الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025

01:40 ص

خبير: مصر أعادت تعريف مفهوم الأمن القومي بنجاح جهودها في غزة

لواء أشرف عبدالعزير خبير مكافحة الإرهاب

لواء أشرف عبدالعزير خبير مكافحة الإرهاب

منذ اللحظة الأولى لاشتعال الحرب على غزة، تصدّرت مصر المشهد الإقليمي كدولة عقلانية تقاتل من أجل السلام، لا بالشعارات بل بالتحرك العملي؛ فبينما كانت الصواريخ تمزق سماء القطاع، كانت القاهرة تحشد أدواتها الدبلوماسية والسيادية لتمنع الحرب من التحول إلى نكبة جديدة أو تهجير جماعي يهدد هوية المنطقة بأكملها.

تحركات مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لم تكن رد فعل على الأزمة، بل موقفًا مبدئيًا متجذرًا في ثوابتها القومية والإنسانية: رفض الإبادة، رفض التهجير، ورفض تصدير الفوضى.

منذ اليوم الأول، أعلنت القاهرة موقفها الحاسم: لا قبول بأي شكل من أشكال التهجير أو تفريغ غزة من سكانها.
ذلك الموقف الذي أربك حسابات تل أبيب، جعلها تدرك أن الحدود الجنوبية لغزة ليست ورقة تفاوض بل جدار سيادي مصري لا يُمس.

وفي هذا السياق، قال اللواء أشرف عبد العزيز، الخبير الأمني والاستراتيجي، لـ"تليجراف مصر": “مصر أدارت أخطر أزمة في القرن الحادي والعشرين بوعي دولة لا تبحث عن مجد سياسي، بل عن حماية إنسانية شاملة. لقد أعادت تعريف مفهوم الأمن القومي، ليصبح أمن الإنسان جزءًا من أمن الدولة".

وأضاف: “الرئيس السيسي تعامل مع الملف الفلسطيني كقائد مسؤول أمام التاريخ، وليس كطرف مراقب. ما فعله في منع التهجير هو دفاع عن الكرامة العربية قبل أن يكون دفاعًا عن الأمن الوطني".

وأوضح أن المؤسسة الأمنية المصرية نجحت في تحقيق توازن نادر بين الحزم والسياسة، فبينما واجهت مصر الضغوط الدولية والإقليمية، واصلت في الوقت نفسه إدارة المساعدات وجهود الوساطة دون أن تتنازل عن مبادئها.

مصر صمام أمان الإقليم وضمير العروبة

وتابع أن التجربة المصرية في إدارة حرب غزة جعلت القاهرة مركز التوازن الإقليمي، فهي تتعامل مع الجميع دون انحياز أيديولوجي، لكنها لا تتنازل عن ثوابتها الوطنية.

وأوضح أن “القاهرة اليوم تمثل ما تبقى من منطق الدولة في عالم يغرق في الفوضى، كونها توازن بين السلاح والسياسة، بين الحزم والإنسانية".

واستكمل: “في زمن الحروب الإلكترونية والتلاعب بالعقول، مصر كانت الوحيدة التي خاطبت العالم من موقع الحقيقة. ما فعلته لم يكن دفاعًا عن حدودها فقط، بل عن ذاكرة الأمة ووعيها الجمعي".

search