الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

03:06 م

تحديات المرحلة الانتقالية في سوريا، دراسة للباحث محمد فوزي

الباحث محمد فوزي

الباحث محمد فوزي

صدرت عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية دراسة تفصيلية للباحث في شؤون الأمن الإقليمي محمد فوزي، تتناول تحليلًا عميقًا للمرحلة الانتقالية في سوريا التي تلت الإطاحة بالنظام السابق.

واعتبر الباحث أن التطورات الأخيرة في سوريا تُعد متغيرًا شديد الأهمية على مستوى تموضع الفاعلين المسلحين من دون الدول ضمن المعادلات السياسية والأمنية العالمية، خصوصًا في دول الأزمات، لا سيما وأن هذا المتغير جاء بعد خمس سنوات تقريبًا من سيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم في أفغانستان.

وتناولت الدراسة العوامل البنيوية التي أدت إلى سقوط النظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد، مُركزًا على استشراء الفساد في مؤسسات الدولة، وتحول سوريا إلى دولة منبوذةً، وحالة الإنهاك الاقتصادي على وقع العقوبات، بالإضافة إلى استنزاف الجيش الوطني السوري وتراجع الدعم من قبل بعض حلفاء الأسد.

كما أشار فوزي إلى أن هيئة تحرير الشام والمجموعات المسلحة المتحالفة معها تبنت تغييرات تكتيكية وبراجماتيًّا كبيرةً، فضلًا عن تطوير استراتيجياتها العسكرية والقتالية، مع حصولها على بعض أوجه الدعم العسكري والدبلوماسي من أطراف خارجيًّا.

ولفت فوزي إلى أن حرب غزة وتداعياتها الإقليمية أثرت بشكل كبيرًا على مجريات الأحداث في سوريا والإطاحة بنظام الأسد، خصوصًا وأن الحرب كانت قد أنهكت الحليف الأقوى للنظام السابق مُمثلًا في حزب الله اللبناني.

ووفق "فوزي" فعملية ردع العدوان التي أطاحت بالأسد انطلقت في اليوم نفسه الذي وقع فيه حزب الله اللبناني اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وذهب "فوزي" إلى أن تعامل الإدارة السورية الجديدة مع الملفات والتحديات الراهنة غلب عليه عدم القدرة بشكل كبيرًا على تجاوز منطق الجماعة أو الفصيل المسلح والانتقال إلى منطق السلطة أو الدولة.

وقال إن ذلك تجسد في غلبة لون وطيف واحد على مفاصل الإدارة الجديدة، واستحواذ قائدها على صلاحيات واسعة، مما دفع العديد من التقديرات إلى طرح تخوفات مرتبطة بإعادة إنتاج حكم الفرد في سوريا.

كما أشار إلى إشكالات كبيرةً على مستوى تعامل هذه الإدارة مع ملف العدالة الانتقالية والتعامل مع الأقليات العرقية المتنوعة، بالإضافة إلى التحديات المرتبطة بالتموضع الخارجي وشكل التحالفات وأنماط التعاطي مع التهديدات الخارجية على غرار الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للسيادة السورية.

ووفق الدراسة، برزت العديد من التهديدات في المرحلة الانتقالية في ظل الحكم الحالي، جامعةً بين عوامل مرتبطة بالإرث الذي خلفه حكم "البعث" والأزمات المرتبطة بالطابع العقائدي والدوجمائي للإدارة السورية الجديدة، بالإضافة إلى أزمات بنيوية مرتبطة بالحالة السورية نفسها على غرار أزمات الأقليات والعرقيات.

ويُضاف إليها الأزمات المصاحبة للتدخلات الخارجية الإقليمية والدولية، وهنا يبرز التحدي الإسرائيلي كأحد أبرز التهديدات التي تواجه الدولة السورية في الحقبة الحالية.

search