الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025

03:54 م

تخارج رضائي أم فصل إجباري؟.. 7 آلاف موظف في مهب ريح "الشرقية للدخان"

الشركة الشرقية للدخان “إيسترن كومباني”

الشركة الشرقية للدخان “إيسترن كومباني”

في أروقة شركة الشرقية للدخان “إيسترن كومباني”، يسود شعور عام بالقلق والترقب بين العاملين، بعد سلسلة من الخطوات الإدارية التي بدأت بإبلاغ الموظفين بالتوقيع على عقود فصل “بالتراضي”، وفق ما تصفه الشركة بأنه “مشروع تخارج رضائي”، بينما يراه كثير من العاملين “قرارًا إجباريًا” تم تمريره بشكل غير مباشر.

رسائل غير رسمية وتعليمات مبهمة

رسالة داخلية تداولها بعض الإداريين بين العاملين، حصلت عليها "تليجراف مصر"، تتحدث عن “مستهدف” يصل إلى سبعة آلاف موظف مطلوب خروجهم من الشركة. 

الرسالة حملت عبارات ودية في ظاهرها، لكنها فتحت بابًا واسعًا من التساؤلات حول طبيعة الخطوة المقبلة، حيث تضمنت إشارات واضحة لأن من سيخرج يمكنه لاحقًا التقديم للعمل من جديد، لكن بنظام العقود المؤقتة أو اليومية، دون حوافز أو مزايا التأمين أو الأرباح التي كان يتمتع بها العاملون المثبتون.

بين الخوف والتسليم

يقول أحد العاملين، إن ما يحدث ليس جديدًا، لكنه هذه المرة أكثر حسمًا، مضيفًا أنه منذ حدوث تغييرات في هيكل الشركة، بدأ مشروع تخارج أولي خرج فيه حوالي خمسة آلاف موظف، وهذا العام الأمور مختلفة، "بيقولوا لنا امضي أو تتحول لإجازة استثنائية بدون حوافز ولا بدلات".

ويضيف العامل الذي طلب عدم نشر اسمه لـ"تليجراف مصر": “فيه ناس فعلًا مضت لأنهم تعبوا أو شايفين إن المبلغ اللي بيتعرض عليهم يستاهل، لكن فيه ناس تانية شايفة إن الفلوس دي نصها أصلاً من حقهم، من أرباحهم اللي اتخصمت على مدار السنين".

اختيارات محدودة

عامل آخر تحدث عن “خيارات صعبة” تطرح عليهم: “يا إما تمضي وتخرج وتاخد مقابل مادي، يا إما تقعد من غير أي مميزات، يا إما تنقل مكانك بعيد عن بيتك، زي ما حصل في مصنع أسيوط، قالوا للناس يا تيجوا تشتغلوا في أكتوبر يا تقعدوا في البيت بالأساسي بس".

وتابع: “هو بيخيرك بس في الحقيقة هو بيهددك، لأن ما فيش اختيار فعلي.. أغلبنا عنده التزامات وأولاد، ومش قادر يخاطر يفقد شغله من غير بديل".

إدارات كاملة خرجت

من شهادات العاملين، يبدو أن العملية لا تقتصر على مواقع محددة، حيث يقول أحد الموظفين على إطلاع بالشؤون الإدارية، إن إدارات بأكملها طٌلب منها التوقيع، منها التفتيش والمالية والأسواق.

ويضيف: “اللي حصل إن كل مجموعة جالها تعليمات شفهية من السكرتارية أو المشرفين، محدش بيبعت ورق رسمي. وفي الآخر بيقولوا إن ده برغبتك".

مصانع ومخازن شبه متوقفة

موظف آخر تحدث عن حالة “الجمود” التي بدأت تظهر على بعض المرافق: “في مخازن كبيرة زي مخازن مانستيلي، خرج منها المشرفين وأمناء المخازن، دلوقتي مفيش حد يقدر يصرف بضاعة.. العمالة اليومية كمان كانوا تبع شركة تشغيل، خلصت عقودهم ومشيوا".

وتابع: “اللي بيتقال إنهم هيختاروا حوالي 2000 واحد بس يرجعوا يشتغلوا بعقود سنوية.. العقد ده مالوش تأمين ولا أرباح، يعني اللي هيشتغل هيبقى مجرد عامل إنتاج.”

تغير في هوية الإدارة

العاملون لاحظوا أيضًا تغييرات في المستويات الإدارية، حيث كان يتم تصعيد الموظفين داخل الشركة، أما الآن فيتم انتداب قيادات من الخارج، حتى في الأمن والمناصب التنفيذية العليا.

حتى الآن، لا توجد بيانات رسمية تشرح للعاملين أسباب تلك الإجراءات أو مصير من تم إنهاء خدمتهم، ويقول أحدهم، إن الموظفين في حالة حيرة، فبسبب عمليات التخارج لا يعرف من سيدير المصنع بعد 31 أكتوبر، أو حتى كيفية استمرار الإنتاج دون عمالة.

وبينما يحاول البعض التمسك بالأمل، يرى آخرون، أن ما يجري هو “إعادة هيكلة شاملة” تُنفذ على مراحل، وأن العودة بعد التوقيع على عقود جديدة ستكون بشروط مختلفة تمامًا.

وتبدو المشاعر السائدة بين العاملين، مزيجًا من الغضب والخوف والحنين لسنوات الاستقرار، يقول أحدهم: “نحن لسنا ضد التطوير، لكن (الشركة دي بيتنا) وما يحدث يجعل المستقبل مبهم بالنسبة لنا".

search