السبت، 18 أكتوبر 2025

04:44 ص

سعد الدين الهلالي: التبرك بالأضرحة وطلب المدد من الأولياء لا يجوز شرعًا

أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور سعد الدين الهلالي

أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور سعد الدين الهلالي

أكد أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور سعد الدين الهلالي، أن التبرك بالأضرحة وطلب المدد من الأولياء لا يجوز شرعًا، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تتعارض مع صحيح الدين ومبدأ التوحيد.

وقال الهلالي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" على قناة MBC مصر، إن هذه المسائل فقهية خلافية، موضحًا أن القاعدة الشرعية تقول: «لا جدال ولا مشاحة في المختلف فيه».

ورداً على سؤال حول جواز التوسل بالسيد البدوي، قال الهلالي: "لا يستطيع أحد أن يجيبك إلا إذا كان متاجرًا أو جاهلًا"، موضحًا أن المتاجر هو من يجيز الأمر طلبًا للربح أو الشعبية، بينما الجاهل هو من يتحدث بغير علم، مؤكدًا أن الأمر كله يرجع إلى الله عز وجل.

وأضاف أستاذ الفقه المقارن: "الله يقول في الحديث القدسي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي شيئًا"، مشددًا على أن مهمة الأنبياء والرسل هي ربط الناس بربهم لا بالبشر.

وحذر الهلالي من الاستغلال الديني لهذه الممارسات، قائلاً: "من يروجون لمثل هذه الطقوس إنما يأكلون عيشًا من ورائها، وهم من افتروا على الأولياء وقالوا إن القطب غوث"، موضحًا أن مصطلح "الغوث" في المعتقدات الصوفية يعني القدرة على تحقيق المطالب، وهو أمر لا دليل عليه شرعًا.

وأشار إلى أن الصوفية في مصر تمثل تيارًا واسعًا يضم 67 طريقة رسمية مرخصة منذ عام 1976، ولكل طريقة شيخ مستقل روحيًا وإداريًا بموجب المادة 28 من قانون الطرق الصوفية، لافتًا إلى أن أصحاب الخطاب الديني المنصفين يجب أن يذكّروا الناس بأن الله معهم في كل مكان وزمان دون وسائط.

واختتم الهلالي بالتأكيد على أن الكرامات منح إلهية يمنحها الله لمن يشاء، سواء كانوا من المسلمين أو غيرهم، مشيرًا إلى أنها لا تقتصر على الأموات دون الأحياء، ولا يجوز اتخاذها ذريعة لطلب المدد أو التوسل بغير الله.

search