الخميس، 09 أكتوبر 2025

11:44 م

للمرة الأولى منذ عقود.. الفضة تتجاوز 50 دولارا للأونصة

مشغولات فضية

مشغولات فضية

ارتفع سعر الفضة الفوري إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من أربعة عقود، بعدما أدّت الزيادة الحادة في الطلب على أصول الملاذ الآمن إلى تفاقم قيود الإمداد في سوق السبائك بلندن.

سعر الفضة اليوم

وسجل سعر الفضة، قفزة قوية بلغت 4% ليصل إلى 50.85 دولارًا للأونصة اليوم، وهو أعلى مستوى منذ أزمة الأخوين هانت في ثمانينيات القرن الماضي، في حين تجاوزت مكاسبه 70% منذ بداية العام الجاري، متفوقًا بذلك على الارتفاع القياسي الذي حققه الذهب خلال الفترة نفسها.

ويعزو خبراء الأسواق، هذا الصعود اللافت إلى تصاعد المخاوف من المخاطر المالية في الولايات المتحدة، وارتفاع أسعار الأسهم لمستويات غير مسبوقة، إلى جانب الجدل حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ما دفع المستثمرين إلى التحوط عبر شراء المعادن الثمينة، وفي مقدمتها الفضة.

نقص الإمدادات 

وقالت تقارير اقتصادية، إن نقص كميات الفضة المتاحة في سوق لندن ساهم في دفع الأسعار للارتفاع الحاد، حيث ارتفعت كذلك تكلفة اقتراض المعدن بشكل كبير.

وفي الوقت نفسه، تتداول عقود الفضة الآجلة في بورصة "كومكس" بنيويورك عند مستويات تقترب من القمة التاريخية البالغة 50.35 دولارًا للأونصة، والتي سُجلت في يناير 1980.

صفقة تآكل القيمة

واستفادت الفضة من ما يُعرف بـ"صفقة تآكل القيمة" (Debasement Trade)، إذ اتجه المستثمرون إلى الأصول الآمنة مثل الذهب والبتكوين والفضة، وسط مخاوف من تآكل قيمة الأصول المالية بفعل التضخم والعجز المالي المتنامي.

ويُستخدم المعدن الأبيض على نطاق واسع في الاستثمارات والصناعات التقنية والطاقة النظيفة، لا سيما في الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، التي تمثل أكثر من نصف الطلب العالمي عليه. وتشير التقديرات إلى أن الطلب سيتجاوز المعروض للعام الخامس على التوالي في 2025.

سوق لندن وتراجع المخزونات

وتشهد سوق الفضة في لندن، تشديدًا غير مسبوق في السيولة، وسط ارتفاع تكاليف الاقتراض ونقص المخزونات المتاحة، كما أدت مخاوف من فرض رسوم جمركية أمريكية محتملة على الفضة إلى تسريع عمليات الشحن نحو الولايات المتحدة، ما استنزف كميات كبيرة من المعدن في لندن.

وفي تطور نادر، تُتداول حاليًا العقود الآجلة في نيويورك بأسعار أقل من السوق اللندنية، في انعكاس غير مألوف لاتجاهات الأسعار بين السوقين.

أزمة الأخوين هانت

تُعيد هذه التطورات إلى الأذهان أزمة عام 1980 عندما حاول الأخوان هانت، وهما من أثرياء النفط في تكساس، احتكار السوق العالمية للفضة بتخزين أكثر من 200 مليون أونصة، ما تسبب حينها في قفزة الأسعار إلى أكثر من 50 دولاراً قبل انهيارها الحاد إلى أقل من 11 دولاراً.

ورغم أن الفضة لم تتجاوز بعد ذروتها التاريخية بالقيمة المعدّلة للتضخم، فإن الأسعار الحالية تمثل ربع تلك القمة التاريخية المسجلة في يناير 1980، وفق بيانات مجموعة "CME".

search