الخميس، 23 أكتوبر 2025

01:01 ص

وحدة الظل حارس "الورقة الرابحة" من أعين الاستخبارات الإسرائيلية

عملية تسليم الأسري

عملية تسليم الأسري

على مدار عامين منذ بدء حرب السابع من أكتوبر، تتجاهل القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية، النداءات بوقف الحرب وتمضي في طريق القوة العسكرية لاستعادة الأسرى من قبضة حماس، لم تترك قوات الاحتلال شبرا في غزة إلا وبحثت فيه عن الراهائن، إلا أنه لم تستطيع تحقيق شيء وتحرر هؤلاء الرهائن.

أبو عبيدة الناطق السابق باسم كتائب اقسام، الجناح العسكرية لحركة حماس، أكد مرارا وتكرارا ان إسرائيل لن تستطيع استعادة الأسرى، دون الجلوس على طاولة المفاوضات، في مشهد عكس الثقة في عناصر وحدة الظل المسؤولة عن تأمين الأسرى، وهو ما حدث بالفعل حيث لم تسفر العمليات العسكرية عن الإفراج عن أي من الرهائن في فشل زريع للاستخبرات الإسرائيلية وبسالة من عناصر ظل القسام.

مراسم تسليم حماس المحتجزين في غزة إلى إسرائيل

تأسيس وحدة الظل

تأسست وحدة الظل يونيو 2006، عقب أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وأُسندت للوحدة حينها مهمة تأمين الجندي الأسير، لتتحول لاحقًا إلى واحدة من أهم الوحدات الخاصة وأكثرها سرية في كتائب القسام، وكشف عنها عام 2016، عبر مقطع مصور بثته قناة الأقصى التابعة لحماس.

طبيعة عمل “وحدة الظل” تفرض عليها الغموض والسرية التامة، فمهمتها الأساسية تأمين الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وجعل مصيرهم مجهولا ما يضمن فاعلية الضغط والتفاوض مع الاحتلال.

بالإضافة إلى شاليط، وضعت الوحدة أربعة أسرى آخرين في عام 2014، في قبضتها الأمنية قبل أن تخفي داخل الأنفاق ما بين 200 إلى 250 أسيرا عقب أحداث السابع من أكتوبر.

التعامل الإنساني مع الأسرى

تولي كتائب القسام، من خلال وحدة الظل، أهمية كبيرة لكيفية معاملة الأسرى الإسرائيليين. 

وأعلنت أنها تعاملهم بـ"كرامة واحترام وفق أحكام الإسلام"، وتوفر لهم الرعاية الكاملة، ماديا ومعنويا، تأكيدًا على الفرق الأخلاقي الكبير بينها وبين ممارسات الاحتلال تجاه الأسرى الفلسطينيين.

معايير انتقاء أفراد وحدة الظل

اختيار مقاتلي وحدة الظل يتم وفق معايير شديدة الدقة، ويُختار العناصر من جميع ألوية وتشكيلات القسام بعد اختبارات أمنية ونفسية وميدانية، وتدريبات خاصة ترفع من كفاءاتهم الأمنية والعسكرية، فمن أهم المعايير المطلوبة:

  • انتماء عميق وصادق للمشروع الوطني الفلسطيني والمقاومة.
  • رغبة قوية في التضحية والفداء.
  • ذكاء فائق، وبديهة عالية في إدارة الأزمات والمواقف الحرجة.
  • قدرة على استشعار المخاطر قبل وقوعها.
  • شخصية كتومة، ترفض الثرثرة، وتتحلى بسرية تامة.
  • مهارات أمنية وعسكرية على مستوى عالٍ من الاحتراف.

عناصر حركة حماس

وكيل المخابرات العامة المصرية الأسبق، اللواء محمد رشاد أوضح أن عناصر حركة حماس في الفترة الحالية تعتبر جميعها وحدة ظل، والتي تتميز ببراعتها في حفر شبكة الأنفاق المعقدة التي تتحطم عليها آمال إسرائيل، سواء بالقضاء على أفراد الحركة أو فيما يتعلق باستعادة الرهائن.

وأوضح رشاد، في تصريحات لـ “تليجراف مصر”، أن أفراد الحركة المسؤولين عن تأمين الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، متدربين بالشكل الكافي لاتخاذ كل التدابير التي تحول دون استعادة تل أبيب أسراها، بالإضافة إلى سرعة البديهة في التعامل واتخاذ القرار الصحيح أمام أي فعل يهددهم أو الأسرى.

وكيل المخابرات العامة المصرية الأسبق، اللواء محمد رشاد

فشل الاستخبارات الإسرائيلية

ملف الأسرى هو الورقة الرابحة الوحيدة بيد المقاومة في الحرب كلها، لذلك تتخذ الفصائل تدابير عالية للاحتفاظ بهذه الورقة من خلال منع الاحتلال الوصول إليها بأي طريقة، حسب قول اللواء محمد رشاد.

وفيما يتعلق بفشل الاستخبارات الإسرائيلية في الوصول للأسرى يغزة، يشير وكيل المخابرات المصرية الأسبق، إلى أن حماس تنتقي من يتعامل مع الأسرى بحرص شديد، ويكون كل منهم معلومين تماما لدى الحركة، وهذا يعد الحصن المنيع بين الاستخبارات الإسرائيلية وبين الوصول للرهائن.

search