حسابات بنكية وتحويلات مالية.. حزمة خدمات جديدة للمصريين بالخارج
-
كشكول الجمسي.. أسرار حرب أكتوبر وحكايات الدموع في "الكيلو 101"

أخبار ذات صلة
زياد ظاظا يجسد شخصية طالب جامعي متمرد في "ميد تيرم"
07 أكتوبر 2025 04:14 م
أحمد حاتم أول ممثل مصري يشارك في عرض أزياء "ساندرو باريس"
07 أكتوبر 2025 04:01 م
بين عمرو سعد وياسر جلال.. نوران ماجد تعيش حالة من اﻻنتعاش الفني
07 أكتوبر 2025 03:44 م
السر اتفضح.. تامر فرج يكشف عن دوره في مسلسل “لينك”
07 أكتوبر 2025 02:54 م
أكثر الكلمات انتشاراً