الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025

07:39 م

حلفاء الأمس أعداء اليوم.. جرائم غزة تضع إسرائيل في الزاوية

انفجار في قطاع غزة- أرشيفية

انفجار في قطاع غزة- أرشيفية

عقب هجمات السابع من أكتوبر 2023 ومرور عامين على اندلاعها، تواجه إسرائيل، حقبة زمنية معقدة، حيث باتت تُعاني من أزمة دبلوماسية غير مسبوقة وأصبحت دولة منبوذة دوليًا بسبب “حرب الإبادة” على قطاع غزة، والتي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا بالإضافة إلى أزمة إنسانية كارثية يُعاني منها القطاع، بحسب تقرير نشرته “القاهرة الإخبارية”.

تراجع مكانة إسرائيل الدولية

ولفت  التقرير إلى أنه عقب هجمات الفصائل الفلسطينية على المستوطنات المحيطة بغزة في 7 أكتوبر 2023 حظيت إسرائيل بدعم واسع من حلفائها الغربيين، إلا أن هذا الدعم بدأ يتقلص سريعًا في ظل استمرار العمليات العسكرية التي أوقعت أكثر من 67 ألف شهيد و169 ألف جريح ومعظمهم من الأطفال والنساء، وفق تقديرات منظمات إنسانية دولية.

ودعمت الولايات المتحدة، العمليات الإسرائيلية في غزة ومن ثم تصاعدت الاتهامات لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب، ما أدى إلى تراجع غير مسبوق في مكانتها الدولية.

تصاعد العزلة السياسية والعقوبات الاقتصادية على إسرائيل

في السياق ذاته، نشرت شبكة “سي إن إن" تقريرًا قالت فيه إن العام الثاني للحرب شهد تحولت فيه العزلة الإسرائيلية من مجرد إدانات سياسية إلى عقوبات اقتصادية فعلية، حيث اقترح الاتحاد الأوروبي تعليق جزء من اتفاقية التجارة الحرة مع تل أبيب، بينما فرضت دول أوروبية عدة عقوبات على شخصيات إسرائيلية وبؤر استيطانية في الضفة الغربية. 

كما أعلن صندوق الثروة السيادي النرويجي، بيع استثماراته في شركات إسرائيلية بسبب الانتهاكات في غزة، فيما فرضت دول مثل فرنسا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة، حظرًا جزئيًا على تصدير السلاح لإسرائيل، بالإضافة إلى الإجراءات الفعلية التي اتخذتها إسبانيا ومن أهمها وقف تصدير الأسلحة العسكرية إلى إسرائيل.

نتنياهو يعترف بالعزلة الدولية

وركز تقرير شبكة سي بي سي، على الوضع الداخلي في تل أبيب، وقال إن صدى العزلة بدأ يتردد حتى بين القيادات الإسرائيلية نفسها، فقد اعترف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تصريحات خلال سبتمبر الماضي، أن إسرائيل تواجه “نوعًا من العزلة الدولية قد يستمر لسنوات”، مشيرًا إلى أن بلاده باتت مضطرة للاعتماد على نفسها بعد فقدان دعم حلفاء تقليديين.

الناخبون الأمريكيون يرفضون إرسال مساعدات عسكرية إلي إسرائيل 

وتزامنت تلك الاعترافات مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أقر أيضا بتراجع الدعم الشعبي والسياسي لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، قائلاً إن تل أبيب “فقدت سيطرتها على الكونجرس” وإنها “تخسر الحرب الإعلامية” بشأن غزة.

وأظهرت استطلاعات رأي أمريكية، وفق صحيفة واشنطن بوست، أن غالبية الناخبين الأمريكيين باتوا يرفضون إرسال مساعدات اقتصادية أو عسكرية إضافية لإسرائيل، في تحول جذري عن المواقف السابقة.

مقاطعة فنية ورياضية لإسرائيل 

وأشار التقرير إلى أن أن موجة الرفض امتدت إلى مجالات الثقافة والرياضة، إذ أعلنت هيئات البث في إيرلندا وهولندا وإسبانيا مقاطعتها لمسابقة الأغنية الأوروبية لعام 2026 في حال مشاركة إسرائيل.

وفي مجال الفن، وقع آلاف الفنانين والمخرجين في هوليوود، على تعهد بعدم التعاون مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية، من بينهم نجمات عالميات مثل أوليفيا كولمان وإيما ستون اللتان عبرتا علنًا عن تضامنهما مع غزة.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أن الحرب على غزة “جعلت إسرائيل أكثر عزلة من أي وقت مضى”، مشيرة إلى أن موجة الغضب الدولي توسعت إلى أوروبا والولايات المتحدة وأن الشباب الغربي بات أكثر انحيازا للقضية الفلسطينية، ما يهدد مستقبل الدعم لإسرائيل على المدى الطويل.

أخطاء نتنياهو تسببت لإسرائيل في عزلة اقتصادية خانقة

أما موقع واللا العبري، رأى أن سياسات حكومة نتنياهو المتطرفة، منحت الفلسطينيين مكاسب رمزية وسياسية غير مسبوقة، دفعت العديد من الدول إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية رسميًا قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.

وأضاف الموقع، أن “أخطاء نتنياهو حولت التعاطف الدولي إلى هجوم شرس، ودفعت إسرائيل إلى عزلة دبلوماسية واقتصادية خانقة”، لتجد نفسها مُحاطة بانتقادات وعقوبات اقتصادية متزايدة ومواجهة عُزلة عن حلفاء الأمس.

search