السبت، 11 أكتوبر 2025

05:40 م

بعد حضور وزاري لزفاف ابنته.. من هو الشهيد محمد مبروك "قاهر الإخوان"؟

الشهيد محمد مبروك

الشهيد محمد مبروك

ليلة أمس وبعد مرور 12 عامًا على استشهاد البطل المقدم محمد مبروك، ضابط جهاز الأمن الوطني، احتفلت نجلته بزفافها في أجواء مفعمة بالفخر والدموع، في حضور وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وعدد كبير من الوزراء والفنانين، تقديرًا لتاريخ والدها الذي خُلد في ذاكرة الوطن كأحد أبطال معركة مصر ضد الإرهاب.

من هو الشهيد محمد مبروك؟

استُهدف “مبروك” غدرًا بـ26 رصاصة، لأنه اختار أن ينحاز للشعب لا للإخوان، وكشف بالأدلة جرائم التخابر وهروب السجناء والمخططات التي أرادت لمصر الخراب.

محمد مبروك.. بطل استثنائي

وُلد الشهيد محمد مبروك عام 1974، وتخرج في كلية الشرطة عام 1995، ليبدأ رحلته في جهاز أمن الدولة عام 1997، حيث عمل في ملفات حساسة تتعلق بالأمن القومي ومتابعة الجماعات المتطرفة، وبعد ثورة يناير، انتقل إلى جهاز الأمن الوطني، مواصلًا جهوده في خدمة الوطن.

لم يكن مبروك مجرد ضابط أمن، بل كان رأس الحربة في معارك المعلومات والتحريات التي أسقطت أبرز قيادات جماعة الإخوان. 

وكان شاهدًا رئيسيًا أمام نيابة أمن الدولة في قضية التخابر المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرون، كما شارك في تحريات هروب قيادات الجماعة من سجن وادي النطرون، وكان له دور بارز في التحقيقات الخاصة بأحداث مكتب الإرشاد بالمقطم.

يوم استشهاده

في صباح يوم الإثنين 18 نوفمبر 2013، خرج الشهيد من منزله متوجهًا إلى مقر عمله، ولم يكن يعلم أنها لحظاته الأخيرة، حيث كان عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس يترصدونه، وبمجرد اقترابه من سيارته أطلقوا عليه وابلًا من الرصاص عددهم 26 طلقة، بينها 17 في وجهه. 

التحقيقات تكشف المؤامرة

أثبتت تحقيقات النيابة أن تنظيم أنصار بيت المقدس هو من خطط ونفذ عملية اغتياله، بقيادة الإرهابي محمد علي عفيفي بدوي ناصف ومعه عدد من العناصر التكفيرية.

وتم رصد الشهيد ومتابعته لأيام، قبل تنفيذ الجريمة بدقة شديدة، وبعد جهود أمنية مكثفة، تمكنت الأجهزة من كشف هوية الجناة والقبض عليهم، لتُغلق صفحة من صفحات الإرهاب التي حاولت النيل من الوطن.

جنازة تليق ببطل

شيعت مصر جثمان الشهيد محمد مبروك في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة، حضرها قيادات الداخلية وزملاؤه الذين أقسموا على الثأر له، وأبناء الشعب الذين حملوا صوره وهتفوا باسمه.

وترك “مبروك” خلفه ثلاثة أطفال في عمر الزهور، وأسرة لا تزال تحتفظ بصوره وأوسمته وذكرياته التي تُدرّس في معاني الإخلاص والفداء.

واليوم، وبعد مرور 12 عامًا، جاء زفاف نجلته ليُعيد اسمه إلى الواجهة من جديد لا كضابط فقط، بل كأبٍ شهيدٍ انتصر على الإرهاب بحياته، وترك وراءه جيلًا يفتخر به، ووطنًا لا ينسى من ضحى من أجله.

search